الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 00:01

دعم امريكي لا متناهٍ لاسرائيل و انتهاك صارخ لاتفاقية اوسلو/ بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 12/09/18 17:41,  حُتلن: 11:10

لقد ازدادت التحليلات المتعلقة بهذا القرار القاسي والمعادي للفلسطينيين، وبعد أقل من فترة وجيزة، أعلن ترامب وباسم إدارته، وعلى الرغم من أنه يواجه فضائح قاسية في واشنطن كدفع الرشوة لإسكات الغانيات، ونشر المقال المشهور لأحد أعضاء إدارته المتخفي في صحيفة نيو يورك تايمز

أما الفلسطيين والذي أعطي لهم الفتات، فقد سُحب البساط من تحتهم وباتوا على شفا الافلاس نتيجة توقيعهم لاتفاقية اوسلو، واستمرار رزوحهم تحت الاحتلال الاسرائيلي وبدعم لا متناهي من الولايات المتحدة لاسرائيل وبدون ان تفي اسرائيل بوعودها وتنفذ المرحلة الثانية والثالثة

يبدو أن الخطوات الأمريكية، التصعيدية والانتقامية ضد الفلسطينيين أخذت تتوالى وتلبس شكلا انتقاميا جديدا. فبعد أن ألغت إدارة ترامب المساعدات الأمريكية للأنروا - الوكالة الدولية لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين بقيمة 250 مليون دولار سنويا قامت بخطوة تصعيدية أخرى، حيث ألغت المساعدات الممنوحة للسلطة الفلسطينية السنوية، بمبلغ 200 مليون دولار، ثم قامت بعد ذلك بإلغاء المنحة السنوية المقدمة للمستشفيات الفلسطينية والتي تصل قيمتها 24 مليون دولار.

وانتهى الأمر بقرار استفزازي أخير وجديد يقضي بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن وإرجاع السفير "زملط" إلى بلادة خلال 30 يوما. و قد عللت إدارة ترامب وباسم رئيسها إن الفلسطينيين لا يريدون القدوم الى طاولة المفاوضات مع إسرائيل وهذا هو السبب الحقيقي لقطع المساعدات عن الفلسطينيين. أما الفلسطينيون ومن جهتهم، فقد صرحوا باسم "صائب عريقات" وآخرين، بأنهم يأسفون للقرار الأمريكي ويتهمون في نفس الوقت إدارة الرئيس ترامب بأنها تريد أن تخضعهم للاستفزاز، وبطلب مباشر من اليمين الإسرائيلي.

لقد ازدادت التحليلات المتعلقة بهذا القرار القاسي والمعادي للفلسطينيين، وبعد أقل من فترة وجيزة، أعلن ترامب وباسم إدارته، وعلى الرغم من أنه يواجه فضائح قاسية في واشنطن كدفع الرشوة لإسكات الغانيات، ونشر المقال المشهور لأحد أعضاء إدارته المتخفي في صحيفة نيو يورك تايمز، إلا أنه أضاف واستطرد بأنه إذا حاول الفلسطينيون التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية، فإنهم سيواجهون ردا امريكيا قاسيا يتمثل بإلغاء الدعم المقدم لمحكمة الجنايات الدولية أيضا وحتى معاقبتها ومحاربتها. ويبدو ولأول وهلة، بأن الولايات المتحدة هي التي تمسك بزمام الأمور وتصعد هذه الخطوات، حيث أن الرفض الفلسطيني لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس ولصفقة القرن أعقبه رفض كامل للقاء أي مسؤول أمريكي إذا كان وسيطا، وزيرا، او نائبا للرئيس.

لقد اعتبرت الولايات المتحدة رفض الفلسطينيين المتكرر والمتواصل بالاجتماع بممثلي الإدارة الأمريكية، "ككوشنير" و"جرين بلات" وقبلها نائب الرئيس الأمريكي "مايك بينس" ضربة قاسية في الصميم الأمريكي، حيث أن هذه الإدارة بدأت تتسائل أمام الرأي العام العالمي والأمريكي عن سبب العناد الفلسطيني للاجتماع بأي مسؤول أمريكي. إن رفض الاجتماع بالمسؤوليين الأمريكيين يعتبر سابقة تاريخية خطيرة، حيث أن الأزمات الدولية تجلب حتما اجتماعات بين أطراف النزاع.

أما هذا الرفض الفلسطيني العنيد لمقابلة أي مسؤول أمريكي أربك الامريكيين حقر قيادتهم وأنزلها في الحضيض. لقد استمرت الولايات المتحدة في سياستها وعلى مدى السبعين عاما في الشرق الأوسط الأخيرة أن تلعب دور الوسيط والمتفرج، حيث كانت تقوم بتقوية العلاقات الأمريكية مع الدول العربية وبشكل منفرد من حيث دعم كل دولة لحدى بالاسلحة والتبادل الاقتصادي والسيطرة على ثرواتها الطبيعية وخاصة النفط. وفي نفس الوقت كانت تدعي ادعاءات باطلة بانها تريد حلا عادلا للقضية الفلسطينية على الرغم من انها تدعم ايضا اسرائيل .

أما اليوم و بعد ان قامت بنقل السفارة الامريكية ورفض الفلسطينيين البتة الالتقاء بممثليهم فأن هذا الرفض اعتبر أمريكيا أهانة قصوى امام المجتمع الدولي ضرب مصداقيتها وحدد بشكل واسع النطاق قدرتها على التحرك دوليا خاصة في الشرق الاوسط. ومن هنا جاء التصعيد الامريكي الفظ والقاسي ضد الفلسطينيين والتفافها الواضح والجلي مع اسرائيل، وفي نفس الوقت معاداة العرب و المسلمين .

لقد اعلن ترامب في بداية ادارتة انه لا يريد للمسلمين ان يدخلوا للولايات المتحدة، وهذه هي السياسة الامريكية المتبعة منذ تولية الحكم في مطلع 2017. إن نقل السفارة الامريكية الى القدس وتحدي ترامب للعالم الاسلامي عامة والعربي خاصة يعتبر تحديا سافرا لهؤلاء. اما الفلسطينيين فعليهم مجابهة هذا القرار وخاصة المساعدات المعطاة للسلطة الفلسطينية على انها انتهاك صارخ لاتفاقية اوسلو. حيث ان الوسيط الامريكي ابان فترة اوسلو وعد بدعم الطرفيين الفلسطيني والاسرائيلي لكي يوقع على الاتفاق . فالولايات المتحده ما زالت تضخ على اسرائيل بمليارات الدولارات، كدعم عسكري و اقتصادي مقابل توقعيها على اتفاقية اوسلو.

أما الفلسطيين والذي أعطي لهم الفتات، فقد سُحب البساط من تحتهم وباتوا على شفا الافلاس نتيجة توقيعهم لاتفاقية اوسلو، واستمرار رزوحهم تحت الاحتلال الاسرائيلي وبدعم لا متناهي من الولايات المتحدة لاسرائيل وبدون ان تفي اسرائيل بوعودها وتنفذ المرحلة الثانية والثالثة، بل تعني امام الملا بانها تريد الاستمرار في الاحتلال والوضع القائم على 6 مليون فلسطيني و بدعم امريكي لا متناهي.


المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة