الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 00:01

الاعلام العبري والنواب العرب تكرار الكذبة حتى تصبح حقيقة/ المحامي يعقوب ابراهيم

المحامي يعقوب ابراهيم
نُشر: 30/05/18 12:19,  حُتلن: 12:06

المحامي يعقوب ابراهيم في مقاله: 

فقط مؤخرا جرت المصادقة بالقراءة الثالثة على مشروع قانون تقدم به النائب د. أحمد طيبي يقضي بوضع أجهزة إنعاش كهربائية في المؤسسات التعليمية العربية واليهودية

يشير استطلاع معهد "ميدچام" الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن العنف والجريمة هما أكثر ما يقلق المواطنين العرب حاليًا. وكان من المتوقع الاعتقاد بأن تثير نتائج هذا الاستطلاع نقاشًا عامًا حول عدد الضحايا المتزايدة وآفة العنف التي تعصف بالمجتمع العربي؛ وأسباب تنامي الجريمة وتحولها إلى وباء مجتمعي فعلي، وحول دور الحكومات الإسرائيلية في ذلك.

لكن لوسائل الإعلام العبرية منطقها الخاص. فقد اعتقدت أن هذه فرصة جيدة لتكرار الكذبة القديمة ضد النواب العرب بغية تقويض شرعيتهم؛ النواب العرب الذين لم يشغلوا أي منصب تنفيذي مطلقًا كوزراء او وظائف عالية في الشرطة ويكادون لا يملكون أية قدرة فعلية على معالجة قضية الجريمة.
استجاب بعض النواب العرب لدعوة المشاركة في برامج إخبارية عبرية حوارية ووقعوا في الفخ. فلقد آمنوا أنه ستتم محاورتهم عن الأوضاع الأمنية في البلدات العربية. كان هذا وصفًا عامًا للمقابلة مع النائب أحمد طيبي في برنامج أخبار القناة الثانية مع رينا متسلياح (17.5.18) "كنا على حق، فعلًا أنتم لا تعملون من أجل الجمهور الذي أرسلكم إلى الكنيست"، استلت رينا متسلياح الادعاء الجاهز والمطلق "أنتم تعملون فقط من أجل الفلسطينيين في غزة ولا تفعلون شيئا من أجل ناخبيكم العرب في إسرائيل".

لنترك للحظة الحقائق ونتوقف عند عمق العنصرية والوِصاية الكامنتين في هذا الادعاء، والذي مفاده: المواطنون اليهود هم ناخبون عقلانيون يرسلون إلى الكنيست قيادات تعمل على تعزيز الأمور التي تعنيهم، بينما ما يدفع العرب هو كل شيء غير عقلاني وهم لا يهتمون لاحتياجاتهم الحقيقية، ولذلك فهم يرسلون مرة تلو المرة إلى الكنيست الأشخاص أنفسهم الذين لا يعملون من أجلهم. هل يحتاج هذا الادعاء إلى دراسة وبرهان؟ بالطبع لا، فهذه كذبة قد أثبتت نجاعتها في الماضي.

عشر دقائق من التقصي (وهو أمر سهل) وصحافة منصفة (وهو أمر أصعب) كان بإمكانهما التوصل إلى المعلومات التالية: من بين 212 استجوابا تقدم بها النائب أحمد طيبي في الكنيست الحالية فقط، 180 استجوابا (أي 85%) كانت حول مواضيع اجتماعية لها تأثير مباشر على جودة حياة المواطنين العرب: التشغيل، التعليم، اللغة العربية، الصحة، العنف في المجتمع العربي وغيرها. كما خصص النائب أحمد طيبي لقضية العنف الحارقة في المجتمع العربي النقاش الأول للجنة الكنيست الخاصة التي بادر إلى اقامتها في موضوع دمج ومساواة المواطنين العرب.

علاوة على ذلك، من بين 423 اقتراح قانون تقدم بها النائب أحمد طيبي في الكنيست الحالة، 399 منها (أي 94.5%) تناولت قضايا المجتمع والحياة: 34 حول قضايا الثقافة والرياضة؛ 38 حول قضايا داخلية؛ 82 حول قضايا العمل والرفاه والصحة؛ 16 حول موضوع الطاقة؛ 62 حول قضايا التعليم؛ 86 حول الاقتصاد؛ 35 حول مواضيع قضائية (الإجراءات والتنفيذ بشكل خاص)؛ 25 السير والمرور؛ 21 البيئة.

بينما 24 من اقتراحات القوانين التي تقدم بها الطيبي في الكنيست الحالية كانت حول قضايا سياسية، من بينها 3 حول الحصار على غزة. أي 5.5% من اقتراحات القوانين التي تقدم بها، وهذا بالفعل جزء من دوره ومن أجل هذا أيضًا أرسله الناخب إلى الكنيست.

وبالمناسبة، فقط مؤخرا جرت المصادقة بالقراءة الثالثة على مشروع قانون تقدم به النائب د. أحمد طيبي يقضي بوضع أجهزة إنعاش كهربائية في المؤسسات التعليمية العربية واليهودية. ولكن حول هذه المبادرة لم يتم سؤال النائب الطيبي في وسائل الإعلام العبرية وهنا تكمن المشكلة: نادرًا ما تعمل وسائل الإعلام العبرية على تغطية النشاطات البرلمانية للنواب العرب والتي لا تنسجم بشكل مباشر من السرد الكاذب المعتمد لديهم. وعندما تقوم وسائل الإعلام هذه فقط بتغطية مشاركة النواب العرب في المظاهرات، أو تغطية تصريحات خلافية، فهي تقدم أنصاف الحقائق وتعمل بهذا على بلورة وعي زائف بخصوص المواطنين والنواب العرب المنتخبين.
 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

 

مقالات متعلقة