الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 00:01

لماذا مطلوب اتحاد واحد للكتاب والأدباء؟/ بقلم: حسن فاعور

حسن فاعور
نُشر: 23/09/18 15:48,  حُتلن: 14:28

حسن فاعور في مقاله:

ما نحن فيه هو العكس تماماً هنالك اتحادات تحت عباءة السياسة تتحكم بها توجهها وتفرغها من قيمتها الأدبية، لأنها توظفها في خدمة المصلحة الحزبية

فيما يلي بعض الأفكار والتساؤلات التي أثارها الأخوة الزملاء من الكتاب والشعراء بعد طرحي لقضية توحيد اتحادات الكتاب في اتحاد واحد:

1- يتفق الكثيرون أن الأدب فوق السياسة، بمعنى أرقى من السياسة ومن المفروض أن يوجهها، يلهمها وينتقدها أيضاً. ما نحن فيه هو العكس تماماً هنالك اتحادات تحت عباءة السياسة تتحكم بها توجهها وتفرغها من قيمتها الأدبية، لأنها توظفها في خدمة المصلحة الحزبية.

2- لذلك في ظل هذه الاتحادات لم تعد قيمة الكاتب من قيمة ما يكتب وإنما من مدى إخلاصه وتفانيه في خدمة السياسي. لذلك أُهمل المبدعون ممن لا يخدمون السياسي وبرز غير المبدعين ممن يخلصون للسياسي.

3- وجود أكثر من اتحاد لا يسمح بإقامة لجان مهنية. من هذه اللجان لجنة تحدد من هو الكاتب أو الشاعر الذي يحق له ان يكون عضواً في الاتحاد. إذ لا يمكن ترك الباب مفتوحاً كما هو الآن بدون أي معيار ولو بسيط وأساسي يحدد من يحق له العضوية. هذا المعيار يجب أن يكون من منطلقات أدبية وليس من منطلقات ولاءات سياسية. ومن هذه اللجان لجنة لمراقبة ما يصدر من كتب. ففي وضعنا الراهن هنالك الكثير من الإصدارات لا تستحق الورق الذي كتبت عليه، والاهم من ذلك ان هنالك منها ما يضر بالمجتمع والأجيال الصاعدة ويجب منعه ومحاربته كما نمنع المخدرات والسموم ونحاربها. ومن هذه اللجان لجنة مهنية لتكريم المبدعين على أسس إبداعية وليس على أسس سياسية.ولجان أخرى.

4- عادة الحكومات تفرض أتباعها ورجالاتها على الاتحاد العام للكتاب والأدباء من منطلق حرصها على توجيه الأدب ولجمه ليكون في خدمة مصلحتها ومشاريعها. من حظنا أن حكومتنا تتجاهلنا ولا تتعامل معنا، لذلك فالقرار يعود لنا في أن نكون أحرارا من الضغوطات والتدخلات. قد يقول قائل أن الأحزاب هي التي تمول وتدعم من ناحية مادية ولذلك أخذت مكان الحكومة وتتدخل بدلها. هذا صحيح ولكننا لسنا بحاجة لهذا التمويل إذا كان مشروطاً بالتدخل والتسلط. فهنالك الكثير من المصادر لو كنا موحدين.

5- هذه الفوضى والهبوط في الساحة الأدبية سببها التشرذم وتقدم السياسي على الأدبي. لذلك لا بد من إقامة اتحاد عام واحد وموحد للكتاب والأدباء، ليس تحت عباءة أحد. ولكل أديب وكاتب الحق الكامل والمطلق بالانتماء السياسي لأي جهة يريد، ولكن خارج إطار الاتحاد. وفي إطار الاتحاد يعامل حسب مقدوته الأدبية وليس حسب ولائه السياسي.

هذه بعض الأفكار التي تداولتها مع بعض الأخوة وها أنا أفتح المجال لسماع آرائكم وطروحاتكم القيمة والهامة.
الموضوع شائك ومعقد ولكننا لن نكل ولن نمل حتى نقيم أطارا أدبيا واحدا مستقلا لأننا يجب ان نحترم أنفسنا ونحترم أدبنا.
والله ولي التوفيق

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة