الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 22:01

نقولها للعرب جميعا يا حيف/ بقلم: د. محمد حاج بكري

د. محمد حاج
نُشر: 03/01/19 15:15,  حُتلن: 15:31

د. محمد حاج بكري في مقاله:

الموقف الإماراتي الجديد مع البحرين ودول عربية أخرى لا يخرج عن العباءة السعودية وخاصة في ظل توافقهم في حرب اليمن وحصار قطر ويبدو أنهم يفضلون إعادة العلاقة مع الأسد ضمن إعادة تشكيل المنطقة

الإيرانيون واضحون في مشروعهم السياسي وأهدافهم الاستراتيجية في المنطقة العربية وتحديدًا في سورية 

الشعب السوري اختبر عبر مسيرته الثورية الوطنية كل أصناف الجرائم والحروب والسياسات والإجراءات العدوانية ومخالب الغدر

أعلنت دولة الإمارات بتاريخ 27 /12 /2018 عودة العمل بسفارتها في دمشق وصرحت وزارة الخارجية الإماراتية عن إعادة العلاقة بين البلدين الشقيقين إلى مسارها الطبيعي لتعزيز الدور العربي في سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها ودرء مخاطر التدخلات الإقليمية في الشأن السوري والمقصود هنا إيران وتركيا

المواقف الإمارتية منذ اندلاع الثورة المباركة تجاه الأسد على لسان مسؤوليها فقد قال وزير خارجية الإمارات عبد لله بن زايد ال نهيان في 25/8/2013 أن بلاده ستواصل دعم السوريين وتطلعاتهم المشروعة وفي 13/1/2014 قال نائب الرئيس ورئيس الوزراء الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم أنه لا يمكن أن يكون هناك حل طويل الأمد في سوريا وتنبأ أن الأسد سيسقط في نهاية المطاف.
الموقف الإماراتي الجديد مع البحرين ودول عربية أخرى لا يخرج عن العباءة السعودية وخاصة في ظل توافقهم في حرب اليمن وحصار قطر ويبدو أنهم يفضلون إعادة العلاقة مع الأسد ضمن إعادة تشكيل المنطقة.

أخطر الخيانات كانت ومازالت من القريب والأخ والصديق والصاحب والجار، لأنهم أعرف الناس بلغتك وتفكيرك ومزاجك وطبيعتك وأسرارك وإمكانيتك وقدراتك وأسرار ضعفك وقوتك لأنك منهم وهم منك قال تعالى: “إن الله لا يُحب من كان خوانا أثيما”.
لا يمكن النظر إلى إيران من خلال مقارنتها بتركيا فقد احتلت سوريا لأهداف أضحت معروفة للجميع وخاصة الدول العربية وتدخلاتها كتب عنها الكثير من المحللين والسياسيين في العراق والبحرين واليمن وسوريا ... الخ.
ولو لم تقف مع نظام الأسد هي وروسيا لكانت سوريا منذ زمن تنعم بالأمن والأمان والاستقرار وحتى هذا اليوم لازال السوريين يملكون من القوة والبأس ما يمكنهم من هزيمة إيران في سوريا لكن التدخلات الدولية والمواقف المتخاذلة لمعظم الدول العربية تقف عائقا في وجه انتصارهم.

