الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 04:01

سجل يا تاريخ .. الأشقاء العرب خذلوا غزة/ أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 08/06/18 09:28,  حُتلن: 18:26

أحمد حازم:

مندوب دولة بوليفيا في مجلس الأمن الدولي، ساشا سيرجو، فعل ما لم يفعله أي مندوب عربي في مجلس الأمن الدولي منذ تأسيسه

ماذا سيقول فلسطينيو غزة للتاريخ عن المواقف المخزية للصامتين والمتواطئين والمتآمرين من الحكام (الأشقاء) والحكام المسلمين

الفلسطيني بشكل عام "مغضوب" عليه في كافة الدول العربية التي يحلو للبعض تسميتها "الدول الشقيقة". فكيف يمكن أن تكون هذه الدول (شقيقة) في الوقت الذي تتآمر فيه على بعضها البعض. وكيف يمكن أن تكون شقيقة وهي تأخذ (عملياً) موقف المتفرج مما يحدث للفلسطينيين في غزة من ممارسات قتل ودمار وتشريد تصل إلى محاولات إبادة. فأي (أشقاء) هؤلاء الذين يضطهدون الفلسطيني في ديارهم ويحرمونه من أبسط الحقوق الإنسانية. هؤلاء (الأشقاء) خذلوا الفلسطينيين بشكل عام وأهل غزة بشكل خاص، وكأن الدم الذي يجري في عروق الحكام ليس دماً عربياً. خذلان العرب للفلسطينيين ليس بجديد منذ عام 1948 حتى اليوم، فالتاريخ الفلسطيني مليء بالمواقف المخزية للأنظمة العربية إزاء القضية الفلسطينية.

شعب غزة يقتل وأنتم يا (أشقاء) لا ترون ذلك أو بالأحرى لا تريدون رؤية ذلك. الجيش الإسرائيلي قام بأكثر من 25 عملية عسكرية بتسميات مختلف مثل""الجرف الصامد" و "عمود السحاب" و " الرصاص المصبوب" وغيرها من العمليات التي استهدفت إسكات المقاومة والمناضلين، إلا أن هذه العمليات باءت كلها بالفشل، ولا تزال غزة صامدة مرفوعة الرأس بقوة إيمان رجالها بقضيتهم. الدم الفلسطيني غالي على الشعب الفلسطيني ورخيص عند (الأشقاء). الدم الفلسطيني استفز مسؤولين غير عرب رفعوا أصواتهم عالياً بدافع إنساني وتضامني مع شعب فلسطيني في غزة يتعرض للقتل، لكن هذا الدم الفلسطيني لم يستفز القادة العرب.

مندوب دولة بوليفيا في مجلس الأمن الدولي، ساشا سيرجو، فعل ما لم يفعله أي مندوب عربي في مجلس الأمن الدولي منذ تأسيسه. ففي كلمته التي ألقاها خلال الجلسة التي عقدها المجلس في أعقاب الجريمة في غزة، قرأ المندوب البوليفي أسماء شهداء التظاهرات السلمية في غزة، وخاطب المحتلين قائلاً: "أنتم تقتلون الأطفال والنساء". وبذلك أطلق مندوب بوليفيا صرخة مدوية في مجلس الأمن، صرخة ضمير إنساني كان من المفروض أن يطلقها مندوب عربي.
لم يكتف الدبلوماسي البوليفي بذلك، بل أقدم على خطوة هي الأولى من نوعها في عالم الدبلوماسية على الأقل في في دول (الأشقاء) التي ينتمي إليها المندوبين العرب. فقد توجه في كلمته بالإعتذار من الشعب الفلسطيني بقوله:" سامحونا أيها الفلسطينيون، نحن آسفون لأننا سمحنا لقوة احتلال غاشمة بقتلكم بدم بارد، نحن آسفون لأننا فشلنا في إعادة خمسة ملايين فلسطيني إلى أرضهم السليبة، نحن آسفون لأن دولة عظمى هي أميركا تحمي إسرائيل بقوة السلاح وضعف هذا المجلس الجزار الذي يقتلكم». نعم هذا موقف مشرف والإنسان هو موقف. دولة من أمريكا اللاتينية اسمها بوليفيا (غير شقيقة نظرياً) تعلن عن موقف إنساني مشرف في مجلس الأمن، لكنها (شقيقة عملياً) باتخاذها هذا الموقف.
السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم تقم الدول العربية (الشقيقة) بإجراءات عملية تعبر فيها عن تضامن رجولي وأخوي حقيقي مع شعب غزة؟ لماذا على سبيل المثال لم تطرد سفراء أمريكا من عندها وتسحب سفرائها من واشنطن وتقول للمعتوه ترامب بصوت عال، انها تستنكر جريمة غزة وتطالب بمعاقبة المجرمين. الشعب العربي (الشقيق) يتحمل أيضاً مسؤولية عما جرى ويجري في غزة. ويتساءل أحد الزملاء وبحق: أين الأحزاب والتنظيمات السياسية والنقابات العمالية والحقوقية والقانونية وباقي المهن والأعمال؟ ولماذا هذا الصمت؟!، لماذا لا تقاطع النقابات والاتحادات كافة الشركات والمؤسسات الأميركية؟ لماذا لا تعلن الأحزاب ونقابات العمال عن اضراب تضامن مع الشهداء الفلسطينيين، والامتناع عن تقديم أية خدمات لكل ما هو أميركي في المطارات والموانئ والحدود، إضافة إلى أسئلة عديدة أخرى بحاجة إلى أجوبة.

لا أعرف ماذا سيقول اهل غزة للتاريخ عن خذلان (الأشقاء) وعن ظلم ذوي القرب لهم. ماذا سيقول فلسطينيو غزة للتاريخ عن المواقف المخزية للصامتين والمتواطئين والمتآمرين من الحكام (الأشقاء) والحكام المسلمين. لكني أعرف شيئاً واحداً أن شعب غزة سيقول: سجل يا تاريخ في صفحاتك نحن صامدون.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

 

مقالات متعلقة