الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 10:02

الأسرلة من أجل البقاء/ بقلم: الاستاذ خالد وليد أبو سليمان قبها

خالد قبها
نُشر: 17/01/19 15:04,  حُتلن: 21:57

خالد وليد أبو سليمان قبها في مقاله:

هؤلاء المندمجون في الفكر الصهيوني لم يسمح لهم في بعض الحالات حتى المشاركة في بعض حفلات المتقاعدين في بعض الأندية الترفيهيّة التي تواجد فيها المتقاعدين اليهود ، بل وفي كثير من الأحيان الذين لا زالوا في الخدمة

المواطنة الإسرائيليّة ودفع كل ما يترتب من ضرائب من أجل هذه المواطنة لم تمنع حارس أمن يهودي من في المطارات من التفتيش الجسماني لمن هو من (الأقليّة العربية) تحت تعليل الأوامر الأمنيّة

يدعي الكاتب اليهودي دمتري شومسكي ان ذهاب العرب في اسرائيل الى صناديق الإقتراع والحصول على مقاعد قد تصل الى عشرين مقعدا بحيث يستطيعون قلب المعادلة في السياسة الإسرائيلية ممكن جداً ولكن تحت شرط هو:"إعتراف الأقلية القوميّة الفلسطينية في إسرائيل بأن الأسرلة كعملية للمشاركة المتزايدة للفلسطينيين في تحديد صورة وطابع إسرائيل، لا تناقض المصالح القوميّة للشعب الفلسطيني ، بل العكس ، تشكل أحد الأدوات الأساسيّة من أجل تحقيق هذه المصالح".

والحقيقة ماذا حقق الدروز المنغمسين في عملية الأسرلة من حقوق تتعدى البزّة العسكرية وبضعة تسهيلات في البيع والشراء، وماذا حقق بعض العرب المسلمين من بدو وغيرهم وبعض الشركس وبعض المسيحيين الذين إندمجوا في الأسرلة من حقوق سياسيّة مؤثّرة في النظام السياسي والأمني الإسرائيلييْن.

هؤلاء المندمجون في الفكر الصهيوني لم يسمح لهم في بعض الحالات حتى المشاركة في بعض حفلات المتقاعدين في بعض الأندية الترفيهيّة التي تواجد فيها المتقاعدين اليهود ، بل وفي كثير من الأحيان الذين لا زالوا في الخدمة.

لقد كان منظر العربي العامل في إحدى بركسات ثكنات سلاح الجو الإسرائيلي وهو يتعرض للضرب والإهانة من قِبَل زملائه وذلك حسب الرواية الإعلامية الإسرائيليّة ، يُشكِّل مثالاً صارخا على تفاهة التسليم بمقولة شومسكي في أهمية الأسرلة من أجل التقدم في النظام السياسي الإسرائيلي.

إن المواطنة الإسرائيليّة ودفع كل ما يترتب من ضرائب من أجل هذه المواطنة لم تمنع حارس أمن يهودي من في المطارات من التفتيش الجسماني لمن هو من (الأقليّة العربية) تحت تعليل الأوامر الأمنيّة وهذا أمر ممارس في داخل اسرائيل وفي محطاتها في دول العالم.

وبالرغم من وجود أبواق تتكلم اللغة العربيّة من كل الديانات تدافع عن الفكر الصهيوني وتحاول أن تكون صهيونيّة أكثر من أصحاب الدار أنفسهم ، لم يستطيع هؤلاء أن يحصلوا على حقوق أكثر من إلتقاط الصور مع العتاة منهم وفي أفضل الحالات القرب منهم على موائد يتم تجهيزها في بيوتهم لهذا الأمني أو لذاك السياسي ، وهو حضور مشروط بالإنتفاع السياسي لرجال السياسية من اليهود انفسهم.

وكذلك في المقابل، كل التجمعات تحت عنوان السلام والتعاضد بين الشعبين تحت العديد من التسميات ، وذلك إبتداءً من محاولة بناء العلاقات بين طلاب المدارس بين القوميّتيْن العربية والإسرائيليّة ، وكذلك بين المعلمين من الطرفين والمشاركة في المناسبات الإجتماعية بين الطرفين ، وحتى من خلال ارسال البعثات المشتركة الى الخارج من أجل تسويق مدى التعاضد بين الشعبين ، لم تستطع جميعها بناء الثقة العالية البعيدة عن الأجندات الحزبيّة بين الطرفين .

إنّ الذاكرة العربية الفلسطينيّة، لازالت تحمل ذكريات النكبة وما أصاب الشعب العربي الفلسطيني من ويلاتٍ ومصائب تمثّلت في التهجير واغتصاب الأرض وتدمير القرى العربيّة وفق نهج كولنيالي مقيت جعل من الغالبيّة الفلسطينة على هذه الأرض أقليّة تستجدي بشتى السّبُل حقوقها التاريخيّة إبتداءً من لقمة العيش التي تقوم على المزروع في أرض تم إغتصابها بقوة السلاح المحمول من عصابات لم تراعي ذاكرتها القريبة حجم المعاناة من سياسة الإضطهاد التي عاناها أجدادهم اليهود زمن النازية، والتي لم يمر عليهم في ذلك الزمن سوى بضع سنوات .

كما إنّ الإقتراح بالتحلل عن الصهيونيّة وتقديم الإعتذار عما شكّلته ممارسات الحركة من مأساة للشعب الفلسطيني ، لا يعتبر كافيا دون أن تكون هنالك ممارسات عمليّة على الأرض من حيث إعادة الأمر الى نصابه ، وإعادة المُهجّرين الى ديارهم بكل مايترتب عل ذلك من حقوق سياسيّة ودينيّة وإقتصاديّة واجتماعيّة ، تساهم في إعادة الوضع الديموغرافي والجيوسياسي الى ما يجب أن يكون عليه ، وعندها يمكن أن يكون هنالك مادة للنقاش وفتح آفاق جديدة تحت متطلبات المرحلة الجديدة وموازينها المتبدلة.

والسؤال هنا....
هل من الممكن أن يحدث هذا الإنقلاب النوعي ، وفق مفاهيم إنسانيّة تسودها تحقيق المصالح ، وتتجرد من الأجندة الصهيو مسيحيّة ومعتقداتها البائسة في إنتظار المُخلِّص؟
إنّ غدا لناظره قريب
استبشروا خيرا
لا غالب الا الله 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة