الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 06:01

رثاء شاعر الجولان سليمان سمارة/ بقلم: الشاعر موسى نصر

موسى نصر
نُشر: 12/05/18 07:29,  حُتلن: 14:15

المربي والشاعر :
سليمان سماره. 11/5/2018
رحم الله المربي والشاعر : سليمان سماره الذي وافته المنية بحكمها ، فلقد كانت له اليدُ الفضلى بالعطاءِ والوفاء ،ولن أطيلَ قولاً :

بسم الله الرحمن الرحيم
(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ))

جولانُ : هل ينعي القصيدَ رثاءُ ؟
أمْ مُقْلةٌ ذرَفَتْ وفيها عزاءُ ؟

أم قامةُ الشعراءِ فيها وداعةٌ
وتواضعٌ يوحي بهِ الإملاءُ ؟

للشّعرِ عندي مكانةٌ وولاءُ
والعلمُ بحرٌ زاخرٌ معطاءُ

والعمرُ حلمٌ ينتهي برسالةٍ
خُتِمت إذا نادت بها العلياءُ

يبقى الجميلُ إذا زرعتَ بذورَهُ
خصبَ المحيّا يحصدُ الشرفاءُ

يا شاعرَ الجولانِ ، هاكَ قصيدتي
منسوجةً منّي إليكَ وفاءُ

فلكمْ وقفْتَ على المنابرِ ترتقي
وحروفُ شعرِك بلسمٌ ودواءُ

داويتَ من ألمِ الجراحِ ، وموقفٌ
عذب الكلامِ ، تنفّسٌ وشفاءُ

غنيّتَ جولانَ الأشمّ محبةً
فتبرّجت في حسنِهِ الورقاءُ

ولكمْ رسمت الياسمينَ ترابه
راحت تغازلُ غصنَهُ الخضراءُ

وتقمّصت منهُ بهاءَ جمالهِ
وتزيَّنتْ من دُرّهِ الحسناءُ

ونسجْتَ من فصحى البيانِ تميمةً
عقداً تدلّى ، وجنتاهُ ضياءُ

قد كنتَ للجولانِ عنه سفيرهُ
بمحافلٍ يرتادُها البلغاءُ

قد كنت للضّادِ الغيورَ مدافعاً
فَسَنا بشعرِك باؤهُ والياءُ

درّستَ فينا كنتَ نعمَ مُعلّمٍ
صفحاتُهُ قيمُ الهدى وإباءُ

أعطيتَ من إثراءِ فكرِك غلةً
فسبائكُ الإبداعِ فيها نقاءُ

ولكم جمعت من القوافي رحيقها
نَضَحَتْ عبيراً عطرُها الأنداءُ

حرمونُ فاضت وجنتاه بدمعةٍ
لِفُراقِ من فخرَت به الفيحاءُ

وإليكَ من أنسامِهِ وشموخِهِ
ترنو إليكَ عمامةٌ بيضاءُ

قد كنت من أدّى الأمانةَ مخلصاً
واليوم قد حكمَ الحياةَ قضاءُ

ترثيك قافيةُ البلاغةِ مُقلةً
وحفاوةً يتلو لك الإهداءُ

ورحلتَ في سَفَرِ الزمانِ مودِّعاً
إرثاً تركتَ لتفخرَ الأبناءُ

ولِتَعلمَ الأجيالُ أنّك فارسٌ
لبِسَ العباءةَ فاشتهتهُ سماءُ

ولكلِّ صُبحٍ شمسُهُ ونهارُهُ
ليحلّ من بعد الغروبِ مَساء

عظّمَ اللهُ أجركم ، إنّا لله وإنّا إليهِ راجعون .

قرية الغجر - الجولان 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة