الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 00:02

سخنين الحصن المنيع/ بقلم: محمد داوود كبها

محمد داوود كبها
نُشر: 01/11/18 14:43,  حُتلن: 18:32

أبرز ما جاء في مقال محمد داوود كبها:

سخنينُ أيها السادة ما هي إلا حصنٌ منيع وسدٌ عالٍ، سخنين أيها السّادة منبعٌ للعطاء ومصبٌ للتضحيات 

سخنين أيها السادة ضربت أكبر مثال في التعايش والمحبة بين المسلمين والمسيحيين

نحن بلا شك نعوّل على أهلها وشبابها الأوفياء بضرورة الإسراع على إنهاء هذه الأزمة، نحن نراهن عليكم أيها الأحبة

وقفت الجماهير العربية في البلاد هذا الأسبوع على حافة الهاوية، وانغمست بعض البلدان الحبيبة في اشتباكات كلامية وجسدية عنيفة في أعقاب انتخابات السلطات المحلية.

هذه المشاهد صدمت القاصي والدّاني، ووضعت الجماهير العربيّة مجدّدًا تحت المحكّ الثّقافيّ والحضاريّ والتّربويّ، ووضعتهم تحت عدسة وأنظار المراقبين والمتربّصين من أولائك الذين سحبوا بساط الوطن بعنفٍ من تحت أقدامنا قبل عشرات السنين.

وفي الحقيقة آلمتنا كثيرًا تلك المشاهد المحزنة التي وصلتنا من مدينة سخنين، تلك القلعة الوطنية الصامدة، والمنارة الاجتماعية الخالدة. آلمتنا أحداث سخنين ليست لأنها مجرد بلدة عربية فحسب، بل لأنها عاصمة الجليل وقلعته الصامدة.

ومنذ طفولتنا ونحن نمُرّ عن سخنين، نمُرّ عن تاريخها وصمودها وأبطالها، نمُرّ عن شبابها في المدارس والجامعات.

سخنينُ أيها السادة ما هي إلا حصنٌ منيع وسدٌ عالٍ، سخنين أيها السّادة منبعٌ للعطاء ومصبٌ للتضحيات . هذه المدينة الوادعة كانت وما زالت في طليعة المدافعين عن الوطن.
حينما نتحدث عن سخنين فإننا نتذكر يوم الأرض الخالد عام 1976، وثبات الأهل هناك أمام أكبر مخطط للتهجير في تلك الحقبة الزمنية، نتذكر إقبال رجالها ونسائها وشبابها وتصديهم لتلك الهجمة السلطوية الشرسة، نتذكر الشهداء وأوجاع أهليهم، نتذكر أحداث المسجد الأقصى وهبة أكتوبر عام 2000 وتلك الكوكبة من الشهداء على أرضها الطاهرة.

سخنين مدرسة وطنية نُعلّمُ أبناءنا من مناهجها في كل الأطر التربوية.  سخنين يا سادة كانت وما زالت منبرنا في كل المحافل، وهي التي احتضنت معظم المظاهرات والمهرجانات الوطنية. إذا مررت من سخنين فحتما ستشمُّ عبق البطوف، وستغزوك نسائم الثبات من بين أشجار الملّ.

أتعرفون لماذا نحب سخنين؟
نحبها لأنها التي وضعت مجتمعًا منسيًا على الخارطة الرياضية في البلاد والعالم، نحبها ونتابع أخبار فريقها – الاتحاد– أولًا بأول، نفرح حينما ينتصر، ونحزن عندما يخسر!

سخنين أيها السادة ضربت أكبر مثال في التعايش والمحبة بين المسلمين والمسيحيين، فشارَكُوا بعضهم في الأفراح والأتراح وتصدروا المناسبات الوطنية، وساروا يدًا بيد في الأعياد والمهرجانات والاحتفالات.
هيا سخنينُ، جئناكِ متضامنين متظاهرين، جئناك فرحين مهنِئين، جئناكِ مواسين معزّين غاضبين، جئناكِ مشجعين منحازين، جئناكِ في كل المراسم، جئناكِ في كل المواسم، جئناكِ لأنك أمّ البلاد.
سخنين أيها السادة عصيّة قويّة، وهي قدوة ونموذج تتفاخر به كل الجماهير العربية في البلاد، لا تهزها بعض الزّلات هنا وهناك. ونحن بلا شك نعوّل على أهلها وشبابها الأوفياء بضرورة الإسراع على إنهاء هذه الأزمة، نحن نراهن عليكم أيها الأحبة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة