الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 13:01

قراءة في لقاء علي سلام مع الرئيس الفلسطيني/بقلم: أحمد حازم

الإعلامي أحمد حازم
نُشر: 18/02/19 11:13,  حُتلن: 15:03

الإعلامي أحمد حازم في مقاله: 

لو كنت أنا مكان علي سلام لما ذهبت إلى رام الله، لأن دعوة محمود عباس لرئيس بلدية الناصرة علي سلام كانت خطة مدبرة للضغط عليه، كما أكد لي مصدر مطلع في السلطة الفلسطينية

الإجتماع الذي جرى بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس بلدية الناصرة علي سلام له معنى سياسي ويدل على أمرين في غاية الأهمية: أولهما أن محمود عباس على قناعة تامة بأن علي سلام هو الوحيد القادر على إعادة وحدة المشتركة بمكوناتها الأربعة، وثانيهما مكانة علي سلام لدى قيادات الأحزاب العربية وقناعة هذه القيادات بدور علي سلام.
في مطلع الشهر الحالي التقت قيادات الأحزاب الثلاثة (الجبهة، التجمع والحركة الإسلامية الجنوبية) مع علي سلام في بلدية الناصرة، للبحث في موضوع "المشتركة" وذلك بعد تصريح علي سلام بانه على استعداد للعمل على إعادة وحدة المشتركة شرط أن يرأسها الدكتور أحمد طيبي. هذا التصريح كان بمثابة قنبلة سياسية فجرها علي سلام، مما دعا الأحزاب المذكورة إلى لقاء علي سلام في دار البلدية ولم يسفر أي شيء عن الإجتماع.

هذه القنبلة وصلت شظاياها إلى رام الله، المعلومات المتوفرة لي شخصياً من مصدر موثوق به، تؤكد أن طرفاً من مركبات المشتركة همس في أذن الرئيس الفلسطيني التدخل في الأمر من خلال دعوة علي سلام إلى رام الله والحديث معه حول ذلك، على اعتبار أن سلام هو رئيس بلدية أكبر مدينة عربية في البلاد لها مكانتها المميزة والخاصة على الصعيدين العربي والدولي. لكن ليس كل ما يلمع ذهباً. ولو كنت أنا مكان علي سلام لما ذهبت إلى رام الله، لأن دعوة محمود عباس لرئيس بلدية الناصرة علي سلام كانت خطة مدبرة للضغط عليه، كما أكد لي مصدر مطلع في السلطة الفلسطينية.
الهدف من هذه الدعوة، حسب المصدر، إبقاء "المشتركة" برئاسة أيمن عودة بحجة أن النطورات على الساحة الإسرائيلية تتطلب توحيد الأحزاب العربية في قائمة واحدة لمواجهة اليمين الإسرائيلي وقانون القومية، بمعنى الحفاظ على "المشتركة" بمركباتها وتشكيلتها.

علي سلام، معروف بطيبة قلبه، ولم ير في طلب الرئيس الفلسطيني تدخلاً إنما محاولة للحفاظ على "المشتركة، وأراد "أن يضرب الحديد وهو حامي" انطلاقا من حرصه على مصلحة المواطن العربي، ففد دعا إلى اجتماع جرى أمس الأحد في مبنى بلدية الناصرة شارك فيه د. منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة د. امطانس شحادة رئيس التجمع والدكتور احمد الطيبي رئيس القائمة العربية للتغيير. وقد مثل "الجبهة" د.شكري عواودة ومنصور دهامشة، لأن أيمن عودة كان متواجداً في رام الله. من الناحية المنطقية كان المفروض بأيمن عودة مغادرة رام الله للمشاركة في اجتماع بلدية الناصرة، على اعتبار أنه رئيساً للقائمة المشتركة، وقد أكد لي نفس المصدر الفلسطيني أن الإجتماع الذي جرى في رام الله بين أيمن عودة ومحمد مدني عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح" ورئيس لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي، كان بالنسبة لعودة أهم من لقاء بلدية الناصرة، لأنه تناول بصورة موسعة اللقاء الذي جرى بين عباس وعلي سلام.
هناك نقطتان مهمتان لا بد من ذكرهما: أولهما أن محمود عباس يعرف تماما أنه لا يجوز له رسمياً من ناحية سياسية وقانونية التدخل في شؤون "فلسطينيي الداخل" ولذلك تم الإعلان أن سبب الإجتماع هو تهنئة علي سلام بفوزه في انتخابات رئاسة بلدية الناصرة. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم يهنيء الرئيس عباس علي سلام عندما فاز في الإنتخابات ولماذا انتظر أربعة شهور لتهنئته؟

وثانيهما، وهذه حقيقة واضحة، أن محمود عباس معني جداً بـ "الجبهة" وتمنى عودتها إلى رئاسة بلدية الناصرة لعدة أسباب، أهمها أن عباس شيوعي سابق درس في الاتحاد السوفييتي وتربطه علاقة متينة حزبية وشخصية مع قيادة ا"لجبهة" ولا سيما مع محمد بركة. وعندما شعرت قيادة " الجبهة" بأن رئاستها للقائمة المشتركة معرضة للخطر تماماً مثل "المشتركة" نفسها، سارعت للإستجداء بالرئيس محمود عباس طالبة منه التدخل بطريقة ما. وهذا أمر غير مقبول بتاتاً لأنه من المفترض بفلسطينيي ألــ 48 حل مشاكلهم وقضاياهم بنفسهم دون أي تدخل من السلطة الفلسطينية.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     

مقالات متعلقة