الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 08:01

لا مصالحة ولا وحدة سياسية برئاسة محمود عباس!/ بقلم: عوض حمود

عوض حمود
نُشر: 12/11/18 17:21,  حُتلن: 12:29

عوض حمود في مقاله:

لا أدري ما هي المستندات والمستجدات التي اصبحت بيد السلطة لإعادة النظر للتفاوض مع الجانب الإسرائيلي من جديد 

 عدم التوصل لتفاهمات وتصالح ما بين الفتح وبقية الفصائل الفلسطينية في غزة وغيرها في البلدان العربية هو عناد اعمى وكره شخصي من قبل محمود عباس لحماس ولغيرها من التنظيمات الفلسطينية

كيف ممكن ان تتم وحده سياسيه او مصالحة بين شطري الانقسام الضفة الغربية وقطاع غزه في ظل حصار اقتصادي يفرضه محمود عباس وبمشاركه الاحتلال على قطاع غزة؟!

هل هذا الحصار المشترك من قبل اسرائيل و السلطة الفلسطينية على قطاع غزة نتيجته فوز حماس في الانتخابات في عام 2006 وتسلمها إدارة القطاع هناك؟! أعتقد أن لو كانت أمريكا وإسرائيل راضية عن (سلوك حماس) وهي بطبيعة الحال راضية عن فتح لكان فض هذا الخلاف فيما بينهما وأعيدت الوحدة بين شطري الخلاف خلال إحتساء فنجان قهوة فقط! ولكن على ما يبدو بعد ظهور نتيجة الانتخابات في غزة حصل الإنقسام لعدم رضى سلطة عباس في رام الله ولكن نتيجة الانتخابات وتسلم حماس لإدارة قطاع غزة لم يؤثر على سير المفاوضات ما بين السلطة وإسرائيل على الرغم من أن هذه المفاوضات لم تأت بأي نتيجة تذكر لصالح القضية الفلسطينية فإذا كانت هذه المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي مع كل المصاعب والتعقيدات التي تخللتها فهنا وُجب إعادة النظر في عملية التصالح مع القسم الاخر من الجانب الفلسطيني وإعادة اللُحمة ووحدة هذا الشعب بعد أن استمر هذا الإنقسام حتى الان اكثر من إثنا عشر عام. فإذا كانت هذه المفاوضات المتعثره والتي استمرت كل هذه المدة الطويلة ولم تأت بأي نتيجة تذكر, فما الذي يجعل عباس يصرح مؤخرا بأنه مستعد للعودة للمفاوضات مع الجانب الإسرائيلي وبمشاركه رباعية دولية ؟ فهذا يعني بأن أمريكا كانت غائبة عن سير المفاوضات مع الجانب الفلسطيني ,ألم يذكر محمود عباس مشاركة الممثل الأمريكي "دينيس روس" بالمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية التي فشلت.

ألم يذكر محمود عباس ما قاله ياسر عرفات ؟ أنه كان من الأفضل للفلسطينيين التفاوض مع الإسرائيليين خيرا مع أن يفاوضوا مع "دينيس روس" .؟ وهل الان غيرت أمريكا موقفها من حقوق الشعب الفلسطيني ؟ العكس تماما، إن تصور محمود عباس لإعادة النظر بالنسبة للتفاوض مع الجانب الإسرائيلي هو مخطئ جدا وبعيد كل البعد عن الواقع السياسي لحكام إسرائيل.

لا أدري ما هي المستندات والمستجدات التي اصبحت بيد السلطة لإعادة النظر للتفاوض مع الجانب الإسرائيلي من جديد علما بأن حكومة نتنياهو لم يأت منها أي إشارة في موقفها أو توجهها إزاء الفلسطينيون إلا اذا هو أراد الإنخراط في صفعة ترامب بخصوص القضية الفلسطينية ومحاولة طمسها أو ان هنالك عشقا للمفاوضات من اجل المفاوضات فقط او ان يكون ترامب قد ابلغ عباس بأنه لم يعد يؤيد اسرائيل بنسبة 100% ,كما سلف من مواقفه على حساب حقوق الشعب الفلسطيني .بالطبع هذا لم يحدث من خلال تجربة الماضي القريب جدا بالتفاوض مع حكومة نتنياهو. إن أي مفاوضات مع حكومة نتنياهو سوف لا يكتب لها النجاح وستفشل قبل أن يتم الاتفاق على موعد بدئها . وأعتقد ان المفاوضات ان لم تكن قائمة على أسس ثابتة ومستندة على القرارات الشرعية الدولية وبضمان الدول الراعية لتنفيذ ما يتم الإتفاق عليه فإن لم يكن كذلك فإن أي مفاوضات مع الجانب الاسرائيلي مستقبلا ستكون مفاوضات فاشله ولا تستند لأي مرجعة دوليه وعندها تعطي اسرائيل المزيد من الوقت لنهب بقية أراضي الضفة الغربية وإقامة المزيد من المستوطنات على حساب الارض الفلسطينية وبناء على ذلك ستكون مفاوضات من أجل المفاوضات فقط . وهنا تضع تساؤلات ما هي المؤشرات السياسية على الساحة الاسرائيلية (الايجابية) التي جعلت محمود عباس يصرح قبل مدة وجيزة من الان بانه مستعد للعودة للمفاوضات من جديد مع حكومة نتانياهو وهو يعرف بان هناك مزيدا من الخلافات الداخلية لدا مكونات هذه الحكومة وقد يعلن عن فك هذه الحكومة وتقريب موعد الانتخابات وهذا السيناريو السياسي بالداخل الاسرائيلي قابل ان يحصل بكل لحظة . وبهذه النتيجة الحاصلة يصبح التطرف لدا ساسة اسرائيل مما يدعي يساريا او يمينيا تصبح قاعدته التطرف الاعمى بلا حدود . وهنا يبدو لي أنه لم يعد أشياء تبقى للتفاوض عليها التي يحلم بها عباس ؟

وهنا اود ان اذكر البعض ممن فاتهم او غاب عن ذكرهم تصريح رئيس الحكومة شمير في حينه . اننا سنفاوض الفلسطينيون عشرون عاما ولم يحصلوا على شيء وهنا تبرز المواقف الثابتة لحكام اسرائيل وما تعني بالنسبة لهم المفاوضات وهذا يعني ان المفاوضات معهم لم تجدي نفعا وهذا فعلا ما قد حصل على ارض الواقع ومرأي للعيان امام الرأي العام الدولي والعربي ايضا وامام اصحاب مشاريع ما يدعى الدفاع عن حقوق الانسان وعلى رأسهم ذلك المتوحش المطل رأسه من البيت الاسود الامريكي ترامب وغيره ممن سبقوه في الرئاسة الامريكية. اذا هنا يعود السؤال ما الجديد على الساحة السياسة الاسرائيلية التي جعلت محمود عباس ومجموعة اوسلو يفكرون في العودة لطاولة المفاوضات مع اكثر حكومات اسرائيل تطرفا وكرها للعرب منذ نشأتها حتى يومنا هذا, وذلك متمثلا باقامة المزيد من المستعمرات الاستيطانية على حساب ارض الشعب الفلسطيني بحيث لم تبق ولا تذر من ارض فلسطينية بدون اقامة المستوطنات عليها . وهنا يأتي شيئا من الاستهجان والاستغراب الموقف من اعادة المفاوضات في ظل مقترحات او ما يسمى بصفعة معتوه البيت الاسود الامريكي ترامب .

هل تراجع ترامب عن جعل القدس عاصمة لاسرائيل واخراجها من على طاولة المفاوضات ؟ طبعا لا
هل امريكا تراجعت عن تأييد اسرائيل بنسبة 100% ؟
هل تراجع ترامب عن اغلاق الصفارة الفلسطينية في امريكا ؟
هل تراجع ترامب عن تقليص عدد اللاجئون الفلسطينيين الى اربع مائة الف لاجئ فقط حسب نظره ؟
هل تراجع ترامب عن تقليص ميزانية الانوروا ؟
هل وعدت امريكا بالضغط على اسرائيل بتفكيك المستعمرات المقامة على الاراضي الفلسطينية ؟
هل وعدت امريكا بالضغط على اسرائيل بفك الحصار المفروض على قطاع غزة ؟
هل وعدت امريكا بالضغط على اسرائيل باطلاق صراح السجناء الفلسطينيون الذين مضى على اعتقالهم بداخل السجون الاسرائيلية ما يتجاوز ثلاثون عاما ؟
هل التنسيق الامني ما زال قائما مع الجانب الاسرائيلي ؟ وكيف ؟؟؟
اذا على ماذا وما هي المواضيع التي سيتم التفاوض عليها مع الجانب الاسرائيلي يا ترى؟ لم يبق شيئ.
وهنا اعتقد ان عدم التوصل لتفاهمات وتصالح ما بين الفتح وبقية الفصائل الفلسطينية في غزة وغيرها في البلدان العربية هو عناد اعمى وكره شخصي من قبل محمود عباس لحماس ولغيرها من التنظيمات الفلسطينية وهذا يقع على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وذلك بدليل فشل كل مساعي الوساطات للتصالح واعادة اللحمة الوطنية للشعب الفلسطيني .
واعتقد ان ما دام عباس في رئاسة السلطة الفلسطينية لم تتحقق اعادة اللحمة الفلسطينية.

ديرحنا

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net     

مقالات متعلقة