الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 00:02

متاهة في نفق الحياة- الحلقة الأولى/ بقلم: مرعي حيادري

مرعي حيادري
نُشر: 19/12/18 17:20,  حُتلن: 12:57

نهضت من نومي وقد استعدت الحلم الذي راودني ليلاً، وبدأت بترتيب الأحداث مستعيناً بذاكرتي المبعثرة من قسوة عراك الحياة الأجتماعية والسياسية على حد سواء..

حلم كان ممنوح بوعي مدرك لما يجتاح ألم عمقنا الإنساني العربي الفلسطيني في الداخل الفلسطيني، ممتدا ليصل الأخوة المهجرين النازحين قسوة وحسرة على ما تركوه من ذكريات البيت العتيق، ومفتاح البيت الذي أخذوه معهم على أمل أن تلك الهجرة ماهي الا فترة زمنية قصيرة والعودة قريبة جدا، فكرت قليلاً مستعينا بهذا الحلم لاستعادة شريط الترتيب لسرد ذلك الحلم ترتيب الأحداث بشكل جيد لا يبعثر خيوط التواصل ترابطا..

ومع الأيام تبعثرت الأحلام ومن هاجر نحو لبنان وسوريا وعمان، بقي هناك وأستقباله بما يسمى مخيمات اللاجئين الفلسطينيه، موزعة بكل موقع من هذه الدول العربية،ناهيك عن الذين نزحوا عبر بلاد الغربة الأوروبية وتمكنوا من الحصول على جنسيات أجنبية، بخلاف الدول العربية أخوة العرق والجذر، ومن خلال جولة في تلك الدول رأيت بأم عيني حال اللاجئين الفلسطينيين هناك..

وضع مقلق جدا في حياة تختلط فيها السلبية والإيجابية،وفي النهاية يبقى الحال سيء للغاية لو قارناه مع الأخوة في الداخل الفلسطيني، فالمأساة لهم أضحت متعددة الجوانب والألتباس واضح عليها، بتوق العودة إلى فلسطين ولكن دون جدوى،والحد من صلاحية مواطنتهم في بلد عربي من عرق وجذر واحد..!!

ما هذا الحلم، ولماذا يسيطر على كل عقلي الواعي، وقد فاجئني بشكل حلم مؤلم تماماً كما
هو على أرض الواقع، والأنكى من ذلك أن الأضطهاد لهم من كل الحكام العرب،وحتى حكامهم وقياداتهم الفلسطينية،التي تاهت وأضاعت البوصلة بين فوضى حواسها الوطنية، وما بين الأمل في العودة !!، بعدما تخلت عن نضالها المسلح وبدلته بالتفاوض السلمي، وعلى مدار أكثر من ثمانية وعشرين عاماً من مفاوضات دون جدوى او فائدة ترجى أو تحقق..!!

في الحلم يتخاصمون ويتقاتلون على من هو الأقوى ومن الرئيس والقائد، تماماً كما هو
حاصل اليوم بين حماس غزة، وعباس الضفة الغربية، فالوحدة معدومة، لابل عمقها بزيادة
المها لشعبها..

أنه الحلم الذي يتمناه كل عربي فلسطيني وألاجابه عليه أصعب الأجوبة..!، تماماً كما الأجوبة الصعبة حلا لمعادلة الهدوء الإستقرار والأمل في كل العالم العربي المتصارع والمتخبط في دوامة التيه بانفاق مظلمة لا تنتهي..!

إنه حلم الليل الذي استقبله النهار بواقع الألم الحقيقي يا أمة العرب..

يتبع...

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة