الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 21:01

إستراتيجية عربية لمنع اليمين من الصعود/ بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 04/01/19 15:12

خالد خليفة:

تشير كافة الاستطلاعات ان هنالك خطرا على احدهم من عبور نسبة الحسم ، كما ان ليبرمان ايضا موجود في ضائقة ومن الصعب عليه تحقيق نجاح كبير في هذا الاطار

لم يُفاجأ الناخب الإسرائيلي والعربي من تبكير الانتخابات في الحلبة السياسة الإسرائيلية، فمنذ عدة أشهر والمحللين يتوقعون هذا الحدث. لقد أراد نتنياهو ان يسيطر على موعد و تاريخ إجراء الانتخابات، ولكنه في النهاية رضخ لأهواء حلفائه الذين لم يكونوا منضبطين وأطاحوا بالشراكة معه.

ومن الصعب ان نؤمن وبشكل قاطع أن نتنياهو سيكون رئيس الوزراء المقبل، حيث انه يواجه اتهامات جنائية خطيرة، وكانت النيابة قد أوصت اتهامه بثلاثة بنود من أربعة.
ولكن الإسرائيليين وبطبيعتهم فأنهم ينحرفون في السنوات الأخيرة باتجاه اليمين، وهنالك نسبة عالية خاصة من مؤيدي الليكود تصل إلى 70% ستصوت له في اي انتخابات مقبلة وبغض النظر عن الاتهامات الموجهة له، والأمر الذي يحقق له الحصول على ما بين 20-25 مقعدا.

ويعاني حلفائه في المعسكر اليميني أيضا من الانقسام والتشرذم، فما حدث في حزب البيت اليهودي وانسحاب "بينيت" و"شاكيد" منه واقامة حزب اليمين الجديد هو اكبر مثال على ذلك.

وتشير كافة الاستطلاعات ان هنالك خطرا على احدهم من عبور نسبة الحسم ، كما ان ليبرمان ايضا موجود في ضائقة ومن الصعب عليه تحقيق نجاح كبير في هذا الاطار.
وحزب "كلنا" للوزير كحلون هو ايضا موجود في حالة غير طبيعية، حيث انسحب منه "غاباي" وأعضاء الكنيست" الالوف" "عازاريا" "مايكل اورين "والوزير" جالانت".
وما حدث في حزب العمل والاطاحة ب"تسيبي ليفني" هو اكبر مثال على الانهيار الكبير الذي يحدث في النظام السياسي الاسرائيلي.

ويبقى في مواجهة الليكود "يأير لابيد" من حزب "يوجد مستقبل" والذي يصارع في البقاء على الساحة السياسة كحزب معارضه حقيقية لحكومة نتنياهو. ويعلم "بيني جانس" و"يعلون" هذا الانهيار ومن هنا فأن الاستطلاعات تعطيهم من 10-15 مقعدا في حال خوض الانتخابات المبكرة التي فرضها نتنياهو على الحلبة السياسية، الامر الذي يمكنهم في المناورة لتحقيق اهداف سياسة عينية. يمكن القول ان النظام السياسي في اسرائيل لا يملك اي حزب او شخصية فذة تستطيع ان تفرض ثورة في المفاهيم السياسة القائمة او تغيير الوضع الراهن، حيث ان كل تلك القوى والاجسام السياسة قريبه من بعضها البعض ولا تسطيع ان تفرض وتحدث التغيير.

فالوضع الراهن يمكن ان يستمر على ما هو عليه في الشأن الفلسطيني ويمكن ان تزداد أوضاع العرب سوءا في اسرائيل. اما الجانب العربي والذي سيخوض الانتخابات المقبلة فما زال غير واضح المعالم ولا يوجد هناك شفافية يديرها القادة المحليين العرب، ويشرحون فيها ماذا سيجري. فالقائمة المشتركة عليها ان تكون قائمة عربية لكافة القوى السياسية العربية في اسرائيل، ويجب اجماع على ان العمل العربي هو ضروري في تلك الظروف السياسة الإسرائيلية التي تتبع سياسة تفريق و اضطهاد عنصري من الدرجة الاولى.

هنالك حاجة ماسة لتوحيد كافة القوى العربية في إطار سياسي واحد لمواجهة هذه السياسة ، و كل ما تصرح به القوى الفردانية التي تريد خوض الانتخابات منفردة ومنفصلة بتحسين أوضاع العرب، فإنّها في طبيعة الحال لن تحقق ذلك و لن تصل الى مبتغاة. كما أن الاستراتيجية العربية يجب ان تكون واضحة ومتكاملة من حيث ان الحصول على 18 مقعدا هو امرا ممكنا، اي أنه علينا التعلم من الاحزاب الصغيرة و كيف تستطيع تحقيق اهدافها في هذا النظام السياسي المضطهد. ويمكن ان يضع العرب في إسرائيل هدفا استراتيجيا لهم في الحصول على 18 مقعدا يكون سدا مانعا يمنع اليمين المتطرف من تحقيق اهدافه. فإذا حصل العرب على هذا العدد من المقاعد، فأن نتنياهو المعادي للعرب سوف لن يكون رئيسا للوزراء وهذا انجاز استراتيجي بحد ذاته. وعلى النائب احمد الطيبي والذي يفكر في خوض الانتخابات منفردا، حسب العديد من التقارير ان يعي بأن الذهاب إلى انتخابات بهذا الشكل سوف يخلد حكم اليمين وحكم نتنياهو بالأساس ويضرب بالصميم الاستراتيجية العربية والتي عليها ان تكون موحدة. وعلى الأحزاب الأخرى التي تفكر في خوض الانتخابات بشكل منفرد فسوف تكون الخسارة من نصيبها كون نسبه الحسم عالية جدا ومن الصعب الحصول عليها، يخدمون في النهاية الأحزاب اليمينية التي تريد ان يكون الصوت العربي مبعثرا وغير هادف.

ومن الواجب على القيادات العربية إعادة الأوراق فهنالك الانطباع ان الأحزاب الإسرائيلية تركت واهملت الشخصيات العربية، ولم تعد تريدها في صفوفها.فها نحن نرى حزب العمل يتنازل عن انتخاب شخصيات عربية في صفوفها، كما ان هنالك شكوك بان ينتخب الليكود شخصا عربيا له ومن الصعب تصديق ما اشيع بان مازن غنايم الرئيس السابق للجنة القطرية سيكون نائبا عن حزب "كولانو". ان فقدان الأمكنة النيابية في الاحزاب الصهيونية، يؤدي الى نوع من البلبلة وعدم الاستقرار عند العديد من الشخصيات العربية التي تريد لها مكانًا في القائمة المشتركة، فهي تناور وتضغط وتهدد بأنّها ستذهب لوحدها لكي تضمن مكان لها في هذه القائمة.

وعلى القائمة المشتركة ولكي تمنع تلك الضغوطات ان تقوم بعملية إصلاح جدية في تركيبتها وان تقوم بانتخاب الشخصيات الملائمة لها، وكما أسلفنا في الماضي ان تقيم مجلس مستشارين وخبراء لكي يساعدوها في الذهاب قدما نحو تحديات مقبلة. ولإسكات كافة المنتقدين والمنتفعين في هذا الظرف الحرج.
 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com   


مقالات متعلقة