الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 11:01

تحديات المرحلة منع المقاطعة والانزلاق للأحزاب الصهيونية/ بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 04/03/19 13:38,  حُتلن: 16:37

خالد خليفة في مقاله: 

عمل عدد من مركبات القائمة المشتركة على إفشالها بالضربة القاضية، وهنالك تفاوت بين مركباتها للضرر الذي أحدثوه في هذه القائمة

الحركة العربية للتغيير هي التي انشقت وأحدثت شرخا قويا في التمثيل العربي وأدت إلى إنهيار القائمة المشتركة وضياع التمثيل العربي في البلاد

جاءت رؤية التجمع والحركة الإسلامية أيضا من منظار ضيق فبعد ان وقعوا التحالف بينهما لم ينظروا إلى باقي أجزاء ومركبات القائمة المشتركة 

على الرغم من الإعلان عن تقديم لائحة نهائية بقائمة الأحزاب المشاركة في الانتخابات المقبلة، فقد باتت الصورة واضحة للجميع.
لقد عمل عدد من مركبات القائمة المشتركة على إفشالها بالضربة القاضية، وهنالك تفاوت بين مركباتها للضرر الذي أحدثوه في هذه القائمة. فالحركة العربية للتغيير هي التي انشقت وأحدثت شرخا قويا في التمثيل العربي وأدت إلى إنهيار القائمة المشتركة وضياع التمثيل العربي في البلاد. وبدلا من ان تعاقب القائمة ورئيسها الا انه منح لها جائزة بحلف مع أكبر حزب عربي في البلاد، إلا وهي الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة. ويدعي قياديها ومسؤوليها انه لم يكن أي خيار أخر نتيجة لاستمرار المفاوضات وضياع الوقت مع باقي الأحزاب. حيث تركها التجمع والحركة الإسلامية ولم يتفاوضوا معها مدة طويلة.
أضاعوا الوقت الثمين حيث لم يبقى خيارات أمام الجبهة سوا التحالف مع العربية للتغير. مهما يكن فان خيارهم للتحالف مع احمد الطيبي كان خيار لم يحسدوا عليه، فالعديد من الخلافات خلال السنوات الأربعة الأخيرة كانت بين احمد طيبي وأيمن عودة حيث طعن احمد طيبي في مهنيته. أما الجبهة الديمقراطية فقد وقعت الاتفاقية وهي متعبة ومرهقة بعد أن رفضت الإسلامية والتجمع التوقيع على التحالف معها لإعادة مركبات القائمة المشتركة.
وقد جاءت رؤية التجمع والحركة الإسلامية أيضا من منظار ضيق. فبعد ان وقعوا التحالف بينهما لم ينظروا إلى باقي أجزاء ومركبات القائمة المشتركة وتمترسوا في مواقفهم للحفاظ برأيهم على تمثيلهم في الكنيسيت وضمان مقاعدهم. أما الدكتور احمد طيبي على الرغم من انه ادار معركة محكمة ومنظمة مثبتة بالاستطلاعات التي كانت تعطيه من 8-10 من مقلد "ستاتيستيك" ومكاتب الاستطلاع اليهودية التي لا تستطلع الأصوات العربية. الا انه وافق في نهاية الأمر للذهاب في حلف مع الجبهة ليضمن لنفسه ولحليفه أسامة السعدي مقعدين فقط .الأمر الذي اغضب علي سلام رئيس بلدية الناصرة والذي لم ينبس ببنت شفى عن هذا الحلف كما وانه اغضب حلفائه في النقب الذين وعدوا بأماكن مضمونة. أما اليوم ومعركة المقاعد والكراسي من ورائنا فعلى الوسط العربي تعلم العبر وان لا يقوم بغلاط مجحفة كالمقاطعة والذهاب إلى الأحزاب الصهيونية. وتعتبر المقاطعة سلاح يمكن ان يضر فقط بالوسط العربي. فالامتناع عن التصويت سوف يبعد العرب عن أي ذرة من التأثير على ما يجري في الساحة السياسية الإسرائيلية، كما يعتبر نوع من الانتحار السياسي الجماعي للعرب في اسرائيل بحيث ان ما يريده نتاياهو وجانتس وآخرين كمروجين لليمين المتطرف والعنصرية هو تحييد الصوت العربي والقضاء على تأثيره. واذا اردنا منع ذلك فعلينا العمل بعكس ما يريدونه قادة اسرائيل. ويلفت للانتباه بأن المقاطعين هم من الشريحة المثقفة والمؤثرة في المجتمع العربي.
واذا أرادوا التأثير فان عليهم التعامل مع ما يجري في هذا المجتمع بايجابية والتمهيد والمساعدة في هذه الفترة الانتقالية الصعبة التي يمر فيها المجتمع العربي لكي نعبر إلى بر الأمان. ان المقاطعة بطبيعتها وجوهرها لا تعتبر عمل سياسيا ايجابيا فتجربة اليهود والاكراد في جميع انحاء العالم هو اكبر اثبات على ذالك. فاليهود في اميركا لهم دور فعال في السياسة الامريكية، كما ان الأكراد في تركيا لهم دور كبير وفعال أيضا يشل في بعض الاحيان السياسة التركية الرسمية. وهنالك خطر اخر يواجه الاحزاب العربية اضافة الى الامتناع، وهو خيبة الأمل من القائمة المشتركة والتصويت للأحزاب الصهيونية، لقد فهمت الأحزاب الصهيونية المعضلة التي وقعت فيها القائمة المشتركة وبدأت تزج العرب في اماكن مضمونة في هذه الأحزاب، فحزب ميريتس مثلا سوف يحوز على الآف الأصوات من المثلث والوسط الدرزي نظراً لانتخابه اثنين من العرب في أماكن مضمونة. أما حزب جانتس سوف يحقق ايضا نجاحا ساحقا بعد ان إنضم اليه العديد من سكان النقب، وبعد أن عين ابنة دالية الكرمل غدير مريح في مكان مضمون. كما ان شاس الذي يسيطر على المجالس المحلية ووزارة الداخلية بقيادة درعي سيستعمل كافة الطرق والحيل والاغراءات لكسب الأصوات العربية. حيث صوت لشاس تاريخيا في الماضي اكثر من 10 الاف صوت من الوسط العربي، وسوف يحاولون جلب عائلات بأكملها نظراً لقرب درعي من رؤساء المجالس المحلية العربية.
كما سيحقق حزب "كولانو" برئاسة موشيه كحلون مزيد من الأصوات بعد أن عين أكرم حسون عضوا في هذا الحزب. وكذلك الامر بالنسبة لافيجدور ليبرمان الذي عين حمد عمار ابن شفاعمرو عضوا في حزبه، ولا ننسى الحزب الحاكم حزب الليكود الذي يستطيع ضخ كم هائل من الاغراءات للعرب. وبعد خيبة الأمل الكبيرة التي حدثت نتيجة إنهيار القائمة المشتركة على المجتمع العربي ان يعملوا بثبات وخطى قوية على تخفيف ظاهرة الإمتناع عن التصويت والانزلاق للتصويت للأحزاب الصهيونية بهدف الحصول على مزيد من المقاعد العربية وكل ذلك سيكون لصالح أحزاب اليمين المحرضة دمويا على العرب. فإذا استطاع العرب أن يحصلوا على عدد كبير وغير متوقع من المقاعد فان ذلك يفشل نتنياهو خطته وأهدافه لتصفية تأثير الصوت.

* خالد خليفة - صحفي ومحلل سياسي

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة