الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 13:01

مع اقتراب موعد انتخابات الكنيست ما المطلوب من عرب الـ48/ بقلم: حسين فاعور الساعدي

حسين فاعور الساعدي
نُشر: 19/02/19 12:33,  حُتلن: 09:20

حسين فاعور الساعدي:

حان الوقت لإحداث تغيير جذري في أساليبنا النضالية. وأهم تغيير مطلوب منا القيام به وحالاً هو إيصال مندوبين عنا إلى الكنيست متفرغين للعمل البرلماني فقط. مطلوب الفصل التام بين العمل البرلماني والعمل الحزبي أو الجماهيري

أظن أن سبعين عاماً من التجارب كافية لتجعلنا نستخلص ما يجب استخلاصه من العبر المفيدة لنا في تحسين وسائلنا النضالية للحصول على حقوقنا الأساسية. طوال سبعين عاماً أردنا من مندوبينا في الكنيست الإسرائيلي العمل على أكثر من جبهة وأن يقودوا كل معاركنا. معظم هذه المعارك كانت تتعارض مع الكنيست وما يصدر عنها من تشريعات وقوانين، فلماذا ألقينا على كاهل من هو عضو فيها وأقسم يمين الولاء لها أن يقود هذه المعارك؟

لقد حان الوقت لإحداث تغيير جذري في أساليبنا النضالية. وأهم تغيير مطلوب منا القيام به وحالاً هو إيصال مندوبين عنا إلى الكنيست متفرغين للعمل البرلماني فقط. مطلوب الفصل التام بين العمل البرلماني والعمل الحزبي أو الجماهيري. هذه المعادلة كانت ضرورية جداً بعد التحولات الحادة التي حدثت منذ سنوات، وأصبحت اليوم مطلب الساعة.
كل من يعيش في هذه البلاد يعرف أن أعضاء الكنيست العرب لم يمنعوا هدم منزل أو مصادرة شبر أرض منذ قيام اسرائيل. ليس لأنهم مقصرون وإنما بسبب سياسة هذه الدولة. والأصعب من ذلك أنهم لم يمنعوا أي قانون مصيري صدر عن الكنيست ذاتها كقوانين الحرب والسلم أو ضم مناطق محتلة كقانون ضم الجولان والقدس والمستوطنات وقانون القومية. لقد اقتصر دورهم على القوانين الخدماتيه ولهم الفضل في منع بعض ما يضرنا وإقرار بعض ما يفيدنا في هذا المجال (الخدماتي) فقط. وللقيام بذلك فهم بحاجة لدعم وتأييد الأعضاء اليهود.
لذلك لا أدري لماذا ألقينا على كاهل هؤلاء الأعضاء مهام نضالية لا يستطيعون القيام بها وتجلب لهم سواد الوجه في نظر زملائهم اليهود الذين من الممكن أن يدعموهم في القضايا الخدماتية اليومية. إننا عندما نلقي على أعضاء الكنيست قيادة معاركنا النضالية نكون قد أفشلنا عملهم البرلماني لأننا أفقدناهم تضامن ودعم بعض الأعضاء اليهود الذين من الممكن أن يتفهموا بعض قضايانا اليومية وفي نفس الوقت خسرنا معاركنا النضالية لأن هؤلاء الأعضاء مقيدون بقوانين ونظم الكنيست التي أقسموا يمين الالتزام بها. لقد كنا يوما ما بحاجة (ربما أيام الحكم العسكري) أن يقود مظاهراتنا أعضاء كنيست بسبب الحصانة البرلمانية التي كانوا يتمتعون بها. أما اليوم فإن هذه الحصانة لم تعد كما كانت عليه وصاروا يُشتمون ويُضربون ويُعتقلون حتى داخل الكنيست ذاتها.
إن وجود أعضاء كنيست متفرغين للعمل البرلماني فقط، سيحدث تحولا جذرياً في مجرى تعاملنا مع هذه الدولة ومؤسساتها وربما في تعامل هذه المؤسسات معنا. إن التفرغ للعمل البرلماني فقط سيفتح المجال للتعاون مع بعض أعضاء الكنيست اليهود وبناء تحالفات معهم وتبادل الدعم عند التصويت على مختلف القوانين. أضف إلى ذلك أنه سيفتح الباب ربما للمشاركة في تأليف حكومات غير متطرفة في المدى البعيد.
لا أدري لماذا لم نقم بذلك حتى الآن. لا شك اننا بحاجة لمعاوك نضالية للدفاع عن الكثير من قضايانا الملحة كهدم البيوت ومصادرة الأراضي ومقاومة الاحتلال والتضامن مع إخوتنا الفلسطينيين ومع الشعوب المظلومة في العالم. هذه القضايا يجب أن تقودها الأحزاب ولجنة المتابعة وليس أعضاء الكنيست. الأحزاب العربية ولجنة المتابعة مطالبة بالعودة إلى جماهيرها، وتفعيل هذه الجماهير. ومطالبة في نفس الوقت بإفساح المجال لأعضاء الكنيست العرب القيام بعملهم البرلماني المهني داخل الكنيست فقط، ومحاسبتهم على أي تقصير في هذا العمل. لنتواضع قليلاً ولنعترف أننا نخلط الحابل بالنابل ومطلوب منا ترتيب بيتنا الداخلي بعد هذا التدهور الاجتماعي الذي وصلنا إليه والذي يفرض علينا تقديم هذا الاجتماعي الذي بيدنا على السياسي الذي ليس بيدنا ونعطيه جل اهتمامنا.
 

مقالات متعلقة