الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 08:01

زرتها - بقلم: يوسف حمدان

يوسف حمدان -
نُشر: 31/05/18 21:54

رأيتها قريبةً.. قريبةً
كقُرب هُدبِها من المُقَلْ
رأيتها سخيةَ الحضورِ
في الزمانِ والمدى
فلم أجد دقيقةً من المَلَلْ
رأيتها كريمةَ الوِصالِ
إن مضت لشأنها
غدت قريبةً.. قريبةً
ولم تزلْ..
زيارتي انتهتْ
وقربُها يظلُ حاضراً
إذا أتى المضيفُ أو رحلْ
غيابُها يظلُّ ماثلاً
يذكِّرُ البعيدَ بالأملْ
حضورُها وبُعدُها تزاوَجا
تزاوُجَ الدموعِ والقُبلْ
وبين بُعدِها وقُربِها..
وبين نحلها وزهرها
تؤولُ لسعةٌ إلى عسلْ.
***
رأيتُ نخلَها
وذقتُ قبلَ تمرِها الرُطَبْ
زرعتُ كرمةً على عريشِ دارِها
قطفتُ أطيبَ العِنَبْ
رأيتُ في سطور زرعها الخُضارَ
والضياءَ في ثمارِ برتقالها
كأنها زَهَت بحُلَّةٍ من الذهبْ
ركبتُ موجَ بحرها
فطرتُ في فضائها مع السُحبْ
علَوتُ سطحَ بيتها
لعبتُ مع نُجومِها
رأيتُ كيف تستنيرُ
من ضياء وجهِها الشُهبْ
أكلتُ أطيبَ الرُقاقِ
تحت قُبةِ السماء بعدما
وضعتُ تحتَ صاجِها الحطبْ
أخذتُها إلى مَعالِمِ العصورِ
في القُرى وفي المُدنْ..
رأيتُ في بلادنا
شواهداً على سَوالفِ الحِقَبْ
قرأتُ في صفائح االصخورِ
كيف أخفق الغزاةُ
كُلَّما تكاتفَ العربْ
زيارتي انتهت
ولم أشأ وداعها
فكيفَ للحواسِ
أن تُوَدِّعَ العَصَبْ.

مقالات متعلقة