الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 04:02

قراءة في قانون القومية الجديد القديم/ بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 22/07/18 12:35,  حُتلن: 07:43

أحمد حازم في مقاله:

هناك تناقض كبير بين بعض بنود "وثيقة الإستقلال" وبنود "قانون القومية" التي تم الموافقة عليه مؤخراً في الكنيست

في التاسع عشر من الشهر الحالي صادق الكنيست على "قانون أساس القومية" الذي اعتبرته القائمة المشتركة "قانونًا كولونياليًا معاديًا للديمقراطية،عنصري الطابع والمضمون، ويحمل خصائص الأبارتهايد المعروفة". من الناحي العملية، فإن إسرائيل في سلوكياتها السياسية تجاه المواطنين في الداخل الفلسطيني تطبق ما ورد في "قانون القومية" قبل صدوره. أما طرحه على الكنيست والموافقة عليه، فهو مجرد خداع على الطريقة اليهودية لشرعنة ممارسات إسرائيل ضد المواطنين العرب فيها.

رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، صرح بعد المصادقة على القانون، إنه "بعد 122 عاما من نشر هرتسل لرؤيته، فقد تحدد في القانون مبدأ أن إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي"، وكان نتنياهو قد صرح في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي بأن تمرير "قانون القومية"مهمة أولوية له، وهو أحد أهم القوانين التي ستدخل السجل التاريخي لإسرائيل". جتى أن رئيس الكنيست، يولي إدلشطاين، اعتبر المصادقة على القانون "حدثا تاريخيا يحدد إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، ويضمن الحق بالاستيطان للأجيال القادمة".

عندما تأسست دولة إسرائيل، صدر ما يسمى بــ " وثيقة الإستقلال الإسرائيلية" التي تم الإعلان عنها في الرابع عشر من ايار عام 1948. وينص القسم الثالث منها على "إعلان مبادىء الخطوط السياسية لإسرائيل والتي تعتمد (وفق ادعائها) على مبدأ المساواة لكل مواطنيها بدون تفرقة في اللغة واللون والجنس والدين، وتضمن الحرية الدينية واللغة والثقافة والتربية وتصون أماكن العبادة والمقدسات لكل الديانات، وتعتمد المبادىء الحضارية الواردة في مباديء ميثاق الأمم المتحدة" .

وهناك تناقض كبير بين بعض بنود "وثيقة الإستقلال" وبنود "قانون القومية" التي تم الموافقة عليه مؤخراً في الكنيست. ففي الوقت الذي تضمن فيه الوثيقة عدم التفرقة بين المواطنين بمعنى المساواة الكاملة بينهم في كل المجالات، إلا أن البند ( ب) من المباديء الأساسية ينص على "أن دولة إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي، وفيها يقوم بممارسة حقه الطبيعي والثقافي والديني والتاريخي لتقرير المصير" وهذا يعني تجاهل تام للمواطن العربي وحقوقه، ونوع من أنواع التمييز العنصري.أما البند (ج) فينص على أن "ممارسة حق تقرير المصير في دولة إسرائيل حصرية للشعب اليهودي". وهل يوجد عنصرية أكثر من ذلك؟

وفي الوقت الذي يطالب فيه العالم إسرائيل بوقف الإستيطان وباحترام مكانة القدس ،فقد جاء "قانون القومية " ليتحدى العالم ويتجاهل مطالبه، إذ تنص المادة الثانية على "أن القدس الكاملة والموحدة هي عاصمة إسرائيل"، والمادة السابعة تنص على "تطوير استيطان يهودي قيمة قومية، وتعمل الدولة على تشجيعه ودعم إقامته وتثبيته".

وبغض النظر عما يحمله " قانون القومية" فإن ما ورد فيه من صياغات عنصرية ضد العرب ، ليست بجديدة. فقد سبق لقادة إسرائيليين وأن صرحوا بأكثر من ذلك. تقول الباحثة اليهودية الأمريكية جيلارامراز ماريو في كتاب صدر لها باللغة الانكليزية تحت عنوان "العربي في الأدب الاسرائيلي" أن رئيس الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي رفائيل ايتان، ذكر أن ( العرب حشرات بل صراصير يجب وضعها في قارورة معلقة ). أما رئيسة الحكومة الإسرائيلية السابقة جولدا مائير فقد قالت ذات يوم أن ( العربي الجيد هو العربي الميت ). مثل هذه الصياغات وغيرها هي بلا شك موجودة في "التلمود" الذي يؤكد على القومية اليهودية القائمة على العرق والعنصرية والاصطفاء والاختيار والذي ينص على أن (الأغيار) أي غير اليهود ليسوا مخلوقات أو كائنات الهية. وتصريحات إيتان وحولدا مائير تصب في هذا الإتجاه، كما أن مضمون "قانون القومية" يعتمد تعابير مشابهة لما ورد في التلمود، من خلال تفضيل اليهودي على غيره من المواطنين العرب.

في عهد الحكم النازي مارست الفاشية أبشع أساليب العنصرية ضد اليهود، واعتبرت الجنس (الآري) هو الجنس المفضل على الآخرين من البشرية وأن اليهود "سلالة سامة" واعتبرت أن (غير الآري) هم "غير المرغوب فيهم".
الكاتب يؤاف شاحام يقول في مقال له بتاريخ 28 أبريل/ نيسان عام 2014 " لم تجرِ صياغة العنصرية بطريقة واضحةٍ ووقحة أكثر ممّا فعله منظّرو الأعراق النازيون". هذا صحيح أيها الكاتب وأنا أوافقك الرأي. لكن ماذا بشأن تصريحات قادة إسرائيليون حول العرب؟ وماذا عن تعبير "غوي" أي غير اليهودي؟ أليس مرادفاً لتعبير " غير المرغوب فيهم". أي غير المنتمين للجنس الآري؟؟

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 


مقالات متعلقة