أصدرت المحكمة العسكرية يوم امس الثلاثاء حكما بالسجن لفترة 70 يوما على رافض الخدمة الأجباريه إياد غالب سيف من قرية يانوح الجليلية, وذلك بعد إن قام إياد وقبل أكثر من شهر بخلع بزته العسكرية بعد خدمه اجباريه في الوحدة العسكرية في "حرس الحدود", حيث توجه إياد إلى مرؤوسيه طالبا منهم إعفائه من الخدمة لأسباب قوميه وضميريه "لأنه لا يستطيع أكثر إن يوفق بين الخدمة الأجباريه من جهة وبين كونه جزء من عائله اثنين من إخوته فوزي وسلمان سبق ورفضواالخدمه الاجباريه، ووالديه يرفضون الخدمة الأجباريه ويناضلون من اجل إلغائها"، حسب أقوال الوالد غالب سيف.

وتبعا لذلك فقد قام بخلع ألبزه العسكرية وترك وحدته العسكرية ورفض كل المحاولات لإرجاعه للخدمة أو إحالته إلى "طبيب نفساني" لخلق الإيهام وكأن الذي يرفض الخدمة الأجباريه هو من عنده مس من الجنون فقط....!!! وعندما داهمت قوه من حرس الحدود بيت أسرته في يانوح يوم الأحد الفائت في ساعات الصباح الباكرة، قام أهل البيت بما فيهم رافض الخدمة إياد باستقبالهم موضحين لهم إن موضوع رفض إياد للخدمة هو من منطلقات وطنية وضميرية فقط, حيث الأعراف الدولية المشروعة تجيز رفض الخدمة العسكرية من منطلقات ضميرية كما هي حالة إياد: "إذ انه لا يجوز إن يخدم في جيش احتلال يقوم بقتل وقمع أبناء شعبنا الفلسطيني وفي نفس الوقت إن نخدم في صفوفه وان نكون جزء من هذه الجرائم, لذلك نرفض اقتراحات تدعي إلى طمس هذا الموقف ألمبدأي أو الفرار من إمام المواجهة المطلوبة, قضائية كانت أو غيرها" أضاف الوالد المفتخر بابنه وعمله, وبعد سماع هذا الموقف الواضح وعد قائد الوحدة بأن ينقل هذه التفاصيل لمرؤوسيه, وكانت النتيجة إن "تفهم" و"واسطة" هذا الضابط لا مفعول عملي لها سوى الأحكام الجائرة أعلاه.
 وفورا بعد إصدار الحكم بحقه قام إياد بالاتصال بوالديه واخبرهم بتفاصيل المحاكمه، والتي شبهها الوالد "بالدرايفوسية"، معلنا إن معنوياته عاليه جدا وانه يقابل الحكم براحة ضمير من جهة وبسخط على تعسفه وعدم اعتبار سلطات المؤسسة العسكرية لرفضه المبدئي والضميري من جهة أخرى, وقال" إنا مش أحسن من الذين سبقوني في هذه المواقف, كمان اخوي الكبير سبق وسجن لرفضه الخدمة الأجباريه وهم السابقون ونحن اللاحقون, والآلاف من أبناء طائفتي الدرزية الفلسطينية رفضوا وسجنوا لذلك يشرفني الالتحاق بهذه الكوكبه من المناضلين ", وتعقيبا على هذه التطورات قالت والدة إياد السيده سلوى سيف: "عندما قبل إياد الخدمة الأجباريه قبل سنه ونصف، وبتناقض مطلق مع موقفي وموقف والده، انا كأم كنت أكثر المحرجين، ليس لوقوع أي التباس  أو ذبذبه في الموقف, بالعكس موقفنا الرافض للتجنيد ازداد صلابة وقوه, إلا إن قبول إياد للتجنيد الإجباري فاجئنا وكان قراري قبول انخراطه على مضض, إلا إنني كنت على قناعه بان هذه الحالة هي زائلة حتما، إن عاجلا أو آجلا لأني ووالده ربينا أولادنا على حب الوطن والوطنية, واليوم انا غير متفاجئه من موقف إياد الرافض ولا من الحكم الجائر بحقه, لأننا تعودنا إن نأكل اللبطات من هكذا سياسة وعوضنا الوحيد هو مواقف أولادنا المشرفة الرافضة هذه وكل شده حتما زائلة, لذلك انا فخوره بتعديل المسار المبارك هذا وأطالب سلطات الجيش بالإفراج الفوري عن إياد واحترام قناعاته والشرعية الدولية المتمثلة بالحق القانوني برفض الخدمة العسكرية من منطلقات ضميريه كما حالة إياد".
 وتعقيبا على الحدث قال والد إياد السيد غالب سيف عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي: "بالنسبة لي الأمر الطبيعي هو رفض إياد للخدمة الأجباريه, وبعد شهور المعاناة في فتره كبوة هذا الجواد جاء الغيث وتم تصحيح المسار الأمر الذي أثلج صدورنا من جهة, وفي نفس الوقت لا بد من توجيه الشجب والأدانه لسلطات الجيش والتي تدعي بأنها ليست بحاجة لقوى بشرية، لا بل عندها فائض منها وفي نفس الوقت تصدر الأحكام الجائرة هذه ضد رافضي الخدمة الأجبارية الأشاوس هؤلاء, إلا إننا فخورون بأنه وفي هذا الزمن العربي الرديء يقوم أولادنا ويثبتون المرة تلو الأخرى بان العين بتلاطم المخرز، بالحق، وان شعلة التصدي للباطل مرفوعة عاليا وان أولادنا ممن يحملوها لتكون رسالة واضحة للقاصي والداني إن شعبنا الفلسطيني خاصة والعربي عامة دموا ما ببصير مي وان وحدته ونضاله وحقوقه هي أقدس المقدسات ونحن على أتم الاستعداد بالتضحية بكل شيء في سبيل ذلك", وتابع سيف أقواله:" انصح المسئولين بان يخيطوا بغير هالمسله وان يطلقوا سراح إياد وباقي سجناء الحرية لأن الفجر آت ولن يفيدهم لا غطرسة الولايات المتحدة ولا العسكره ولا الدمار الجسدي أو الفكري لأن الليل سينجلي والقيد سينكسر وتحيه صادقه لأياد وكل الرافضين أمثاله".