الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 19:01

اقتناص الفرص والاصطياد في المياه العكرة/ بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 02/02/19 18:02,  حُتلن: 18:03

خالد خليفة في مقاله:

يبدو احمد طيبي واثقا من نفسه وبشكل مفرط وجليّ بأنه سوف يحقق هذه النسبة وأعلى من ذلك بكثير

تبدو جرأة جعفر فرح غريبة بعض الشيء حيث ان ذلك يتناقض مع الاقتراحات التي وجهت للجبهة بأقامة برايمرز مفتوح للآلاف المؤيدين لها

ينتظر الشارع العربي بفارغ الصبر الانتخابات الداخلية والتمهيديّة لكافة الأحزاب، حيث يعلن هذا وذاك أنهم يتنافسون على المقعد الاول والثاني والثالث .هذا هو الحال في الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والتجمع الوطني والحركة الإسلامية ، امّا حركة احمد طيبي للتغير فمع ان انتخابتها الداخليّة تبدو ضبابيّة وغير واضحة المعالم ألا ان تصريحات النائب طيبي تؤكد على انّه سوف يخوض المعركة الانتخابية بقوّة وحتميّة مطلقة . بحيث انّه سيعقد اجتماعات المجلس الأعلى لحركة التغيير في الثامن من شهر شباط ،كما سيعلن عن انتخابات محليّة لكافّة الاعضاء ويبقى الصراع عنده قويّا ومحتدما، حيث انّ حليفه وقريبه اسامة السعدي يتوقّع المكان الثاني بعد ألطيبي ،ويتوقع مرشحي ناصرتي الكثير من قائمة الطيبي.

زد على ذلك وعودة للنقب ولمرشحي النقب وينتظره في نفس الوقت نسبة حسم عالية جدا الى 150 -165 الف صوت من الوسط العربيّ . ويبدو احمد طيبي واثقا من نفسه وبشكل مفرط وجليّ بأنه سوف يحقق هذه النسبة وأعلى من ذلك بكثير بحسب تصريحاته الاخيرة للاعلام وثقته الكبيرة باستطلاعات الرأي والتي يمكن ان تكون غير دقيقة بعض الشيئ ،من الواضح ايضا للعيان بأن النائب طيبي لا يحسب لاحد اي حساب في هذه المعركة والتي يعتبرها شرسة ووجوديّة ومصيريّة لحياته السياسيّة .
وينفي احمد طيبي في مقابلاته الاخيرة بان خلافه هو ليس على المقاعد بل على خلفية عمل واداء المشتركة حيث تبدو هذه التصريحات غريبة للوهله الاولى فاذا كانت صحيحة والخلاف هو على عمل القائمه المشتركة ، فأن له جزء كبيرا ايضا من المسؤوليه عن هذا الاداء والعمل الجماعي وكان لزاما عليه ان يعمل بكل الوسائل الى تصحيح عمل المشتركة وتقويم اداءها وليس الانسحاب عنها وشنّ حرب ضدها من الخارج ، وكما تبدو الامور في خضمّ هذه الايام فعلى الرغم من ان المشتركة وقادتها يحاولون تقريب وجهات النظر مع العربية للتغير الا ان الشرخ يبدو قويّا ومن الصعب إعادته الى حالته الاصليّة .
امّا بالنسبة للانتخابات التمهيديّة للجبهه الديموقراطيه للسلام والمساواه فهنالك ايضا اشكاليات يجب علينا الوقوف عليها وتمحصها بحذر. فمع انّ دوف حنين كان نائبا نشيطا وقويّا وامينا ومثّل المكان الرابع في الجبهة، الا ان خلفه العضو اليهوديّ المنتخب يمكن ان يتنافس ليس على المكان الرابع المؤكد بل على السادس او السابع الامر الذي يؤدي الى انعاش قائمة الجبه بنوّاب جدد .
اما جعفر فرح مؤسس جمعية مساواه الاهليّة والتي اقيمت في عام 1997 حيث يشغل منصب المدير منذ تلك الفترة الى يومنا هذا ، فهو يتنافس على المقاعد الاول حتى المكان الخامس الامر الذي يشير الى الوضع المزري التي وصلت اليه الجبهة حيث انّ هذا الشخص والذي جمد عضويته في سنوات كثيرة في عمل الجبهه يأتي ويتجرأ للتنافس على الامكنه الخمسة الاولى المؤكدة .
وتبدو جرأة جعفر فرح غريبة بعض الشيء حيث ان ذلك يتناقض مع الاقتراحات التي وجهت للجبهة بأقامة برايمرز مفتوح للآلاف المؤيدين لها حيث يمكن ان يتم ذلك بدفع الرسوم الاشتراك والترشيح والانتخاب من كافة ابناء المجتمع العربي والذين هم ليسوا اعضاء بالجبهة ويأتي فرح والذي كان مسجلا اسميّا في الجبهه ويخوض الانتخابات على رئاستها بكل جرأه على الرغم من انه يعرّف جمعيّته مساواه كجمعيّة غير حزبيّة ، وعلينا التساؤل وهو سؤال شرعيّ بطبيعة الحال ما هي الانجازات التي حققها جعفر فرح وجمعيّته بأسم الجبهه الديموقراطيهّ والحزب الشيوعي ، فهنالك من يقول انّ جمعيّة مساواه والتي تُعرف نفسها بأنها تريد ان تحقق المساواه للمواطنين العرب من خلال اطار التعاون مع المؤسسات المدنيّة اليهوديه الاسرائيليّة ،وفي نفس الوقت تصبو الى دعم المجتمع الدولي وخاصة الأوروبي منه .وفي نهاية الامر يمكن تلخيص هذا الدعم بأن قضيتنا لم تصل الى جدول الاعمال في الدول الاوروبيّة او حتى رأيها العام ولم تجدي سياسية جمعية فرح نفعا في هذة الدول واكبر مثال على ذلك هو رفض وزيرة خاريجية الاتحاد الاوروبي موجريني للاستماع الى وفد المتابعه بشأن قانون القوميّة بل تبنت السياسة الاسرائيليّة .
ولم تستنكر استباحات اسرائيل بكل ما يتعلق بسياسة هدم البيوت ومصادرة الاراضي هي اكبر مثال على عدم نجاعة مساواه بشكل عمليّ الا فقط نظريّة لا تمتّ الواقع بصلة .
ويبدو الوضع ايضا مشابه في التجمع الوطني حيث يتنافس الرئيس السابق لبلديّة سخنين مازن غنايم على المقعد الثالث في التجمع وهو مقعد يمكن ان يكون مؤكد الى حدّ ما ، فبعد ان فشل في مفاوضاته مع العديد من الاحزاب وخاصة حزب "كولانو" توجّه في نهاية الامر للتنافس على هذا المقعد، وقبل شهر سألته هاتفيّا هل من المؤكد انه وعد بمكان مضمون في حزب كولانو ؟ فهو لم ينفي هذا الخبر وقال انني افحص الخيارات وسأعلن عن قراري بعد اسبوعين وهذا ما كان في خضمّ هذه الايام حيث قرر ان اعادة عضويّته في التجمّع هو الخيار الافضل تماما كما فعل زميلة جعفر فرح و بشكل اذكيّ احمد طيبي .حيث تبدو خيارات الاشخاص الثلاثه وكأنها تصطاد في المياه العكرة ، تقتنص الفرص ، وتستغل الاوضاع الصعبة للقائمة المشتركة وقيادتها المرتبكة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة