الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 14:01

حنين إلى شيء لا يأتي/ بقلم: يوسف حمدان

يوسف حمدان
نُشر: 17/09/18 14:16,  حُتلن: 08:27

قد يأخذُني الدربُ
من الحيِّ المُكتَظِّ
إلى عُمقِ الغابْ..
قد يدفعني ضَجرُ الجدرانِ
إلى نهرٍ يتثاءبُ تحت ضبابْ
حين أعودُ إلى نَفْسي
ألقاها واقفةً عند البابْ
أدخلُ في دُنياها..
تدخلُ في دُنيايْ..
أنظرُ في عينَيْها
فأعودُ طَليقَ الوجهِ
كعصفورٍ مُبتَهجٍ
ويعودُ إليَّ صِبايْ..
يلعبُ أطفالٌ في الساحةِ
بين المنزلِ والمَتْجرْ..
نَمشي في الشارعِ
يستوقفنا سكان الحيّ بترحابٍ
ونردّ تحيتهم بتحياتٍ أعطَرْ
***
ما أجملَ جَلستِنا تحتَ البدرِ
الباسمِ فوق فناءِ الدارِ
لكي نقتاتَ رُقاقَ الخُبزِ
وزيتَ الزيتونِ مع الزَعترْ..
ما أطيبَ قهوتِنا
تحتَ النجمِ الساهرِ
حين يُجَمِّعُنا الشوقُ
إلى الأحبابِ فنَسهرْ
يسحَرُني الليلُ الهادئُ..
يغمرُني بحُبورٍ وسعادهْ
أنظرُ في النورِ المُتَألقِ
في وجهِ صَديقهْ
فأرى النجمةَ قد جاءتْ
واتْخَذَت من أنوارِ مُحَياها
ثوباً ووسادهْ
وأرى قمراً ينضَمُّ إلينا
ليعلّقَ حولَ العُنقِ قِلادهْ.
***
سألتني سيدةٌ في السهرةِ
وهي تُثَبّتُ منديلاً أخضرْ:
هل تبقى مَعَنا
أم ستعودُ إلى المهجرْ؟
في تلك اللحظةِ أحسستُ
بأنّي في قبضةِ موجٍ
لا يدنو من رملِ الشاطئِ
إلا كي يَتَقهْقرْ..
بعد هُنيهاتٍ صامتةٍ
قلتُ لها: مَن يدري..
فالدنيا ما انفكَّت تتغيرْ
وإذا ما حان أوانُ العودةِ
كوني واثقةً:
إني لن أتأخّرْ.

نيويورك

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة