الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 12:01

قول الحمولة أم قول الديمقراطية؟/ بقلم: رائد برهوم

رائد برهوم
نُشر: 08/09/18 14:37,  حُتلن: 19:58

رائد برهوم في مقاله:

صحيح أن القرى العربية لا يمكن اعتبارها كوحدة واحدة، لكن في معظم الحالات، يتفوق اعتبار الحمولة/العشيرة على أي اعتبار آخر

لقد أثبت النظام الديمقراطي أنه نظام انتخابي مفضّل لأي طريقة أخرى باختيارنا للمرشح المناسب، وعلى أمل أن يتحقق التغيير المنشود، فيجب دعم المرشح الكفؤ والمناسب حتى لو كان رأي الحمولة مختلفًا

بعد سبعين عاما على إنشاء دولة إسرائيل، والعديد من الانتخابات المحلية التي لا تعد ولا تحصى ما زال تأثير واسع النطاق للحمولة في المجتمعات العربية ولن يتلاشى قريبا.

صحيح أن القرى العربية لا يمكن اعتبارها كوحدة واحدة، لكن في معظم الحالات، يتفوق اعتبار الحمولة/العشيرة على أي اعتبار آخر.
وفقا للتعريف المتعارف عليه بين علماء علم الاجتماع الحموله (هي مجموعة من الناس تجمعهم قرابة ونسب فعلي أو متصور . وحتى لو كانت تفاصيل النسب غير معروفة، قد يتم تجمع أعضاء الحموله حول العضو المؤسس أو السلف البيولوجي الأول ) في السابق، كان هناك وزن اقتصادي هام للحموله في توزيع موارد الأرض بين ابنائها المزارعون، وخوض النضالات في هذه القضية ضد الحمائل الأخرى، ولكن وعلى على مر السنين ، فقد تغير الطابع الريفي للقرى العربيه وتغير دور الحموله أيضا، ولكن نفوذها السياسي ما زال كبيرا حتى الان في العديد من المجتمعات العربية.
إن أحد خصائص الانتخابات الديمقراطية هو مبدأ "الحرية" فكل مواطن له الحق في التصويت بحرية وترشيح نفسه للانتخابات بحريه ايضا ، هذا المبدأ يكاد ان لا يتحقق في المجتمعات العربية ، نظرا لتأثير الحموله. زعماء الحمائل لهم رأي حاسم في تحديد من سيكون مرشحها الوحيد ، والتوجيه الكاسح في التصويت له، دون منازع تقريبا دون اعتراضات بدل ان يهز هذا السلوك الغير الديمقراطي الارض تحت اقدام كل انسان حر وصاحب قرار.
في السنوات الأخيرة كان هناك تغيير مرحب به في هذا الاتجاه وبدأ العديد من الشباب المتعلم وبالتدريج في تحرير أنفسهم من روابط الحموله . هؤلاء هم الذين ادركوا بشكل صحيح ما هي الديمقراطية واستوعبوا معناها الحقيقي ، على سبيل المثال ، في العديد من القرى العربية بعض الحمائل تجري انتخابات داخلية (الانتخابات التمهيدية) لاختيار المرشح المناسب ، والابتعاد كل البعد عن القرارات الفرديه لزعماء الحموله.
"إن العالم ينتمي إلى الشباب " هذه ليست مجرد مقوله ، يقع على عاتق الشباب في المجتمع العربي مسؤولية كبيرة لقيادة هذا التغيير والابتعاد كل البعد عن السلوك التقليدي في التعامل مع الواقع المتغير ، وخاصة مع الحقوق الديمقراطية الممنوحة لكل فرد.
لقد أثبت النظام الديمقراطي أنه نظام انتخابي مفضّل لأي طريقة أخرى باختيارنا للمرشح المناسب، وعلى أمل أن يتحقق التغيير المنشود، فيجب دعم المرشح الكفؤ والمناسب حتى لو كان رأي الحمولة مختلفًا ، سويا سنحدث هذا التغيير لان نتائج الانتخابات ستؤثر علينا جميعًا ومُصيريه بشكل خاص للشباب بمجتمعنا.

عين رافا

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net     

مقالات متعلقة