الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 23:02

تحديات سياسية وفكرية للوسط العربي في ظل أفق سياسي جديد/ بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 12/12/18 14:21,  حُتلن: 13:42

خالد خليفة في مقاله:

مهما يكن فان نتانياهو يواجه تحقيقات جنائية وهي كبيرة ومصيرية له يمكن أن تحدد مستقبله السياسي وتضع حدا لأحلامه في السيطرة والاستمرار في الحكم

يواجه العرب في هذه البلاد قوانين جائرة تسن ضدهم ليلا ونهارا وتحريض ارعن مباشر وغير مباشر من الحكومة ورئيسها بنيامين نتانياهو. 

تسود الحلبة السياسية الإسرائيلية ضبابية كثيفة حيث تهيمن أجندة ومصير نتانياهو السياسي على مستقبل الدورة الحالية للكنيسيت. فهنالك من يتوقع ان يسعى نتانياهو إلى الإسراع في إجراء انتخابات في شهر أيار المقبل وهنالك آخرون والذين يتوقعون أن تجرى الانتخابات في موعدها أي في نوفمبر 2019.

مهما يكن فان نتانياهو يواجه تحقيقات جنائية وهي كبيرة ومصيرية له يمكن أن تحدد مستقبله السياسي وتضع حدا لأحلامه في السيطرة والاستمرار في الحكم والتي بدأت عام1996. إن نتانياهو يواجه ملفات ضخمة وجدية بحيث انه يمكن ان يفلت من ملف او اثنين ولكنه من الصعب عليه الإفلات من أربع ملفات كبرى تتعلق بالرشوة وخيانة الأمانة. ويعتبر نتانياهو محظوظا حيث انه استطاع السيطرة بشكل محكم على النظام السياسي في إسرائيل مدة طويلة بدون أن تمسه أي ذرة من السوء وبدون صعود منافس جديّ له, إلا أن اتت السنوات الثلاث الأخيرة والتي حسمت مستقبله السياسي. وعلى عكس الرئيس الفرنسي ماكرون والذي انتخب قبل عام ونصف وما أن بدأ في احكام سيطرته على فرنسا ومن ثم بدأت العاصفة السياسية تهب ضده بمظاهرات صاخبة وشبه عصيان مدني . ومن جهة اخرى فأننا لا نرى اي تحرك سياسي ضد نتنياهو داخل الليكود سوا معسكر جدعون ساعار والذي بدأ في التحضير للسيطرة على ما تبقى من اليمين الإسرائيلي. كما ان حزب العمل والمسمى المعسكر الصهيوني رضخ للأهواء السياسية اليمينية لمحدود القدرات افي جاباي. اما يائير لابيد الذي يقود حزب "يوجد مستقبل" فأنه يتماشى مع المسار اليميني المتطرف. وتبقى حركة ميريتس هي ايضا لتنتعش بعض الشيئ في ظل ضيق الفرص السياسية , أما الأحزاب اليمينية فإنها تؤمن في نفس الأجندة التي سارت عليها في السنوات العشرين الاخيرة, حيث أن استمرار الوضع الراهن والسيطرة المطلقة على الضفة الغربيّة وعلى سكّانها هم من حجر الاساس لكلّ الحكومات المقبلة كما انّ الحلول والتسويات الجزئية غير واردة وكل ذلك أمام دعم أمريكي مطلق وموافقة أوروبية هادئة وتخاذل عربيّ يصل الى مستوى تعاون استراتيجي وتنسيق امني مطلق مع الكيان الإسرائيلي, واكبر مثال على ذلك ما يحدث من علاقات وزيارات لعمان ,أبو ظبي ودول أخرى كالسعوديّة .

إمام كل ذلك يواجه العرب في هذه البلاد قوانين جائرة تسن ضدهم ليلا ونهارا وتحريض ارعن مباشر وغير مباشر من الحكومة ورئيسها بنيامين نتانياهو.

ولا يبدو مواجهة العرب لتلك السياسة واضحة المعالم فالقائمة المشتركة والتي أقيمت في عام 2014 لمواجهة تلك السياسة تبدو هزيلة في مقاومتها. فبدلا أن يقوم أعضائها بتقوية أركان القائمة كافة والحصول على 18 مقعد بدلا من ال 13 تزداد بينهم الخصومات والخلافات, الأمر الذي يضعف الكتلة برلمانيا وجماهيريا. حيث انه إذا استمروا في تلك الحالة سوف ينخفض عدد المقاعد الحضيض.
ولو توفر برنامج عمل جماعي واضح المعالم, يعمل باستمرارية ونظام وبمشاركة فعالة بين النواب والجماهير فلن يكون هنالك أي مانع حقيقي في الحصول على 18 مقعدا.ويتمثل ذالك بزيادة نسبة التصويت لتصل الى 80% وتصويت ما يقل عن 700 الف عربي من مجموع المليونين عربي في عذه البلاد. إن حصول القائمة المشتركة على 18 مقعدا هو ليس من باب المستحيلات. على ثمانية عشر مقعدا سوف يؤدي إلى إضعاف حكومة اليمين المتطرف ووضعها في الزاوية حيث يعرقل اقامة اي حكومة مستقبلية يمينية .اما الوضع السائد فهو استمرار الانتقادات للقائمة المشتركة وقيادتها كما أن هناك شرخ كبير داخل أجزائها كما أننا نرى صعود لفئات مختلفة تتحضر لخوض المعركة الانتخابية المقبلة إما سويّة أو بشكل منفرد وأمثلة كثيرة على تلك كسلمان أبو احمد ,محمد دراوشة ومحمد السيد واخرين .
إن القائمة المشتركة بحاجة ماسة الى إصلاحات سياسية في تركيبتها وفي عملها السياسي , حيث أن الشفافية هو عامل مهم في عمل النواب في القائمة المشتركة وكما ان على ,أعضاء القائمة المشتركة كأيمن عوده , زحالقة والطيبي واخرين عليهم ان يكفّو عن المواجهات والانتقادات الشخصيّة لبعضهم البعض بل من الأفضل ان يشرحوا للرأي العام العربي وبشفافية متناهية ما يجري داخل أروقة هذه القائمة, وتوضيح خطط عملهم وبرامجهم القادمة في مواجهة الفترة الانتقاليّة الصعبة والمركبّة التي تحتّم مصير المواطنين العرب في المرحلة المقبلة .
إن القيادات العربيّة عليها أن تفكر وبشكل جليّ في إقامة مجلس مستشارين مخططين وخبراء يمولوا من ميزانيات أحزاب ومركبات القائمة المشتركة يوصوا بكيفيّة التحرك, ويشكلوا مرجعية لتلك الكتلة من القيادات التي تتخبط في بعضها البعض.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة