الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 08:02

الانتخابات المبكرة والخيار العربي الاستراتيجي/ بقلم: خالد خليفة

بقلم: خالد خليفة
نُشر: 15/11/18 12:55,  حُتلن: 07:35

تشير كافة الدلائل على أن شهر مايو ايار2019 المقبل سيكون موعدا مرتقبا لتلك الانتخابات. ‏ويبدو واضحا للعيان بأن كافة الأحزاب في إسرائيل بدأت تتحضر للانتخابات

تبدو استقالة ليبرمان وزير الدفاع من حكومة نتنياهو والفشل الذريع في غزة مؤشرا واضح المعالم لتقديم موعد الانتخابات للكنيست الحالية.
حيث تشير كافة الدلائل على أن شهر مايو ايار2019 المقبل سيكون موعدا مرتقبا لتلك الانتخابات. ‏ويبدو واضحا للعيان بأن كافة الأحزاب في إسرائيل بدأت تتحضر للانتخابات، هذا ويتبين وبشكل جلي الالتباس والحيرة في أداء نتنياهو السياسي المتعلق بتقديم الانتخابات حيث انه يواجه إمكانية تقديم ملفات جنائية ضده يمكن أن ‏تؤدي إلى الإطاحة به، إضافة إلى انه يواجه ‏حملة شرسة من قبل الناخبين والأحزاب اليمينية المتطرفة التي بداء تتفاقم بعد فشل ألمواجهه مع غزة.
‏وفي نفس السياق يمكننا القول بأن حسابات نتنياهو ستكون الآن مختلفة بعض الشيء وخاصة اتجاه الأحزاب الصغيرة الحليفة له كحزب ليبرمان والبيت اليهودي.

فلنأخذ مثلا: نواياه واقتراحاته الأخيرة بتخفيض نسبة الحسم من 3.25% إلى 2.5% كي يساهم في دعم هذه الأحزاب الصغيرة وإبقاءها على الخارطة السياسية فإنه الآن وبعد استقالة ليبرمان لا يأبه بهؤلاء الحلفاء وسيبقي نسبة الحسم إلى ما كانت عليه وهي 3.25% الأمر الذي يحتم ويسرع بالنواب العرب على التعاضد وإقامة قائمة مشتركة واحدة ويبعد أي إمكانية لخوض الانتخابات بشكل منفرد كما يهدد بعضهم.
هناك حاجة ماسة اليوم في إحداث تغيير جذري في ميكانيكية، هيكلية وأداء القائمة المشتركة وإيجاد وجوه جديدة وشابة وصاعدة، ‏لتمثيل الوسط العربي في هذه البلاد والذي يواجه حملة شرسة وقوانين عنصرية وسياسات تستهدف المجتمع العربي بالصميم.

اما اليوم وبعد التغييرات والمستجدات التي تحدث في هذه الحكومة الحالية فقد بات جليا بان هذه القائمة من الواجب عليها ان تفكر بشكل استراتيجي وليس تكتيكي للحصول على 18 مقعدا وليس 13 مقعدا يمثلون الوسط العربي ويشكلون بذلك سدا منيعا أمام حكومة اليمين المتطرف إن حصولهم على هذه النسبة سوف يمنحهم أولوية ترأسهم المعارضة وبالتالي منع حكومة اليمين من تأليف حكومة معادية للعرب.
لكن في واقع الأمر ما يسود القائمة المشتركة هو سلسلة من الصراعات والمناكفات بين أعضائها على التمثيل، الزعامة والظهور، فعلى الرغم من أن الانتخابات المبكرة أصبحت قاب قوسين أو أدنى من إقامتها إلا أن القائمة المشتركة بكافة أعضائها لا تملك خطة عمل واضحة المعالم لتواجه المرحلة وتبني برنامجا جديا يتمثل بالتعاون والتنسيق بين كافة أقطابها.

فلنأخذ مثلا قضية العنف التي انتشرت خلال انتخابات السلطات المحلية العربية الأخيرة فإن القائمة المشتركة وأعضائها لم تشكل طاقم أزمة لمواجهة تلك الآفة التي حلة بالجماهير العربية، كما أن أعضاء القائمة المشتركة لم يشكلوا وفدا موحدا لزيارة المجالس المحلية والمباركة للرؤساء الفائزين ومواساة الأطراف الخاسرة بل أن القائمة العربية للتغيير زارت العديد من الرؤساء الفائزين ولم تنسق وتشارك مع النواب الآخرين من القائمة الأمر الذي كشف الخلافات الحادة بين أعضاءها والأهداف المبيتة لكل حركة سياسية تختلف بنواياها وأهدافها عن الآخرين. ان تلك الخطوات تدل وان دلت على عدم التنسيق والتنظيم في القائمة الأمر الذي يحتم عليهم أعادت التفكير والنظر في العديد من الأمور التنظيمية والقادمة عليهم في أي انتخابات قادمة.

كما أن الهجوم الكاسح على لجنة الوفاق والاستفتاءات التي تستعملها الحركة العربية للتغيير على أن الناخب العربي يعطيه الاولولية لقيادة القائمة المشتركة هي أيضا شيئا من استباق الأمور فعلى كافة الحركات والأحزاب العربية الذهاب بقلوب بيضاء بهدف خوض الانتخابات وإقامة قائمة مشتركة جديدة في الانتخابات المبكرة الجديدة وإحراز نصر استراتيجي على الساحة الإسرائيلية للجماهير العربية.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة