الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 05:02

هل يسير المجتمع السعودي في طريق الانهيار؟ بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 06/03/19 13:04,  حُتلن: 14:57

أحمد حازم:

المرأة التي تولت في دول عديدة في العالم أعلى المناصب مثل (ملكة، ،رئيسة دولة، رئيسة وزراء، وزيرة، برلمانية وسفيرة وغير ذلك من المناصب العليا) كان وضعها في السعودية مزرياً اجتماعياً ومهنياً

السعودية معروف عنها في التاريخ أنها كانت في الأساس تسمى بلاد (الحجاز)، لكن آل سعود قاموا بتغيير اسمها على اسم عائلتهم بإطلاق اسم "السعودية" عليها لتبقى ملكاً لهم مدى الحياة. والدولة السعودية هي إحدى أهم دول النفط في العالم، إلا أن حكامها أرادوا للمجتمع السعودي أن يبقى متخلفاً اجتماعياً ولا سيما في الأمور التي تتعلق بالمرأة، التي حرمت كلياً من حقوقها باستثناء الولادة. لكن هذه الدولة التي جعلها آل سعود مملكة لهم شهد مجتمعها في الفترة الأخيرة تغييرات ملموسة لم تكن متوقعة.

فعندما تسلم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مهامه السياسية،،قام بتغيير قوانين تقاليد موروثة في المجتمع السعودي. وعلى سبيل المثال تم الإعلان عن حق المرأة في قيادة سيارة. وقد اعتبر هذا التحول إنجازاً في بلد ظل يحرم المرأة من قيادة السيارة سنوات طويلة جداً، ليس لسبب مقنع دينياً أو اجتماعياً، بل بسبب مزاج الذكر السلطوي، الذي يريد احتكار السلطة لنفسه وإبقاء المرأة داخل جدران البيت فقط.

وإضافة لسماح المرأة بقيادة السيارة، ( وكأن هذا إنجاز عظيم في القرن الحادي والعشرين) تم السماح أيضاً بإقامة حغلات غنائية لمطربين ومطربات بعد أن كان ذلك حكراً على العائلة الملكة فقط في قصورهم. وأصبح الذكر السعودي يرى عن قرب المطربة نهز بأردافها وتتلوى بجسمها وحركاتها وهي على بعد أمتار منه، وليس على شاشة التلفزيون ،حيث كان هذا من المحرمات سابقا وأصبح من المحللات حالياً.

المرأة التي تولت في دول عديدة في العالم أعلى المناصب مثل (ملكة، ،رئيسة دولة، رئيسة وزراء، وزيرة، برلمانية وسفيرة وغير ذلك من المناصب العليا) كان وضعها في السعودية مزرياً اجتماعياً ومهنياً، وكأنها تعيش في عهد الجاهلية. فقد كانت محرومة من الكثير جداً من أبسط الحقوق، وكأنها ولدت فقط للإنجاب.

يرى بعض المطلعين على شؤون هذه المملكة التي يحمل علمها الأخضر صورة سيف بجانبه عبارة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله) أن (الإباحية) بدأت تدخل المجنمع السعودي تدريجياً في بلاد الحرمين الشريفين. وليس من المستبعد أن نرى قريبا أو مستقبلاً في شوارع العاصمة الرياض وغيرها من المدن السعودية نساء لا فرق بينهن وبين المساء الأوروبيات، في حال أصبح ارتداء الخمار طوعاً. وليس من المستغرب أيضاً أن نرى فتيات في الشوارع وهن يرتدين الجينز الممزق الركبتين. وليس غريبا في عهد محمد بن سلمان أن نسمع قريبا عن وجود محلات في الأسواق السعودية لبيع محرمات وملاهي ليلية، وكل ذلك جائز في مجتمع بدأ محمد بن سلمان يتحكم في إدارة شؤونه، وبالرغم من أن محللين سياسيين في الشأن السعودي، يغتقدون بأن" المجتمع السعودي يسير في طريق الإنهيار، لكن في حقيقة الأمر لا أحد يدري إلى أين سيذهب سلمان وإبنه ولي العهد بالمجتمع السعودي.

الملك سلمان بن عبد العزيز الذي يقولون عنه أنه خادم الحرمين الشريفين تكرم على الرئيس الأمريكي ترامب بمبلغ 400 مليار دولار، لكن تقديم هذا المبلغ "للسيد الأمريكي" لم يكن طوعاً بل "خاوة" على الطريقة "الترامبية" بمعنى "إدفع لنحميك ونتستر على فضائحك "، وفعلاً هذا ما حصل، وفضيحة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقحي خير دليل على ذلك، لأن محمد بن سلمان متورط فيها حسب كافة المؤشرات في هذا الشأن واستناداً إلى مصادر أمريكية. على أي حال قضية خاشقجي لن تكون أول وآخر فضيحة للعهد السعودي الجديد، والسنوات القادمة ستظهر العديد من الفضائح لسلمان وإبنه. ونحن بالانتظار.
 

مقالات متعلقة