الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 23:01

مصير نتنياهو الى أين؟/ بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 07/03/19 15:03,  حُتلن: 23:07

خالد خليفة في مقاله:

نتنياهو يواجه مشكلة قضائية خطيرة ومن الصعب البراءة والتملص منها، حيث يواجهه بندين يتعلقان بخيانة الأمانة والرشوة، تسجيلات وتوقيعات وشهاد ملك يصل عددهم الى 13

هنالك إجماع واسع النطاق في الرأي العام الإسرائيلي على ان حكم نتانياهو سوف يستمر، حيث سينتخب مرة ثانية في مطلع ابريل المقبل. والعديد من الأوساط واستطلاعات الرأي تؤكد صحة اعادة انتخابه, وحصوله على عدد كبير من المقاعد بدون الأخذ بعين الاعتبار تورطه في قضايا خطيرة تتعلق بالرشوة وخيانة الأمانة. وقد بات من المؤكد وبعد ان قدم المستشار القضائي لائحة اتهام ضده مع إعطائه إمكانية الرد أنه سيقدم للمحكمة بثلاث ملفات مركزية وهي 1000 و 2000 و 4000. وكلها تتعلق بخيانة الأمانة والرشوة لشخصية سياسية كبيرة. وللمقارنة لما يحدث في الرأي العام الإسرائيلي وما يحدث في دول أجنبية تدعي إسرائيل انها بنفس مستوى الديمقراطية. كألمانيا مثلا , فاذا أخذنا ما حدث مع نائب المستشار الأماني ووزير الاقتصاد ان ذك فعندما دعي الى احدى المقاطعات خارج برلين بالقرب من مدينة هامبورج ودفع عنه احد أصدقائه الأثرياء تكاليف ليلتين في فندق فخم, وبعد أن كشف هذا الأمر في الإعلام الألماني لم يبقى له سوى إعلان استقالة الفورية .كما علينا التنويه بأن رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت والذي اتهم بعد ان قامت شولا زاكين سكرتيرته الخاصة على مدى 36 عاما بتسجيليه سربا ومواجهاته بفعلته مطالبة اياه بدفع تكاليف محاميها فرفض ومن ثم انقلبت و قامت بالشهادة عليه وأعلنت كشاهدة ملك. وقد ثبت الاتهام عليه بخيانة الامانة باستلامه مبالغ مالية وبشكل منظم من أناس أثرياء. وتعتبر الاتهامات ضد نتانياهو خطيرة للغاية حيث انه يواجه في كافة الملفات شهادات ل 13 شاهد ملك كانوا من مقربيه هو وزوجته طيلة مسيرته السياسة. ففي ملف 1000 والذي زوده فيه وبشكل منظم على مدى ال 7 سنوات المنتج الهوليودي ارنون ميلشين بالسيجار الفاخر والشمبانيا باهظة الثمن. وقد قدر ثمن هذه الهدايا ب 700 الف شيكل اي حوالي ال 200 الف دولار. وفي هذا الملف الذي عرف بملف 1000 هناك ثلاثة شاهدي ملك, واصلات مثبتة بثمن هذه الهدايا والتي لم يدفع ثمنها من قبل نتانياهو. الشاهد الاول هو صديقه ارنون ميلشين. الشاهدة الثانية سكرتيرته الشخصية لارون مليشين في اليلاد داليا والتي ارسلت هذه الهدايا إلى بيت رئيس الحكومة وحافظت أيضا على وصولات المدفوعة لهذه الهدايا. والشاهد الثالث هو سائق مكتب رئيس الحكومة والذي أوصل الهدايا إلى نتانياهو وزوجته. ويعتبر هذا الملف ملف كلاسيكي بخيانة الامانة حيث من المفترض ان لا يستلم رئيس منتخب بهذا الحجم والشكل هايا من أشخاص غرباء. أما ملف 2000 والذي فاوض فيه نتانياهو محرر صحيفة يديعوت احرونوت بهدف شراء الذمم الصحفية لكي ينتقل نوني موزيس الى معسكره ويمتدحه خلال المعركة الانتخابية لعام 2015.

وقد ضحى نتانياهو بجريدة "اسرائيل اليوم" والتي قد أسست خصيصا من اجل استبطان قيم نتانياهو في المجتمع الاسرائيلي, الأمر الذي اغضب الملياردير شيلدون اديلسون صديق نتانياهو الحميم. وبعد ان اعتقل مستشار نتانياهو للشؤون الامريكية في المطار وقيد الى مركز الشرطة بتهمة الاختلاس, بحيث صادرت الشرطة هاتفه النقال الخاص به, وما وجدته كان امرا صادما ومثيرا حيث وجدت كافة التسجيلات لاقتراحات الرشوة بالتسجيلات الصوتية الدقيقة على مدى 6 لقاءات بين نتانياهو وموزيس. ولم يبقى امام اري هارو سوى الاعتراف والقبول بان يكون شاهد ملك ضد مديره وصديقه على مدى عشرات السنوات نتانياهو. أما الملف 4000 فهو ايضا ملف واضح المعالم من حيث محاولات نتانياهو بكسب ود الاعلام والسيطرة عليه .حيث وجد ان يتسحاك الوفيتش صاحب موقع WALLAH يوافقه الرأي ولكنه يريد امتيازات مالية تتمثل بدمج شركة بيزيك وYES الامر الذي وفر له ارباحا طائلة تصل الى 1.8 مليار شيكل. وإرباح مباشرة بمبلغ 600 مليون شيكل لألوفيتش. لقد قدم نتانياهو هذه الامتيازات بواسطة اقالة مدير عام وزارة الاتصال افي بيرجير وتعيينه لداني فيلبير بدلا منه الذي وافق مباشرة على هذا الدمج بأوامر من نتانياهو. وقد ساهم في هذه العملية العديد من الأشخاص واهمهم نتان حيفيتس صاحب ومستشار العائلة المقرب. وقد ادين كافة هؤلاء ووقعوا على اتفاقية شاهدي ملك.

إنّ نتنياهو يواجه مشكلة قضائية خطيرة ومن الصعب البراءة والتملص منها، حيث يواجهه بندين يتعلقان بخيانة الأمانة والرشوة، تسجيلات وتوقيعات وشهاد ملك يصل عددهم الى 13. ومن الصعب ان يكون الرد الذي منح له ناجحا. وبرأيي فانه حتى لو فاز بالانتخابات فانه سوف يتطر للتنحي والاستقالة اذا كان ذالك بموافقة. واذا لم يتم ذالك فيمكن ان ينتهي امره في الزج في السجن كمصير اولمرت واخرين. ان هذا الوضع الخطير لقادة اسرائيل لا يفقهه الشارع الاسرالئيلي ولا يتعامل معه بالشكل الجدي و الصحيح, حيث ان فضيحة بهذا الحجم تجبر المسؤول السياسي للاستقالة الفورية . ولكن نتانياهو وبوسائل إعلامية مخادعة استطاع ان يغير مواضيع جدول الاعمال من مواضيع تتعلق بالقيم الانسيانية والديموقراطية الى امور تتعلق بمواجهة العدو العربي من الداخل والخارج, وكل ذالك بتكتيك ان اليسار هو الذي يقوم بحملة انقلابية ضده وضد اليمين. وعليه المحافظه على هذه البلاد من هذا العدو الخطير وبكافة السبل والوسائل.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     

مقالات متعلقة