الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 21:02

استمرار العنف يشكل تهديدا لنا جميعا/ بقلم: د. صالح نجيدات

د. صالح نجيدات
نُشر: 04/01/19 23:38,  حُتلن: 11:54

د. صالح نجيدات في مقاله: 

شكلت وتشكل حالة العنف في مجتمعنا تحديا خطيرا، واشعلت كل الأضواء الحمراء ودقت ناقوس الخطر الحقيقي أمامنا

الكثير يشعرون أنذ قانون الغاب هو السائد بغياب وجود الشرطة وعدم معالجتها لهذه الظاهرة المخيفة، وعدم كشفها عن منفذي جرائم القتل

بالرغم من الاوضاع الصعبة علينا ان لا نيأس، ويتوجب علينا توحيد الصفوف وتظافر كل الجهود للوقوف في وجه هذه الظاهرة

شهد مجتمعنا في العام المنصرم شجارات عائلية، وعنفًا بين الافراد، وعنفًا أسريًا، ومعركة انتخابية شرسة تخللتها اعمال عنف، والتي كشفت عمق وتجذر العصبية العائلية، وحدثت اعمال عنف داميه حيث قتل 76 قتيلا، منهم 14 امرأة، وكأننا في حرب حقيقيه، فقد أعلنا الحرب على أنفسنا، وهذه حاله نادره وخطيرة تحدث فقط في المجتمعات التي تنقصها القيادات الاجتماعية، والتي اضمحلت بها القيم ومرض بها الضمير، وضعف الوازع الإيماني والروحي، وضعف الولاء والانتماء الاجتماعي، وتفككت بها الروابط الاجتماعية التي تربط مكونات المجتمع مع بعضها البعض، وطغت المادية على نفسية وتصرفات الناس، واهملت تربيه الأبناء.

للأسف شكلت وتشكل حالة العنف في مجتمعنا تحديا خطيرا، واشعلت كل الأضواء الحمراء ودقت ناقوس الخطر الحقيقي أمامنا، وحتى الان وبالرغم من خطورة الأوضاع الاجتماعية المزرية، لم يجرى أي بحث علمي يشخص لنا الأسباب الحقيقية من وراء هذه الظاهرة الخطيرة، حتى نضع لها الحلول والعلاج، فظاهرة العنف تشكل تهديدا كبيرا للناس المسالمة داخل مجتمعنا، وهنالك قلق وخوف عند الكثيرين ان يصل العنف الى باب منزل كل عائله، والكثير الكثير من الناس قلقون على مصير اولادهم وعلى ممتلكاتهم، والكثير يشعرون أنذ قانون الغاب هو السائد بغياب وجود الشرطة وعدم معالجتها لهذه الظاهرة المخيفة، وعدم كشفها عن منفذي جرائم القتل، ولذا نرى أن هناك عجز كبير في علاج هذه الظاهرة رسميا واجتماعيا.

لكن بالرغم من الاوضاع الصعبة علينا ان لا نيأس، ويتوجب علينا توحيد الصفوف وتظافر كل الجهود للوقوف في وجه هذه الظاهرة، فعلينا تربية اولادنا تربية بعيده عن اجواء العنف، بتعزيز الاخلاق والقيم والتربية السليمة في البيت والمدرسة، وعلى سلطاتنا المحلية تفعيل أذرعها الاجتماعية المختلفة متمثلة في مكاتب الخدمات الاجتماعية ودوائر مراكز الشبيبة وجميع المؤسسات والجمعيات، من اجل نشر الوعي وعلاج مشاكل الشباب كي نقلص اعمال العنف قدر الامكان، لان استمرار العنف يترتب عليه خسائر اقتصاديه وجسديه ونفسيه، وخسائر في الارواح وشل الحياة الاجتماعية.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة