الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 21:01

القائمة المشتركة ولجنة المتابعة في ظل التحديات المحلية والاقليمية والدولية/ بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 05/09/18 10:25,  حُتلن: 13:47

خالد خليفة في مقاله:

أربك هذا القانون ايضا نواب المشتركة ولجنة المتابعة. حيث انهم بددوا كل ذخيرتهم وأعلامهم في السنة الماضية على قضية التناوب

يجب على المواطنين العرب العمل على التكثيف في اي انتخابات مبكرة ممكن ان تحدث التصويت

ما زالت تفاعلات قانون القومية جارية على قدم وساق، ففي خضم هذه الأيام تسلط الأضواء على لجنة المتابعة العليا برئاسة السيد محمد بركة. فعلى الرغم من ان المظاهرة الجبارة التي حدثت في تل أبيب تأخرت بعض الشيء، الا انها كانت انجازا معتبرا للجماهير العربية، وقد انتظرنا بعد ذلك سلسلة من الخطوات التي كان من المقرر ان تعقب المظاهرة، الا أننا لم نسمع عن أي جديد.

وبعد أربعة أسابيع من هذه المظاهرة وفي الثالث من سبتمبر، أقيمت مظاهرة متواضعة للجنة المتابعة والقائمة المشتركة امام مركز الشرطة المركزية في تل ابيب واعتبرت فشلا ذريعا لا مثيل له في العمل السياسي العربي.
وبعد ذلك مباشرة، وفي الثالث من سبتمبر 2018 قام أعضاء من القائمة المشتركة بزيارة متلفزة الى أوروبا للقاء وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي ومسئولين اوروبيين آخرين، للشرح لهم أبعاد قانون القومية وتأثيراته السلبية.

لقد أربك هذا القانون ايضا نواب المشتركة ولجنة المتابعة. حيث انهم بددوا كل ذخيرتهم وأعلامهم في السنة الماضية على قضية التناوب وإيجاد جدول الأعمال الأفضل لاجتماعات دورية لم تتم.
ولم ينبثوا ببنت شفة في العديد من المواضيع الحارقة التي واجهت واجتاحت الجماهير العربية كمسألة العنف المستشري في وسطنا العربي وحوادث العمل التي تقطف خيرة شبابنا يوميا.
إضافة الى حوادث الطرق وتربية السياقة التي تحصد مئات القتلى في العام، اضافة الى مشاكل التنظيم والبناء وحصر العرب في جيتوات في المثلث، الجليل والنقب.
انني لا اقول ان القائمة المشتركة ولجنة المتابعة هم الجسم المسؤول عن كل تلك المسائل والامور، ولكن كان عليهما من الأوجب ان تعلما جماهيرنا بنوايا الحكومة واهدافها وقدرتها على الحل او عدم الحل لهذه الامور الشائكة.
اما اليوم وبصدد اقرار قانون القومية، فقد بات ايضا ليس العرب مهمشين فقط، بل ممثليهم ونوابهم في البرلمان الاسرائيلي.
كما انني لا اؤيد استقالة جماعية او فردية للنواب العرب من الكنيست، بل عليهم ان يعملوا قدر المستطاع في حصر مشاكل وأماني المواطنين العرب في بوتقة تمثيلية واحدة تماما كما يفعل النواب الاكراد في البرلمان التركي.
على النواب العرب ان يقوموا بعملية تهدف الى تغيير المعادلة وتغيير المفاهيم، بأن هذا الوطن هو وطن قومي للسكان العرب الفلسطينيين منذ الاف السنين. إنّ تغيير هذه المعادلة يجب ان يكون محليا، اقليميا ودوليا.
فعلى الصعيد المحلي، علينا التركيز على عملية تثقيف واسعة النطاق لأبنائنا بأننا ابناء هذا الوطن واننا لسنا غرباء في هذه البلاد، وعلينا توجيه ذلك ايضا لجيراننا اليهود.
وهنالك الكثير من اليهود في هذه البلاد الذين يمكن ان يتضامنوا معنا لان مثل هذا القانون يعتبر قانون فصل عنصري ويجلب بالتأكيد الابرتهايد، في القريب العاجل، الامر الذي يضر بالشعبين.
يجب على المواطنين العرب العمل على التكثيف في اي انتخابات مبكرة ممكن ان تحدث التصويت، كما عليهم ان يصوتوا لقائمة عربية واحدة، واذا اراد نتنياهو ان يحصل على 40 مقعدا وعلى الرغم من التحقيقات ضده، فإنّ علينا احراز 18-20 مقعدا كي نمنع تنصيبه رئيس للحكومة في المرة المقبلة.
على القائمة المشتركة ان تتعلم العبر و ان تتفق بأسرع وقت ممكن على إقامة قائمة واحدة تجمع اماني العرب في هذه البلاد وتمثل كافة الاطياف والتيارات السياسية، وأن تكون الفترة التي سبقت عبرة ودرس تتعلمه لمواجهة التحديات المقبلة.
أمّا على الصعيد الاقليمي، فمن الصعب تحقيق اي انجاز يذكر من الدول العربية المجاورة، فهذه الدول ضالعة في الصميم في حلف مع اسرائيل لمواجهة ايران وسورية، وتضحي هذه الدول بالقضية الفلسطينية و العرب في اسرائيل، ونراهم يتحدون مع ترامب والذي يعتبر من الد أعداء الامة العربية والاسلامية في القرن العشرين. وتبقى التحديات على الساحة الدولية، وشرح ما يحدث هنا للأوروبيين والآسيويين والمجتمع الدولي هو أمر في غاية الاهمية.
حيث أنّ هذا العمل يجب أن يكون منظما وليس متلفزا كما حدث في مطلع هذا الاسبوع. يجب التحضير لمؤتمرات مشتركة عربية اوروبية واختيار الاشخاص المناسبين للقائهم وشرح ابعاد قانون القومية.
كما أن على القائمة المشتركة العمل بشكل منظم ومنسق مع لجنة المتابعة والعمل على اقامة مؤتمر دولي في هذا الشأن.
وعلينا ألا نسرع ايضا في مثل هذه الاجتماعات، لأنّها يمكن ان تؤدي الى خيبة أمل كبيرة تدعي اسرائيل فيها ان الأوروبيين يتدخلون بشؤونها الداخلية. لا نعرف ماهية اجتماع جرى بين ايمن عودة ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي "موجريني" وماهية المبررات والقرائن التي استعملها النائب ايمن عودة، وهل جلب معه اوراق عمل جديدة كتبت حديثا عن قانون القومية بالغة الانجليزية.
كان على القائمة المشتركة ان تنتظر الالتماس لمحكمة العدل العليا التي قدمته عدالة ليقوم بعدها طاقم عربي بتأليف كتاب اتهام لإسرائيل عن قانون القومية يسمى على غرار ما سمي عام 1898 في فرنسا لكتاب سمي "انني اتهم" لا يميل زولا و الذي شكل في مطلع القرن العشرين لائحة اتهام ضد فرنسا و اتهامها بالعنصرية الفائقة ضد احد مواطنيها اليهود آنذك يدعى " درايفوس" و الذي اتهم بالخيانة ظلما وعدوان.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة