الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 08:01

قراءة سريعة في كتاب العربية السعيدة/ بقلم: الكاتبة جميلة شحادة

جميلة شحادة
نُشر: 02/01/19 14:54,  حُتلن: 08:31

تعد الترجمة جسرا مهما وحيويا للتواصل والتبادل الثقافي والمعرفي والإنساني بين الأمم؛ الأمر الذي قد يوطّد ويرسّخ العلاقات التاريخية بينها في مختلف المجالات. كما ويلعب المترجمون دورا بارزا في نقل الثقافة وتحقيق التواصل الإنساني والفكري بين الشعوب، وتقريب المسافات، ونقل الخبرات والتجارب وتعزيز التمازج الحضاري بين الأمم. وهذا ما لمسته مما تقوم به ابنة الناصرة الكاتبة، سوسن كردوش قسيس حين تترجم كتبا من اللغة الدنماركية الى العربية. فقد قامت سوسن بترجمة كتاب الكاتبة والصحافيّة الدنماركيّة ليزا نورغورد "مجرد انثى" في عام 2017 ، فكشفتنا على أسرار الدنماركيين قبل قرن من الزمان وعلى مقارنات شتى بين المجتمع العربي وبين الدنماركيين وبالذات بما يتعلق بالمرأة.

وهذه السنة، تعود سوسن لتصدر ترجمتها الثانية لكتاب " العربية السعيدة.

قبل ثلاثة شهور اهدتني الصديقة العزيزة، سوسن كردوش قسيس، اصدارها الجديد: " العربية السعيدة"؛ فلم أبدأ بقراءته فور تسلمه، بل افردت له مكانا في مكتبتي لحين يتسنى لي قراءته. في الحقيقة لم أتلهف في البداية لقراءته وذلك لعدة اسباب منها: عنوان الكتاب، حيث ظننت ان الكتاب له علاقة باللغة العربية وقد كُتب على يد دنماركي وقامت بترجمته الكاتبة ابنة الناصرة والمغتربة في الدانمارك سوسن كردوش، لتطلعنا على دراسة ما، قام بها ثوركيل هانسِن. لكن السبب الأهم هو، مجموعة الكتب التي كان عليَّ الانتهاء من قراءتها ولا سيما ان هذه الفترة من السنة يكثر فيها ضغط العمل.
كان من الممكن تأجيل قراءة كتاب : العربية السعيدة لأشهر أخرى، لكن كيف ذلك والفضول يقتلني لأعرف ماذا يخبئ هذا الكتاب بين طياته، ولمعرفة الدافع الذي ادى بكاتبنا سوسن لترجمته؟
كان من الممكن تأجيل قراءة كتاب : العربية السعيدة لأشهر أخرى؛ لكن كيف ذلك والفضول يقتلني لأعرف ماذا يخبئ هذا الكتاب بين طياته، ولمعرفة الدافع الذي ادى بكاتبنا سوسن لترجمته؟!
وكانت المفاجأة! فالكتاب لا يتعلق باللغة العربية وإنما هو رواية تحكي حكاية بعثة علمية ارسلت بتمويل دنماركي الى المشرق ولنَقُلْ الى اليمن. تشكلت هذه البعثة بعد حرب السبع سنوات ( 1756-1763) ، والتي التزمت فيها الدانمارك الحياد، في حين نشبت بين الدول الاوروبية للسيطرة على العالم من الهند شرقا الى امريكا غربا. واما التنافس الأقوى فكان بين فرنسا وبريطانيا.
"كتاب العربية السعيدة" هو كما أسلفت ُ هو عبارة عن رواية للكاتب الدنماركي ثوركيل هانسِن وقد اعتمد في كاتبتها على المخطوطات والرسائل والوثائق التي تركها اعضاء البعثة في رحلتهم الى المشرق ( رغم ضياع الكثير منها)؛ فهذه الوثائق تحكي حكاية المشرق ايام كانت الطرق سالكة بين النوبة والقاهرة وجدة وصنعاء والبصرة ودمشق وحلب وصور وعكا والقدس. وهنا؛ اكتفي بهذا القدر عن الرواية، إذ لن أقوم بتلخيص الرواية أو سرد تفاصيلها، لأن ذلك – برأيي- لا يؤدي الى الفائدة بل على العكس، قد يضر بالكاتب/ة.
صفحات الكتاب ال 344 صفحة مليئة بالتفاصيل، كما ان بعضها يحتوي على صور ومخطوطات تدعم تفاصيل الحكاية، هذا بالإضافة الى الإضاءات التي ذيلت بها المترجمة بعض صفحات الكتاب، بهدف تفسير أو توضيح امورا ونقاطا معينة لقارئها باللغة العربية، وهذا –برأيي- من منطلق حرص المترجمة على نقل الأفكار والمواضيع بمهنيّة عالية، مع المحافظة على روح النص المنقول.
من الجدير بالذكر، ان المترجمة قدمّت لكتابها " العربية السعيدة" فجاءت مقدمتها ليست بالقصيرة ( 6 صفحات) تحت عنوان الخلفية التاريخية للرواية، وفيها اثبتت المترجمة سعة ثقافتها، وحرصها على أن يفهم القارئ، الرواية بشكل أعمق.
كما ذكرت آنفا، لن أتطرق لتفاصيل الرواية، حتى أحافظ على عنصر التشويق لدى القراء، مع توصيتي بقراءة الكتاب، وأيضا بتناوله بالنقد من قبل النقاد والدارسين. أما للعزيزة سوسن، فلا يسعني الا أن أقول لك، شكرا لكٍ على الأهداء وشكرا لكِ على المساهمة في بناء جسرا بين الثقافة الدنماركية والثقافة العربية، وشكرا لكِ لأنكِ ورغم اغترابكِ ما زلتِ تنتمين الى ارض الاجداد وتتمسكين بها.

الناصرة
30.12.2018

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة