الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 15:02

شوفوا مين بحكي.. الجبهة تعاني من أزمة ثقة بين قياداتها/ بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 17/09/18 09:53,  حُتلن: 14:09

أحمد حازم في مقاله:

نعرف تماماً بحكم التجارب الكثيرة بأن الشيوعية بشكل عام تعتبر كل شخص لا يؤيدها خصماً لها، فما بالك إذا كان هذا الشخص (علي سلام) الذي كان حليفاً سابقاً للجبهة حوالي عشرين عاما

البيان الذي عممته "جبهة الناصرة" على وسائل الإعلام يوم السبت الماضي، والذي يتضمن بصورة واضحة تشهيراً وتحريضاً على رئيس بلدية الناصرة علي سلام، يعبر عن المأزق الكبير الذي تمر به الجبهة في فترة الإنتخابات الحالية.

فالجبهة تعاني من أزمة ثقة بين قياداتها بشأن مرشحهم مصعب دخان، الذي انتخب مؤخراً كمرشح لرئاسة بلدية الناصرة. لكن هذا الإنتخاب وعلى ما يبدو، لن يكون قراراً نهائياً فيما يتعلق بمرشح الجبهة بسبب تغيرات الظروف، وليس من المستبعد الإستغناء عن مصعب، وكل شيء جائز في "جبهة" تتخبط يمنة ويسرة، ولا تعرف أين تستقر انتخابياً، خصوصاً وأن وليد العفيفي "دخل عالخط" الإنتخابي وبعثر أوراق الجبهة، التي فقدت البوصلة.

قال لي أحد (الرفاق) المقريبين جداً من "صحن" الجبهة :" إحنا منعرف إنو علي سلام رايح ينجح، لكن ما منتخلى عن مرشحنا". حتى أن مسؤولاً سابقاً في الجبهة لا يزال على اطلاع دائم بمجريات الأمور الجبهوية، أكد لي أنه ليس من المستبعد أن تتنازل الجبهة عن كبريائها وتنسحب لصالح العفيفي، على اعتبار أن ضمانة الفوز بالإنتخابات ستكون حسب رأيهم أكثر من ضمانتها بمصعب دخان.

الصدام غير المعلن بين (الرفاق) المؤيدين للتنازل وبين الرافضين له، أحدث حالة ذعر في صفوف الجبهة. فالمؤيدون للتنازل يقولون: :"المهم إسقاط علي سلام" بغض النظر عن كيفية ذلك، والرافضون له يقولون، ان الجبهة ستخسر مكانتها وسمعتها بين الجماهير، إذا تخلت عن مرشحها. أما مصعب دخان نفسه فإنه غير مقتنع كما يبدو بموضوع التنازل، وهذا يظهر جلياً في تصريحاته ولقاءاته مع الناس. على أية حال، فإن الجبهة تعيش هذه الأيام في حالة قلق مستمر وتوتر كبير. وهي بالضبط وكما يقول المثل الشعبي مثل: "اللي بالع الموس، ما بغدر بدخلو أو يطلعوا". يعني في الحالتين ألم.

في الحقيقة أننا نعرف تماماً بحكم التجارب الكثيرة بأن الشيوعية بشكل عام تعتبر كل شخص لا يؤيدها خصماً لها، فما بالك إذا كان هذا الشخص (علي سلام) الذي كان حليفاً سابقاً للجبهة حوالي عشرين عاما، وانفصل عنها وحطم قلعتها في الناصرة. والحملة التشويهية التي تقوم بها "الجبهة" ومعها بقايا ما يسمى بالحزب الشيوعي تندرج في هذا الإطار.

يقولون في البيان ان علي سلام ينطق بمنشوره الإنتخابي" بلسان الحكومة الإسرائيلية وأحزاب اليمين وجهاز الشاباك،" فعلاً "اللي بستحو ماتو". وهنا أود تذكيركم بأن قائدكم الراحل توفيق زياد عندما اختار علي سلام في سنوات التسعينات ليكون مسؤولاً في البلدية، لم يأت اختياره من فراغ، بل انطلاقاً من صفات وطنية وقدراتية يتمتع بها علي سلام تؤهله لتحمل المسؤولية. السيد علي سلام، يا جبهة !!. فهو لم يدع إلى إلتجنيد الإلزامي للعرب في الجيش الإسرائيلي كما فعل توفيق طوبي أحد قادتكم.

في كتاب يحمل عنوان "سيف الدين الزعبي، شاهد عيان، مذكرات 1987" جاء في الصفحة (51): " لا بد أن أذكر حادثة مثيرة كان بطلها السيد توفيق طوبي، مرشح الحزب الشيوعي. ففي إحدى جلسات الكنيست الأولى، وقف المذكور يهاجم الحكومة هجوما عنيفا، لأنها لم تشمل المواطنين العرب في قانون التجنيد الإلزامي للذين هم في سن الجندية، ولم يكتف بهذا، بل طالب بتجنيد النساء".

صحيفة "هآرتس" نشرت تحقيقاً بتاريخ (09/05/2006) أشارت فيه إلى أن الحزب الشيوعي الإسرائيلي كان له دور كبير في التوصل إلى صفقة الأسلحة التشيكية الضخمة وجلب مدربين عسكريين لإسرائيل في العام 1948، والتي ساهمت في حسم مجريات الحرب لصالح قيام إسرائيل.
وبعد كل هذا، كيف تتجرأون يا أحفاد الشيوعية بالتشهير بالغير وطنياً، وتاريخكم مليء بالعيوب. كونوا على قدر المسؤولية وتحلوا بالأخلاق واجعلوا الإنتخابات حضارية خيراً لكم إن كنتم تعقلون.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com


مقالات متعلقة