الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 02:02

الغاء الاتفاق مع ايران واحتمال زيادة التصعيد الاقليمي - بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 26/05/18 18:20,  حُتلن: 18:21

  سبق إعلان إلغاء الاتفاق الأمريكي الإيراني طلب واضح و قبل أسبوع من اعلان ترامب هذا من بنيامين نتنياهو للعمل على إلغائه و تشديد العقوبات ألاقتصاديه و الدولية على إيران

لم يتريث دونالد ترامب في مسألة الغاء الاتفاق كي يعطي الانطباع بأنه لا يستمع الى نتنياهو و يطبق أوامرة كلمة تلوى الاخرى

إلغاء هذا الاتفاق يعتبر مَطلب سعودياً قويا منذ التغييرات التي حدثت في البلاط السعودي, حيث يرى كافة المحللين ان هنالك تغييرات عمق جوهرية في المجتمع السعودي ,, يمكن ان تؤدي في نهاية الامر الى انهيار النظام السعوديو زوال " اَل سعود " عن دفة الحكم

 لقد اذهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العالم في العاشر من أيار الحالي عندما ألغى اتفاق مبرم بين ايران و خمس دول عضوة في مجلس الامن و المانيا , و المسمى الاتفاق النووي مع ايران1+5 . 
لقد سبق إعلان إلغاء الاتفاق الأمريكي الإيراني طلب واضح و قبل أسبوع من اعلان ترامب هذا من بنيامين نتنياهو للعمل على إلغائه و تشديد العقوبات ألاقتصاديه و الدولية على إيران .
لم يتريث دونالد ترامب في مسألة الغاء الاتفاق كي يعطي الانطباع بأنه لا يستمع الى نتنياهو و يطبق أوامرة كلمة تلوى الاخرى و قام بالغائه على الملئ في واشنطن .
لقد كان خطاب ترامب مماثلا و بشكل كبير لخطاب نتنياهو , و في هذه المطالب الاسرائيليه , نفذ ترامب كلمة بكلمة ما قاله نتنياهو و ما طالب به قبل ذلك نظام الحكم السعودي بقيادة الأمير الشاب الجديد – محمد بن سلمان .
و بإلغاء الاتفاق يمكن القول بأن إسرائيل و السعودية سوية حققوا اكبر انجازاتهم الثنائية و المشتركة ضد النظام الإيراني ’, و كان ترامب قد وعد الإدارتين – الاسرائيليه و السعوديه بالغاء الاتفاق الذي ابرمه اوباما في تموز 2015 و فعلا هذا ما كان .
إن إلغاء هذا الاتفاق يعتبر مَطلب سعودياً قويا منذ التغييرات التي حدثت في البلاط السعودي, حيث يرى كافة المحللين ان هنالك تغييرات عمق جوهرية في المجتمع السعودي ,, يمكن ان تؤدي في نهاية الامر الى انهيار النظام السعوديو زوال " اَل سعود " عن دفة الحكم .
و ما يراه النظام الجديد بقيادة محمد بن سلمان هو تغيير البوصله الداخليه بواسطة التفتيش عن عدو خارجي , المتمثل بايران , و قد رأوا بايران و نظامها العدو المباشر و المطلوب من الولايات المتحده ان تحتويه وتحاربة.
و تشير كافة التقديرات الى ان السعودية كانت تملك احتياط و عائدات مالية تصل الى ثلاث مئة مليار دولار في مطلع عام 2010 , ولكن الامير الشاب الذي صعد و بسرعه الى الحكم ادى الى انهيار كامل في المبنى الاقتصادي و المالي لنظام الدولة السعوديه و ضياع حوالي مئتين مليار دولار من الخزينة السعودية .
لقد خسرت السعوديه احتياطات مالية بنكيه تبلغ المئتين مليار دولار , و هي ما زالت تخسر المليارات من الدولارات في المغامرة اليمنيه الدمويه الفاشلة و صراعها الاقليمي مع قطرحيث يسقط من اليمن اسبوعيا صاروخ بالستي الى الرياض و جزام .
و يأتي صعود ترامب ليطلب منه احتواء ايران و فرض عقوبات قاسية عليها , الامر المكلف للخزانة السعوديه و يشكل عبأ ماليا قويا عليها .
حيث تقول التقديرات الدولية , بأن ترامب استطاع ان يحصل على اسثمارات سعوديه في الولايات المتحده , تقدر ب ثلاث مئة مليار دولار اخرى , و هذه الاموال غير موجوده اصلا في السعوديه وسوف تقتطع من الاقتصاد السعودي المستقبلي .
الامر الذي يؤدي الى تباطأ النمو الاقتصادي و المشاريع الخمسيه المقترحيه في السعودية , و على خلفية هذا الوضع الجديد , قام محمد بن سلمان بعملية اختطاف المال و الثروة السعوديه من كبار رجال الاعمال السعوديين و على رأسهن الوليد بن طلال حيث قام باعتقالهم و حبسهم في فندق " ريتس كارتون في الرياض " الا ان قالو – نعم سندفع ليسد العجز الذي طرأ في الخزانة السعوديه ,و يقدر كافة المحللين , بأن ازمة فندق الريتس و التي اسر فيها حوالي ثلاث مئة رجال سعودي استطاع ان يقتطع حوالي 200 مليار دولار لقد يقدمها هدية لترامب و الاقتصاد الامريكي .
أما اسرائيل و التي ارتأت نفس الرؤية السعوديه , فأنها لم تدفع المليارات الى الولايات المتحدة , بل استطاعت ان تقتطع دعما اقتصاديا و عسكريا من الولايات المتحده بدون ان تدفع اي شيء , حيث اشترطت نقل السفارة الامريكيه الى اسرائيل و عدم الكشف عن اي خطة تسوية مع الفلسطيين في المنطقة , و ان الكشف و الاعلان عن اي سفقة مستقبلية , فيجب ان تكون اقتراحات مؤيدة للجانب الاسرائيلي و تتجاهل كليا الشعب الفلسطيني .
و لقد وافقت السعوديه على ذلك , لكي تكون اسرائيل حليفتها ضد ايران , حيث انه يمكن تشبيه خروج السعوديه من الساحه العربية كخطوة مشابهه لخروج السادات من الاجماع العربي عام 1977 عندما زار اسرائيل و اعترف بها كدولة صديقة على حساب الفلسطينيين .
حيث اخرجت مصر استراتيجيا من حلبة الصراع , و ينطبق ذلك في خضم هذه الايام العصيبه على النظام السعودي , حيث انه خرج من الإجماع العربي , واقام حلفا وثيقا اقليميا مع اسرائيل بدعم استراتيجي امريكي .
أما السؤال الذي يطرح نفسه , هل تستطيع هاتان الدولتين الإقليميتان المدعومتان من ادارة ترامب و سياسة امريكا المقبلة على الافلاس ,بالفعل احتواء ايران و تحييدها اقليميا و القضاء على اقتصادها و نظامها ؟ - و الجواب هو – لا مطلق .
حيث ان ما يفعله هؤلاء اللاعبين هو استمرار دوامة الصراع و العنف في المنطقة , اقليميا ودوليا , و سوف لن تحل القضية الفلسطينيه في القريب العاجل , فاسرائيل ضمنت السيطرة المطلقة على الضفه الغربية و قطاع غزة و منعت اي امكانية لاقامة دولة فلسطينيه عتيده نظرا للدعم السعودي الامريكي لهذه التشابكات القليميه .
و ستمول السعوديه و بشكل غيرمباشر هذه المعادلة و بدعم امريكي لاستمرار الوضع الراهن و المتمثل باحتواء ايران و فرض عقوبات قوية عليها لاشعال حروب إقليميه بين لبنان سوريا و ايران على الحدود الاقليميه مع اسرائيل وما نتوقعه و السيناريوهات المحتملة هو عدم استقرار متواصل في المناطق الفلسطينية و امكانية اشعال حروب اقليميه بين اسرائيل و جارتها .

مقالات متعلقة