الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 19:02

شمسها لا تغيب-يوسف حمدان

يوسف حمدان
نُشر: 16/02/19 17:49,  حُتلن: 19:06

شمسها لا تغيب
الشمسُ تُخفي شعرها المضيءَ
عندما يمُرُّ في طريقها السحابْ
البدر يرتدي حجاباً داكناً
إذا تجمَّعت من حولهِ
قوافلُ الضبابْ
في التِبرِ يختفي البريقُ عندما
تُذَرِّي الريحُ حفنةً من الترابْ
لكن وجهَها يظلُّ مشرقاً
حتى إذا استعارَ الصبحُ
حُلَّةَ الغُرابْ
يظلُّ وجهُها بدراً
يضيءُ ليلةَ الحصادْ
يظلُ شمساً لا تغيبُ
في حقولنا التي عشِقتُها
وفي موانئ العبورِ والغيابْ
***
في وجهها الضياءُ تنثرُ العطورَ
في الحدائقِ الغنّاءْ
في وجهها الضياءُ
تعجن الجَمالَ بالنسيمِ
والغديرَ بالمزارع الخضراءْ
في وجهها الضياءْ..
تُطرَّزُ الخريرَ بالحفيفِ
والحبورَ بالغناءْ
في عينها الأنوارْ..
تُلفِّعُ الرخاءَ بالودادِ
والوئامَ بالوفاءْ
في عينها الأنوارُ
ترسم الأزهارَ في الأنهارِ
والنجومَ في البُحيرةِ الزرقاءْ
في ثغرها النَدِيِّ
تستعيدُ للحياةِ نبضَها
ابتسامةُ الحياءْ
في كفِّها الخصيبْ
يغازل العصفورُ حَبَّ سُنبلهْ
ويرقدُ الحمامُ في هناءْ..
في راحة اليدينْ
ينام هدهدٌ وعندليبْ
في كرمها السعيدِ
يستجيرُ عابرٌ غريبْ
أفراحُ حيَّها
تُرَقِّص الكهولَ والشبابْ
في حيِّها تآخى العودُ والربابْ
في دارها
عصرتُ أعذبَ الشرابِ
من مفاتن الكتابْ.
يوسف حمدان - نيويورك
 

مقالات متعلقة