الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 18:02

يدور حولها القمر/ بقلم: يوسف حمدان

يوسف حمدان
نُشر: 03/02/19 18:02,  حُتلن: 20:02

ذاتَ مرةٍ كُنّا معاً
كإصبعٍ في خاتمٍ من اللُّجَيْنْ
فكنتُ قلباً نابضاً
و كانت الأُذَيْنْ
وحينما رأيتُ بهجةَ الحياةِ
كانت الضياءَ في العيْنَينْ
وكنتُ كلما كتبتُ إسمها
أرى بنانَها يخُطُّ إسمي مرَّتينْ
وفجأة توارى ظلُّها
وقام بيننا جدارْ
وغاب نورُها
فصرتُ لا أرى
سوى الظلامِ في النهارْ..
وصرتُ غيمةً
تهيمُ في الفضاءْ
ونجمةً شريدةً
هوَت من السماءْ
وكانت الأصباحُ كلُّها
تجيءُ في عباءةِ المساءْ..
وفجأةً تعودُ مثلما
تعودُ الشمسُ في الصباحْ
تصير الأرضُ كلُها
بساتينَ ذات بهجةٍ
تعجُّ بالطيورِ والأزهارْ
أخالُ كلَّ الناسِ أخوةً
فينعمونَ بالوئامِ
دون جندٍ أو سلاحْ..
رأيتُها تسيرُ في الحقولِ كالغزالِ
يخطفُ الأبصارَ في البِطاحْ
رأيتُها حوريةً تجيءُ ثم تختفي
كأنها تسيرُ في مواكبِ الرياحْ
وفجأةً فطَنتُ أننا ندورُ
فوق سطحِ أرضِنا..
ندورُ حولَ ذاتِنا..
وحولَ شمسِنا..
وحولنا تدورُ هالةُ القمرْ
نُودِّعُ النهارَ في ديارِنا
ولا يجيءُ كالمعتادِ
حين ينتهي بنا السَفرْ
ولا نرى ضِياءَ الشمسِ دائماً
لأننا ندورُ دائماً
من موسمِ الريْحانِ والزيتونِ
حتى موسمِ المطرْ..
تغيبُ الشمسُ كلَ يومْ
ويشرقُ الصباحُ كلَ يومْ
يغيبُ بدرُنا..
ودائما يعودُ من غِيابهِ القمرْ
حوريتي يدورُ حولها القَمرْ
فإن توارى ظلُّها
وراءَ حائط الظِلالْ
لا بأسَ.. سَوفَ أنتظِرْ
حتى يعود وجهها الأغرّ.

نيويورك

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة