الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 05:02

تحديد فترة الرئاسة مهمة أولية ؟/ بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 22/11/18 13:17,  حُتلن: 14:09

خالد خليفة في مقاله: 

أعيد انتخاب العديد من الرؤساء الذين خدموا أكثر من دورتين, وأعيد انتخاب رؤساء كانوا خارج اللعبة السياسية على مدى عشرة أعوام مضت

لقد تم انتخاب العشرات من رؤساء المجالس العربية المحلية والبلدية في البلاد. وعلى الرغم من أن الحملات الانتخابية كانت ديمقراطية إلا أن هذا العرس الديمقراطي مسه الكثير من الأمور الغير ديمقراطية المتعلقة بالعنف وشراء الذمم.

لقد أعيد انتخاب العديد من الرؤساء الذين خدموا أكثر من دورتين، وأعيد انتخاب رؤساء كانوا خارج اللعبة السياسية على مدى عشرة أعوام مضت وشفاعمرو اكبر مثال على ذلك.
لقد تميزت هذه المعركة الانتخابية بالقبلية والحمائلية التي لعبت دورا كبيرا بهدف السيطرة على المجالس المحلية والبلدية والتحكم بالموارد المالية. فقبل عدة أشهر من الانتخابات قابلت صدفة احد رجال الأعمال في إحدى قرى قضاء الناصرة, وعلى الرغم من انه رجل ناجحا ثريا ومثقفا لكنه كان مشغولا حتى الثمالة. وعندما سألته بما أنت مشغول فقال لي انه يحضر للانتخابات الداخلية لعائلته إي (البرايمريز) العائلي لبلدته، وهذا ما كان في العديد من القرى والمدن العربي. حيث ينظر إلى المجالس المحلية كمؤسسة لتوزيع الموارد على العائلة والمقربين وما تبقى بأنه يوزع على الآخرين.

وإذا أخذنا شفا عمرو كمثال فان الرئيس الحالي عرسان ياسين والذي شغل سابقا رئيسا للبلدية ما بين الأعوام 1998 و 2008 لم يستطع تحقيق العديد من أهدافه وبرامجه البلدية ولكنه عمل في إطار ائتلاف واضح المعالم في مدينة شفاعمرو يتكون من الأقطاب الاجتماعية والسياسية التقليدية لمدينة شفاعمرو والتي هي نفسها السائدة منذ بداية الثمانينات في المدينة.

ولينتخب بعده الرئيس ناهض خازم ممثلا عن الجبهة ولمدة 5 سنوات وبعد تلك الفترة إي عام 2013 انتخب أمين عنبتاوي ممثلا عن حزب التجمع حيث وزع العديد من الوعود لإعادة بناء بنية تحتية، وتوزيع عادل للمشاريع وتغيير جذري في وضع المدينة المزري، ووعود استثمارا ضخم وكبير في الثقافة و التعليم.
ولكن بعد 5 سنوات من رئاسة أمين عنبتاوي اكتشف سكان شفاعمرو انه لم يفي بوعوده وان كل تلك الوعود ذهبت في أدراج الرياح، ولم يجددوا له ولاية ثانية في الانتخابات الأخيرة من هذا العام. وبدلا من أن تصعد قوى جديدة سياسية اجتماعية وشبابية جديدة قاموا أهالي شفاعمرو بإرجاع قوى تقليدية كانت تدير البلدة قبل أكثر من عشرين عاما، والتي تتمثل بالسيد عرسان ياسين حيث أقال العديد من كبار الموظفين واحضر كبار الإداريين السابقين من سنوات الثمانينات إلى الواجهة ليديروا أمور البلدة في القرن الحادي والعشرين. إن السيد عرسان ياسين والذي أطاح في أواخر التسعينات بحماه وعمه المرحوم إبراهيم نمر حسين سيدير شفاعمرو بنفس أساليب وطرق كانت سارية في أواخر القرن العشرين، حيث بات من المؤكد أن شفاعمرو وعلى الرغم من إنها تعتبر لؤلؤة المدن العربية من حيث نسبة التعليم والحضارة، إلا أنها تدار بشكل وأسلوب تقليدي وقديم اكل الدهر عليه وشرب بدون مواكبة حقيقية للتطور الإداري والتحديث. أن هذا المبنى التقليدي لشكل الحكم المحلي ليس فقط هو الواقع الشفاعمري ولكنه واقع العديد من قرانا ومدننا العربية.

ان ما يحدث في هذا الإطار هو بمثابة إنذار وضوء احمر حيث يحتم على النواب العرب اقتراح قانون يحد من مدة رئاسة المجالس المحلية لفترتين أي 10 سنوات وبدون إمكانية الانتخاب مجددا الأمر الذي يوسع هامش الديمقراطية ويجلب دماء وأفكار جديدة وشبابية إلي ساحة السلطات المحلية والبلدية العربية.

وفي نفس السياق فان تحديد الفترة يمنع من الرؤساء الذين يقبعون في الحكم مدة طويلة من التحكم وبشكل سيء في موارد وطاقات المدينة على مدى عشرات السنين الأمر الذي يبقي مجتمعنا على حاله بدون تطور والتقدم مع الركب الحضاري والإنساني.

صحفي ومحلل سياسي

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة