الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 12:02

المشتركة عمل مثير وفريد من نوعه ولكن/ بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 21/02/19 13:58,  حُتلن: 14:38

لقد بات الأمر واضحا للعيان، أن الأحزاب السياسية العربية لا تملك أجندة سياسية واضحة المعالم لهذا الظرف السياسي الحرج، فبدلا من أن تحضر نفسها، قيادتها وطواقمها للمعركة الانتخابية الوشيكة والمقبلة علينا هدروا واستنفروا الوقت الثمين واتتهم الانتخابات وهم غير جاهزين لمواجهة التحديات السياسية الشرسة.

أما المفاوضات التي بدأت قبل فترة وجيزة فلم تبدي الأحزاب والحركات السياسية العربية نوايا حسنة في التحالف والتقارب ما بينها في كل ما يتعلق بالشراكة والوحدة.

وقد بدأ النائب الطيبي في نهج الانشقاق عندما أعلن انسحابه عن المشتركة وخوضه للانتخابات بشكل منفرد باسم الحركة العربية للتغيير لقد زعزع قراره هذا المجتمع العربي وبدت كافة الأحزاب تدور حول نفسها بمحاولة لأعادة اللحمة بين كافة أقطابها، والمثير أن الطيبي ومع انه قام بالشرخ الكبير إلا انه استمر في المفاوضات مع باقي الاحزاب بكرا وفرا.
حيث اعلمنا كل تلك المدة انه سوف يخوض الانتخابات بشكل منفرد الى ان أتت قمة ابو مازن وعلي سلام والتي أعطته دفعا جديدا لبعض الشيء، مهما يكن فإنه يعتبر قارئا ماهرا للخارطة السياسية بحيث انه أدار معركة انتخابية منظمة تعتمد على إقامة المهرجانات المركزية وانتخاب الأعضاء الممثلين للحركة ومفاوضات مع هذا الحزب وذاك، وهو يعلم في نفس الوقت علم اليقين انه لا يستطيع عبور نسبة الحسم وهي 160000 صوت ولكنه يملك نسبة من الأصوات التي يمكن ان تساعد بعض الاحزاب في المشتركة في عبور نسبة الحسم والحصول على مقاعد أكثر وفي نفس الوقت فإنه يريد جباية ثمن كبير لا يستطيع اي حزب قبوله مهما يكن فان الأيام والأسابيع المقبلة سوف تثبت لنا ما أذا كانت تحركات الطيبي صحيحة بكل ما يتعلق بتأمينه لأربع مقاعد لحركته أم أن الانشقاق أدى بنهاية الأمر الى الانقسام وزعزعت العمل الوحدوي المشترك.

وما تبين حتى كتابة هذه السطور انه من الصعب تنظيم العمل السياسي العربي والاتفاق على إستراتيجية واحد، ومن الصعب وضع خطوط عريضة لمواجهة اليمين الإسرائيلي المتطرف والذي يعمل بإصرار على تغيير المعادلات اتجاه الأقلية العربية.

وقد أثبتت التحالفات التي حدثت في السياسة الإسرائيلية بين أقطاب اليمين أن كافة القوة الإسرائيلية عازمة العقد على استمرار الوضع الراهن وتصعيده بسياسات ضد العرب والفلسطينيين، وعلى صعيد الأقلية العربية يحاول نتنياهو جاهدا إدخال اليمين المتطرف وورثة كهانه وكولدشتين وإعطاءهم ملفات التربية والتعليم والإسكان الأمر الموجه ضد العرب.
كما ان سياسة هذه القوة ستستمر في الاستيطان وسياسة الابارتهايد في الضفة وقطاع غزة. اما القائمة المشتركة فقد كانت عملا سياسيا مثيرا وفريدا من نوعه ولكنه بحاجة الى قوة جبارة وخارقة لإعادة بناءه من جديد.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

 

مقالات متعلقة