الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 10:02

المرأة الشّرقيّة مظلومة/ بقلم: زهير دعيم

زهير دعيم
نُشر: 01/03/19 17:02,  حُتلن: 20:30

بدون أدنى شكّ المرأة الشرقية مهيضة الجناح، ذليلة، مظلومة، مسلوبة الحقوق والإرادة في أكثر الحالات ومعظم الأزمان.
فهي "عضو قاصر" و"ناقصة عقل ودين".. وهي الشّرف بعينه، او اللا شرف، بل وقد تكون نجسة في حالات كثيرة!!! فتقوم الأرض ولا تقعد إن هي ارتكبت خطأً او شبه خطأ أو خُيّل الينا ذلك، -ومن منّا لا يخطىء – ولكنّ خطأها كبير ومن الكبائر، فإحساسها نحن نُسيِّره، ومشاعرها نحن نتحكّم بها، نحن معشر الرجال، امّا تصرّفها اثر ذلك فهي هي المسؤولة عنه، هي وحدها... انّها بلّور وكريستال وزجاج، فأيّ شرخ يصيب كبد شرفها – وكلّها شرف- يزعجنا حتى الموت و يستدعي أن "نأخذ" مكان الله فنحكم ونعاقب، وكثيرًا ما يكون الحكم بالإعدام.

والبراهين يوميّة، كثيرة ومُخزيّة... نعم المرأة تعيش الهوان في الشّرق، حتى وان نحن تشدّقنا وقلنا أنّ الحريّة لا تعيش الا بين نسائنا وأخواتنا وبناتنا، ولكن الواقع يقول العكس، ويشير بإصبع الاتهام نحونا، يشير قائلا: اننا وأدنا وما زلنا نئد حقوق المرأة بحُجّة وبلا حجّة.
واليوم أريد أن اسلِّط الضوء على جانب واحد فقط من هذا الظلم الديجوريّ، المعتم في حياتنا وحياة – الزهرة التي تمشي على قدمين -.. انه جانب الإرث والوراثة، فرغم انني لست حقوقيًّا، ولكنني أعيش الظروف وألمسها، واستقبح الظلم اللاحق بالمرأة، استقبحه ولا استعذبه.
فالمسيحيّة ساوت بين الرجل والمرأة في كل شيء، ساوت وعدلت، فحقّ المرأة في الميراث تماما كحقّ الرجل، والإسلام اعطاها نصف حقّ الرجل.

ولكن هيّا نرى الواقع المعاش، هل نحن كمسيحيين نعطي المرأة حقّها من الميراث فعلًا ام نهضمه ونسرقه ونسلبه، كما نسلب الله في كثير من الأحيان؟ وهل المسلم يعطي ابنته حقّها؟! أم انّ عنصر "التخجيل" يكون الأعلى والأهمّ والأسمى والأفضل، فليس من حقّها الإرث، وليس من حقّها ان تحصل على شبر واحد من الأرض حتى ولو امتلك أبوها عشرات بل مئات الدونمات فهذا الإرث موقوف ووقفٌ على الذكور... وان هي تجرّأت وطالبت فالويل لها، انها ستضحي في نظرهم عاقّة، مُجرمة، سارقة، وسالبة حقّ إخوتها، عليها ان تُوقّع وتتنازل وكفى...
وتُوقّع المسكينة برضًى مرةً وعلى مضضٍ مرّات، توقِّع وزوجها فقير معدم لا يملك شبرًا من الأرض يبني عليه كوخًا ليأويهما!! أعرف الكثير من الحالات التي فيها الإخوة يسرحون ويمرحون ويبيعون الأراضي الكثيرة، ويُبذّرون الأموال الطائلة عبثًا في حين أنّ أختهم وأولادها يتضوّرون جوعًا.

حان الوقت ان تتمرّد هذه "المسكينة " وتقول: لا ..هذا حقّي، إرثي، وهذا ملكي!
حان الوقت أن تصرخ بهمسٍ في وجه أبيها وأخوتها إن هم حرموها من حقّها، أن تصرخ: لقد اغتصبتم حقّي وحقّ الله!
حان الوقت أنْ نعي انّ الله لا يرحم مَن لا يرحم، وأنّه لا يحبّ الظالمين كثيرًا ولا "يعشق" سالبي الحقوق.
فالأب الذي يحوّل كل ارثه للذكور سيُسأل عن ذالك يوم يُفتح سفر الحياة ويكون يوم الحساب.
وأخيرًا ان المقولة القائلة انه من الخطأ أن نعطي أراضينا لغيرنا (زوج ابنتنا) هي حجّة واهية، وقحة، ومقولة كاذبة حمقاء عالمين تمامًا ان المُلك؛ كلّ المُلك هو لله وحده، فنحن فقط أمناء عليه وسنقدّم يومًا ما حساب الوزنات.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

 

مقالات متعلقة