الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 09:02

غزّة الانسان تستصرخ الضمائر/ بقلم: زهير دعيم

زهير دعيم
نُشر: 02/04/18 12:15,  حُتلن: 12:17

زهير دعيم في مقاله:

مأساة ، تراجيديا تعيش على مسرح الغزّيين ولا تريد ان يسدل عليها الستار. الى متى سيبقى العالم مُتفرّجًا؟ 

الى متى سيبقى الشعب اليهوديّ ؛ هذا الشعب الذي ذاق الأمرّين من الظلم ، سيبقى يحاصر غزّة ويدعو الجوع والعوز الى الاستيطان هناك ؟!

وبكى الطفل الصغير من داخل البيت الصغير المهمل ؛ بكى بكاءً يُقطّع نياط القلوب وصرخ : أريد أن آكل .. أنا جوعان.. أريد طعامًا.
وتغصّ الأمّ وتنفجر بالبكاء وهي ترفع يديها نحو السماء :
" رحماكَ ربّي ، رحماك فالانسان يظلمنا ، والجوع ينهش فلذة كبدي ، التفت يا ساكن العرش ، فابني يموت جوعًا ونحن نموت ظلمًا وقهرًا ومرارةً.

المشهد من غزّة ... مشهد حزين أراه بعين الانسان الذي تجرّد من الطمع وتبرّأ من الانطواء تحت مظلّة القوميّة ؛ كلّ قوميّة، فالانسان انسان في نظري يجوع ويعطش ويتمنّى أن يسعد ويفرح وهو يبني أملًا على أرض الواقع..
هناك في غزّة ، البقعة الثالثة في العالم ازدحامًا بالسّكان إن لم تكن الأولى ، تئنّ وتجوع و" يأكلها" الحصار ويسرح ويمرح فوقها الفقر والعوز والحرمان .
الكلّ هنا وهناك يتفرّج ...يعيِّد ، يسافر ، وما من مدَد او غوث.
أين زعماء العرب وشيوخ الخليج الغاطسين في بحور من الدولارات ؟
هذه الدولارات التي يُبذّرونها جُزافًا في شراء اسلحة الدمار.

أليس الغزّيون اخوة لهم ؟!! أليسوا بشرًا يستحقّون أن نلتفت اليهم ولو بالفتات فنقيتهم ؟!
كتبت لي احدى الغزّيات المسيحيّات على الفيسبوك رسالة خاصّة : " بجاه المسيح ساعدنا ، نموت انا وأولادي من الجوع"!
مأساة ، تراجيديا تعيش على مسرح الغزّيين ولا تريد ان يسدل عليها الستار. الى متى سيبقى العالم مُتفرّجًا؟
والى متى سيبقى الشعب اليهوديّ ؛ هذا الشعب الذي ذاق الأمرّين من الظلم ، سيبقى يحاصر غزّة ويدعو الجوع والعوز الى الاستيطان هناك ؟!
ألم يقرأوا ما جاء في الكتاب المقدّس .
""وَإِذَا نَزَلَ عِنْدَكَ غَرِيبٌ فِي أَرْضِكُمْ فَلاَ تَظْلِمُوهُ. كَالْوَطَنِيِّ مِنْكُمْ يَكُونُ لَكُمُ الْغَرِيبُ النَّازِلُ عِنْدَكُمْ، وَتُحِبُّهُ كَنَفْسِكَ، لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ غُرَبَاءَ فِي أَرْضِ مِصْرَ. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ" (سفر اللاويين 19: 33)

"تَعَلَّمُوا فَعْلَ الْخَيْرِ. اطْلُبُوا الْحَقَّ. انْصِفُوا الْمَظْلُومَ. اقْضُوا لِلْيَتِيمِ. حَامُوا عَنِ الأَرْمَلَةِ (سفر إشعياء 1: 17)..
والغزّيّون ليسوا غرباء انهم اهل البلاد.
ألم يخطر ببال الشعب اليهودي تلك الحقبة من الزمن يوم كانوا نزلاء في ارض الغرباء ؟!!
حان الوقت ان نظلم الظلم ونطرده شرّ طردة.
حان الوقت أن نتصالح من الله أولًا ومع أخينا الانسان ثانيًا ، فنفتح القلوب والجيوب وننعش الضمائر المُخدَّرة ، ننعشها بنفحات الانسانيّة الجميلة .
ما زالت صرخة الغزّيّة تزوبع في ضميري وأذنيّ وعينيّ ...وما في اليد من حيلة .
ما زالت صرخات الجياع هناك تبكي السياج الحدوديّ .
لسْتُ سياسيًّا ولا أريد أن اكون ولكنني أقول وأصلّي : حلّوها كما يحلو للسماء واعطوا للعدل مكانًا، وأعطوا كلّ ذي حقٍّ حقَّه، فالكلّ كما قال سليمان الحكيم قبل اكثر من ثلاثة آلاف عام.." " باطل الاباطيل الكلّ باطل وقبض الريح " ( جامعة 1 : 2 و 1 :"
غزّة الجائعة ؛ المظلومة ....قلوبنا معك.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة