الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 17:02

عزمي عفيفي لعلي سلام: عائلة عفيفي من لبّ النّاصرة ولسنا بحاجة إلى صكّ شهادتك ولا إلى بصمة موافقتك

عزمي توفيق عفيفي
نُشر: 25/10/18 21:08,  حُتلن: 08:26

العمّ أبو ماهر علي سلّام، سلامٌ عليك- بقلم عزمي عفيفي
يكتبُ إليكَ عزمي توفيق عفيفي، صفّوريّ الجذور نصرّاويّ الحضور. والدي اسمه توفيق، وكُنيته أبو أحمد، من عائلة عفيفي. هذه العائلة الّتي سكنت النّاصرة ولم تخُن عهدها. هذه العائلة الّتي نعتَّ ناسها بالكلاب وخاطبتها بدلَ "السّلام عليكم"، بالإهانة وكلمة "طُز"!


استمعت إلى خطاباتك فوق المنابر فآلمني ما سمعت، فقد علّمني أبي منذ كُنت طفلًا أنّ الإسلامَ قبل أن يكونَ دينًا فهو نهجُ أخلاق وحكمةٍ وإيمان. هو أن تبادر إلى السّلام على من تلقى، وأن تقابل الغير بوجهٍ حسن ونيّة بيضاء صافيةٍ!
ظننتُ يا عمّ أبو ماهر قبل أن استمعتُ إليكَ أنّك تربّيت على نفس أخلاق أبي، فخانني هذا التّفكير عندما سمعت كلماتك. هذه الكلمات الّتي أهنت بها كلّ فردٍ من عائلة عفيفي، ونعتّهم بأوصاف لا تليق أن تُسمع في لقاء كان من المفروض أن يكون حضاريًّا.
أتساءل هل اطّلعت يا عمّ أبو ماهر على كتب السّياسة قبل أن تدّعيها؟ هل قرأت ما قيل فيها عن صناعة التّغيير وعن السّعي وراء بناء مجتمع أفضل؟ أهذا ما تتبنّاه أم أنّ سياسة حضرتك تقضي بالقضاء على وحدة أهل النّاصرة، وزرع بذور المشاكل والفتنة بين النّاس؟!
ترى، إذا لم يكن لك حظّ من كتب السّياسية، ألم تقرأ ما قيل في السّنة، سنّة الرّسول الأكرم، ذي السّياسية الحسنة الكيّسة، الّتي غيّرت وجه الأرض؟ ألم يُطلعوك على حديث الرّسول أنّ "سباب المسلم فُسوقٌ"؟ أو الحديث القائل "ليس المؤمن بالطّعّان ولا اللّعّان ولا الفاحش ولا البذيء"؟
ترى، فبأيّ قسطاس سنقيس ما جئت به في خطبك "السّلميّة" وفيها طعنتَ ولعنتَ وذممت؟
قلتُ سأكتبُ لك هذه الكلمات، لعلّها ستصلك فناقلو الخير كُثر، وأدعوك إلى المحافظة على أجواء سلميّة نزيهةٍ، وأن تتريّث في أسلوب خطابك، حتّى نتفادى المحنَ والفتن الّتي توقظها بتعابيرك الّتي لا يقبلها عاقل.
رجائي أن تذكر يا عمُّ تعاليم إسلامك، وتعي أن "المسلم من سلم النّاس من لسانه ويده"، فهلّا جُدتَ علينا فسلمنا من تهديدك وبطش يدك ولسانك؟ وهلّا كرُمتَ على نسَبِكَ عائلة سلّام الكريمة، فتبنّيت من اسمها السّلام ومحبّة السّلم والتّواضع؟
أدعو لك بأن يزول الغلّ عن قلبك الّذي عهدناه أبيض، وأن تقبل بالحقيقة التّاريخيّة: عائلة عفيفي من لبّ النّاصرة، كانت وستبقى، ولسنا بحاجة إلى صكّ شهادتك ولا إلى بصمة موافقتك.
سامحكَ الله يا عمّ.. سامحك الله..

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة