الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 21:02

الكذّابون الثلاثة الأسد ونصر الله وخامنئي/ بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 28/04/18 07:38,  حُتلن: 12:18

أحمد حازم في مقاله: 

أنا أستغرب كل الإستغراب كيف يقوم إنسان يتمتع بحس إنساني وأخلاقي ووطني بدعم نظام بشار الأسد، الذي قام بممارسات وحشية أسفرت عن قتل أكثر من نصف مليون سوري

بشار الأسد اعتبر الضربة العسكرية له "انتصارا". هكذا وبكل قلة حياء أعلن النظام السوري بعد الغارة انه انتصر على "الأعداء" 

"إنتصار" الأسد المزعوم يذكرنا بالإنتصار الذي تحدث عنه زعيم حزب الله، حسن نصر الله في حرب تموز عام 2006 حين أعلن من أحد مخابئه عن انتصاره أمام الجيش الإسرائيلي

مواقف نصر الله على الصعيد الفلسطيني كلها دعائية ومجرد أقوال بدون أفعال

علي خامنئي الذي يسمونه في إيران "المرشد الأعلى للثورة الإسلامية" هو بلا شك الرجل الأول في إيران. وهو صاحب الكلمة الفصل في السياسة الإيرانية

جاء في الحديث النبوي الشريف "إذا لم تستح فاصنع ما شئت". وهذا ينطبق بالفعل على بعض الكتاب العرب الذين يستخدمون صياغة "العدوان الثلاثي" على سوريا في إشارة إلى الضربة الأمريكية الفرنسية البريطانية ضد النظام السوري وليس الشعب السوري. وهؤلاء يشبهون الضربة ضد نظام الأسد بــ "العدوان الثلاثي"على مصر عام 1956 . لكن شتان بين "الضربة" والعدوان". فالعدوان على مصر قامت به بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بسبب تأميم قناة السويس والذي كان يعود بالفائدة الكبيرة على الشعب المصري، والضربة العسكرية لبشار الأسد استهدفت تدمير معامل ومخازن الأسلحة الكيماوية ووقف استخدامها ضد الشعب السوري، لتكون عقابا يردع النظام عن استخدام هذا السلاح ضد شعبه مستقبلا. دول العدوان على مصر وجدت أن مصالحها لا تتناسب مع عملية التأميم فشنت العدوان على شعب مصر، أما النظام السوري فقد تمادى وبالغ في قتل شعبه وسفك دمائه باستخدام أسلحة محرمة، فاستحق العقاب.

أنا أستغرب كل الإستغراب كيف يقوم إنسان يتمتع بحس إنساني وأخلاقي ووطني بدعم نظام بشار الأسد، الذي قام بممارسات وحشية أسفرت عن قتل أكثر من نصف مليون سوري، وأكثر من 3 ملايين مصاب بمختلف الإصابات، وتشريد أكثر من نصف سكان سوريا. وأنا أستغرب أيضاً مواقف بعض الإعلاميين العرب من دعم النظام السوري الذي جلب الويلات للشعب السوري، ليس فقط بسبب المأساة التي يعاني منها على مدى سبع سنوات من عمر الحرب، بل ومنذ حكم (الأسدية) أي منذ ما يقارب الخمسين عامًا.

الأنكى من ذلك، أن بشار الأسد اعتبر الضربة العسكرية له "انتصارا". هكذا وبكل قلة حياء أعلن النظام السوري بعد الغارة انه انتصر على "الأعداء" ولا يزال المؤيدون له من عرب وفرس يسمعون "سيمفونية" الإنتصار ويصدرونها عبر فضائياتهم. وقد جاء في مقال لأحد المحللين العرب قس صحيفة "الحياة" اللبنانية"«النظام انتصر على الناس الذين قصفهم بالكيماوي».
الأسد، باحتفاله بالإنتصار المزعوم يعني بدون شك انه احتفل بضرب شعبه بالكيماوي. هذا الإنتصار هو مجرد وهم، لأن المنتصر بالمعنى العسكري هو الذي يشن ضربة ويحقق فيها انتصاراً على عدوه. لكن هنا في موضوع الضربة لنظام الأسد فالأمر عكسي تماماً لأن "المضروب" هو يشار فكيف يمكن لــ " المضروب" أن ينتصر؟؟ إنه انتصار كاذب.

"إنتصار" الأسد المزعوم يذكرنا بالإنتصار الذي تحدث عنه زعيم حزب الله، حسن نصر الله في حرب تموز عام 2006 حين أعلن من أحد مخابئه عن انتصاره أمام الجيش الإسرائيلي. معلومات لبنانية نشرتها الموقع اللبناني الرسمي (www.rebuildlebanon.gov.lb) تقول إن حصيلة الخسائر البشرية للحرب، التي شنتها إسرائيل على لبنان بلغت حوالي 1200 قتيل و4400 جريح، وأدت إلى نزوح أكثر من مليون نسمة عن بيوتهم. وقد قدرت الحكومة قيمة الخسائر الاقتصادية المباشرة الناجمة عن الدمار الذي حصل بـ 2,8 مليار دولار، منها 1,7 مليار ناتجة عن تدمير المباني السكنية والبنى التحتية. والقطاعان الآخران اللذان سجلا أكبر الخسائر المباشرة هما الصناعة والتجارة، فعن أي انتصار يتحدث نصر الله، الذي أعلن هو نفسه بعد الحرب بالقول: " لو كنت أعلم بأن الحرب ستؤدي إلى هذه النتيجة لما قمنا باختطاف الجنود الإسرائيليين، الذين كانوا سببا للحرب.

مواقف نصر الله على الصعيد الفلسطيني كلها دعائية ومجرد أقوال بدون أفعال. هو وحده المستفيد من هذه الدعايات الفارغة المضمون، لأنها مجرد "تجارة" مربحة بفلسطين رأسملها كلام. فبعد إعلان ترامب نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس طلع علينا نصر الله بشعار مخادع جديد: " للقدس رايحن شهداء بالملايين". وبدلاً من أن "يروحو" للقدس ذهبوا لسوريا لدعم الطاغية بشار في مواصلة قتل شعبه.

علي خامنئي الذي يسمونه في إيران "المرشد الأعلى للثورة الإسلامية" هو بلا شك الرجل الأول في إيران. وهو صاحب الكلمة الفصل في السياسة الإيرانية. لكن هذا المرشد، لم ير في أمريكا "الشيطان الأكبر" كما وصفها سلفه "الخميني" لأنه عقد مع هذا الشيطان اتفاقية نووية، ولأنه ساعد الشيطان في ضرب العراق. وما يقوله "السيد" القابع في مدينة "قم" هو االذي ينفذ، لأن أركان النظام يسيرون حسب تعليماته ليس في إيران فقط بل وفي العراق ولدى حزب الله والحوثيين في اليمن. أنصار خامنئي يعتقدون بأن نظريات العالم تسقط أمام معرفته، لكن هذه المعرفة وعلى ما يبدو محدودة، لأنه لا يريد أن يعرف بأن حوالي 27 بالمائة من الشعب الإيراني يعانون من البطالة والفقر والإنحطاط الإجتماعي، وفي بعض المناطق تصل من 30 إلى 40 بالمائة ولا سيما في المناطق غير الفارسية، حسب تقارير أجنبية. ورغم ذلك يكذب خامنئي على شعبه ويدعي بأن الشعب الإيراني يعيش حياة جيدة.
الدجالون الثلاثة: الأسد ونصر الله والخامنئي قلبوا الموازين الأخلاقية والمفاهيم، واستخدموا وسائل التضليل، وهم أشبه بما نسميهم " لعيبة الثلاث ورقات" في الشوارع.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة