الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 22:02

كل شعب لا يحكمه الا من يستحقه / بقلم: زهير نجاح

زهير نجاح
نُشر: 26/07/18 09:48,  حُتلن: 12:34

زهير نجاح في مقاله:

علينا جميعًا اعادة صياغة خطابنا ليكون أكثر تعبيرًا عن ذواتنا ومنسجمًا مع ما يطرح من قضايا ومستجدات العصر

لن يفيدنا النقد الذاتي مهما كان مسيجًا بالانتماء للدين والوطن اذا بقي محصورًا لتبرير الذات أو مجرد اتهام للاخرين وإدانة لمن لا يوافقوننا الرأي

هل فعلا نستحق هذه الأنظمة المتخلفة بأحزابها الفاسدة ومنظماتها المهترئة بنخبها المنتهية الصلاحية، أو أن الوعي الجمعي لم يعد قادرًا على فرض القيم والاخلاق التي انسلخت منها القيادات المتعفنة الضمير والفاقدة للرؤيا، أم أنه شعور وطن برمته عليه أن يتحسس طريقه ويسعى اليه ومن eم يعمل على تحقيقه!!!!

لن يفيدنا النقد الذاتي مهما كان مسيجًا بالانتماء للدين والوطن اذا بقي محصورًا لتبرير الذات أو مجرد اتهام للاخرين وإدانة لمن لا يوافقوننا الرأي، بل المطلوب أن يسمو النقد الى مستوى التقييم الموضوعي وبواقعية يغلب عليها العقل والتبصر بغرض تقويم اعوجاج الفكر وفساد التصور بحيث لا يجعلنا نجنح لدرجة جعل من الجلاد هو الضحية وفي نفس الوقت لا نبرر للضحية خنوعها وجبنها وأن نعيد النظر في كثير من القيود سواء التي فرضت على مجتمعنا أو فرضناها على أنفسنا ارضاءً لغرورنا بتحسين عيوبنا وتضخيم محاسننا متوجسين من الفتنة أو خوفًا من التفرقة مما يجعله أي النقد يغرق في التبرير ويحيد عن دوره في التغيير.

وهذا ما يفسر موقف النخب التبريري حول أسباب تخلف الامة التي تعود أسبابه كما يتصوره أغلب مثقفي ومفكري العصر الى انعدام الحرية وغياب الديموقراطية وتردي مستوى التعليم، في الوقت الذي نرى تعايش ما بين الدول القمعية الديكتاتورية ومجتمعات غير مؤهلة لتلقي أفكار تلك النخب يكون مطلب التغيير مستعصيًا ان لم يكن مستحيلا. فعوض استنهاض الهمم وقيادة المجتمعات وتوحيدها على مشروع نهضوي لانعتاقها من ظلام الجهل والجبن واجتثاتها من مستنقع التخلف والفقر وتحريرها من قيود العبودية والانتصار لقيم الحرية والعدالة الاجتماعية والحقوق الكونية، اختارت هذه النخب "التي تخلت عن مسؤولياتها الأخلاقية اتجاه الوطن والمجتمع" المسلك السهل الا وهو نقد المجتمعات "الضحية" والتخلي عنها والارتماء في حضن الحاكم "الجلاد" بخطاب مفعم بالاستسلام والذل والجبن والإرتهان وبحجة تلبية حاجات المجتمع الراهنة لينتهي بها الامر الى التبعية التامة للحاكم المستبد أو تبرير تقاعسها ملقية اللوم على هذه الشعوب الغير مؤهلة لأفكارها وليست مهيئة من حيث بنيتها الثقافية والاجتماعية للتفاعل معها ولا تستحق أن تنعم بالحرية والديموقراطية.

لكن في حقيقة الأمر أن ما تخفي هذه التبريرات من عدم أهلية ونضج المجتمعات لتقبل أفكارها التقدمية والحديثة ما هو سوى تعبير عن عجز النخب عن تفعيل الشعار الى ممارسة والأفكار الى أفعال مما يفرض علينا جميعًا اعادة صياغة خطابنا ليكون أكثر تعبيرًا عن ذواتنا ومنسجمًا مع ما يطرح من قضايا ومستجدات العصر الذي يلفظ من يصر على دخوله بلغة قديمة انتهى زمنها وتقادمت مصطلحاتها وتعابيرها.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة