الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 00:02

رسالة صوتية/ بقلم: أسيل منصور

أسيل منصور
نُشر: 13/02/19 17:14,  حُتلن: 03:19

أمرّ بجانب الهاتف ..هناك المصباح يضيء ويخفت..يعجّ عقلي بالفوضى ويغرق قلبي بكل بحور الشعر ..أعلم أنك خلّفت وراءك رسالة ..رسالة صوتية تنتظر بصمت أن أقترب من الهاتف وأضغط على الزر المجاور للضوء باللون البرتقالي، رمز الحياة، ليحيا قلبي على أثر سماع صوتك ..لكن نفسي تأبى ..أرفض أن أكسر عنفوان كبريائي المجروح وأن أضعف أمام قوة جبروت مصباح صغير يملك جلّ تفكيري ..

أتجول في بيت الغرباء بحرية بحكم مهنتي ..أعمل في زيارة المرضى ..مرضى الأجساد لا مرضى الأفئدة كمرضي..

وأسمع الهاتف عندهم يرنّ.. ويرد الرجل العجوز الودود لتقول له أنك من الصيدلية المجاورة وتقترح عليه أصنافا جديدة من الأدوية والمراهم التي لن تفيد قلبي المسكين ..وأنا أعلم أنك المتصل وأنك من تحاور العجوز لتترك التجاعيد تنهش من قلبي الغض ..وماذا أفعل أمام حبك المستحيل ..وكيف بالمقدور أن أقاوم الألم وأن أبقى على الصراط حيث يُقَدّس مثلي بل ويُعبَد في بلاد بعيدة لصبري على بلاء عشقك ..وتدور أنت وتفعل ما لا يجوز ..تحوم حولي من غير ملامسة الجدار الحاجز ومن غير لقاء ومن غير كلام ومن دون أي تواصل ومع هذا أعلم أنك حولي كالطير يدور حول الكعبة بلا انتهاء ..

والرسالة الصوتية تحتوي الصمت وقد احتواها كلها وأنا ما زلت أدور وألعب دور التجاهل بذكاء فذ ..

والرسالة وفيها الصمت ..الصمت وحسب تنتظر لكي أصمت وإياها فنكون اثنتان في الهوى ..زوجان في عالم الأفلاك قد يلتقيان بعد هذه الحياة وهذا الموت ...

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة