الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 02:01

زهرة البستان-يوسف حمدان - نيويورك

يوسف حمدان -
نُشر: 12/12/18 23:03,  حُتلن: 23:04

زهرة البستان
علّمَكَ البعدُ بأن القلبَ
إذا حرقتهُ الأشواقُ تحجّرَ
حتى صار شديداً كالصوّانْ
ويظل الشررُ الحارقُ يتطايرُ منهُ
إذا ما دُقّ بمطرقة الهِجرانْ
شأنٌ عاديٌ أن يضنيك الشوقُ
إلى أجمل زهرات البستانْ
لا تخشى من لهب الزفراتِ
إذا فاضت من جرح غيابٍ طالْ
لكنك قد تتمزقُ أشلاءً
إن صابكَ سهمٌ
صوّبه الإهمالُ إلى الصدرِ
وإن ألهب ظهرَكَ سوطُ النسيانْ
لن يُخمَدَ جمرُ حنينِكَ
إن جاء الإعصارُ وإن ثار البركانْ
قد يهتز بعينك رمشٌ
إن جفّت أشجارُ السهلِ
وخرّت قمم الجبل العالي
في قاع الوديانْ..
لك زهرةُ عمرٍ في بلدٍ
غارت من حسن روابيه البلدانْ
يسألك العصفور العائدُ:
كيف هجرتَ مروجاً
تتزين حُلتُها بشقائق نعمانْ..
تعشقها في كل فصول العامِ
وتأسرُ قلبك في نيسانْ..
لا تندبْ وطناً ظلّ يعانقُ روحَكَ
حين استبدلتَ مكاناً بمكانْ
لم يبعدْ عنك وقد غيّبكَ البعدُ
ولن تنسى فيه حنانَ الأهلِ
وأنسَ الجيرانْ..
ترنو الروحُ إلى الأفقِ النائي
وتنادي:
يا زهرة أفراحي!
صوني عيني وهي، برمش العينِ،
ستحمي بتلاتك من أوزار الأزمان!
عجباَ لفؤادكَ
يصمدُ كالجبل الشامخِ
في وجه الأهوالْ..
تسمعُ صوتاً يأتي
من خلف الأفق الداني
ويقول تعالْ!
ويقول تعالَ غدا وتعال الآنْ!
وتعال وغادرْ ثم تعالَ
كما يأتي النورسُ والكروانْ
تسمعُ خلف الأفق نداءً
يتردد كالألحانْ
فيصيرُ القلبُ رقيقاً كفراشات ربيعٍ
حين تنادي لؤلؤةُ العقدِ
ودرّةُ أزهار البستانْ.

مقالات متعلقة