الإيرانيون واضحون في مشروعهم السياسي وأهدافهم الاستراتيجية في المنطقة العربية وتحديدًا في سورية فالتواجد الإيراني معروف ومعلوم مدى العلاقة الوثيقة والحميمية التي تربط طهران بدمشق وفعالية الدور العسكري والأمني الإيراني الذي ساهم في العديد من المعارك والمواجهات التي خاضتها القوات السورية مع تشكيلات ومقاتلي المعارضة السورية في جميع المدن، ولهذا فإن الإيرانيين ليس بالسهولة التي يسعى لها الأخرون بالعمل على إقناعهم بالانسحاب بل ستعمل الأدوات الإيرانية على محاولة البقاء بقواتها وتشكيلاتها الميليشياوية وخاصة بعد تغلغلهم في المجتمع السوري بكافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية ونشر التشيع رغم التأكيد الأمريكي بضرورة عدم بقاء أي وجود إيراني على الساحة السورية والتهديد الذي أصدرته الدوائر العسكرية والاستخبارية الصهيونية بزيادة فعالية المواجهة مع إيران والتصدي لها وضرب مواقعها ومقراتها في العمق السوري بعد الانسحاب الأمريكي.
لم ينظر الشعب السوري إلى تركيا في أي يوم خلال محنته على أنها قوات احتلال بل العكس تماما فأغلبية الشعب السوري سواء المتواجد في تركيا و الذي يناهز عدده 4 مليون أو ادلب و ريفها و البالغ قرابة 5 مليون يجد أن التواجد العسكري التركي لا يحمل أي مشروع سوى حفظ الأمن و الأمان و منع تقسيم سوريا على يد الأكراد الانفصاليين ممثلين بحزب العمال الكردستاني الإرهابي و حماية للأمن القومي التركي و الأخوة الحقيقية التي فرضها الدين و الأخلاق و التي عشناها واقعا حيا مع الأخوة الأتراك
يهدف الوجود التركي في سورية إلى التصدي للقوات الكردية المسلحة والتي تشكل (قوات سورية الديمقراطية) هدفًا عسكريًا للقوات التركية العسكرية وأجهزتها الأمنية والاستخبارية، كون الأتراك والثورة السورية يرون فيها الجناح العسكري لحزب العمال التركي الذي يهدد الوضع الداخلي الأمني في عديد من المدن التركية ويعرض الأمن القومي التركي للخطر وخشية من الانفلات الأمني الذي قد يحدث على الشريط الحدودي التركي- السوري الذي تسعى الحكومة التركية الى تأمينه والحفاظ عليه ومنع أي تواجد مسلح كردي قريبًا منه أو أي دعوة لإنشاء كيان كردي سوري مستقل يؤدي إلى تصعيد حالة التوتر داخل الأراضي التركية وللحقيقة الثورة السورية لها مصلحة كبيرة بوقف المد الانفصالي لحزب العمال للحفاظ على وحدة سورية وأراضيها.

أي قرار في سوريا منبعه السوريين وأي مخطط مهما كبر شأنه وشأن من تبناه سينفذ على أيد سوريين ومعظم السوريين في كل بقاع الأرض أصبح لديهم علاقة وجدانية ومصيرية مع تركيا قيادة وشعبا.

لا أريد أن أسرد طويلا في المواقف العربية منذ اندلاع الثورة فرغم المساعدات التي قدمت إلا أن هدفها للقارئ السياسي كان واضحا منذ البداية وهو عدم قيام جيش وطني حقيقي وإقصاء الضباط وتهميشهم مع الشخصيات الوطنية الحقيقية بغية عدم وجود قرار وطني مستقل للثورة من خلال توجيه الدعم إلى القاصي والداني مشترطين عدم الكفاءة والاختصاص والمهنية حتى تعم الفوضى وتوسم الثورة بصفات هي في الأصل بعيدة عنها وعن مبادئها وحتى تتحول إلى فصائل متناحرة تابعة وغير مستقلة في قرارها وحتى وجودها.
وبالمقابل تم استغلال بشار الأسد إستغلالا أمثلا فلن يوجد على ظهر الأرض رئيسا قادرا على قتل شعبه وإبادته بوحشية يمكن أن يشبهه وبقيت إدارة الثورة بالنسبة للجميع هي الأهم ومنع الإنتصار على الطرفين والهدف الأساسي وأد الربيع العربي قبل أن تمتد نيرانه إلى الخليج والأنظمة الملكية.

إنها قصة طويلة كان ضحيتها الشعب السوري على يد العرب قبل غيرهم الشعب الذي قدم للامة العربية الإسلامية حتى في ثورته ما عجزوا عنه فلا أحد ينكر على السوريين انهم هزموا إيران وميليشياتها في سوريا وأوقفوا المد الشيعي في العالم الإسلامي بعد أن أظهروه على حقيقته المجردة وفضحوا تماما قضية الممانعة والمقاومة وعلاقة إيران بالإرهاب وخاصة داعش وأمور أخرى كثيرة لا يتسع المقال لسردها بالكامل.

الشعب السوري اختبر عبر مسيرته الثورية الوطنية كل أصناف الجرائم والحروب والسياسات والإجراءات العدوانية ومخالب الغدر وقدم مئات الالاف من الشهداء والمصابين والأسرى وتحمل التشرد والمعاناة اليومية والحياتية والتي لم تكسر كلها إرادته ولا دفعته للتفريط بحقوقه الوطنية ومطالبته في الحرية وواهم من يعتقد أن المزيد من المعاناة والسياسات يمكنها أن تفرض إعادة تأهيل الأسد ونظامه الإجرامي.
نقولها للعرب جميعا يا حيف

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة