الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 00:02

3 عقبات قد تمنع إنتصار مسيرة غزة/ بقلم: د. ناصر اللحام

د. ناصر اللحام
نُشر: 02/04/18 08:31,  حُتلن: 09:14

د. ناصر اللحام في مقاله:

صاحب القوة العسكرية يفقد ثقته بنفسه ، يخسر جبهته الداخلية ، يخسر الحلفاء . ويبدأ بالتخبط

الأحتلال الإسرائيلي لا يستطيع أن يشكل خطرا حقيقيا على الثورة السلمية . بل على العكس . كلما تعاظمت قوة الظالم كلما أصبحت ثقلا إضافيا عليه

تعدّ المقاومة الشعبية بمثابة ( الضربة القاضية ) لكل نظام دكتاتوري ظالم . وهي الكابوس الذي يرعب قادة الجيوش وأجهزة القمع في أي بلد . إنها الإجتياح الشامل ، والإكتساح الكامل . إنها اللعبة التي تبدأ بسهولة وتنتهي بالإستسلام النهائي .
حفنة من الطلائع ، تقود الجماهير الى الشارع . الى منطقة محددة أولا فتصبح رمزا ، وفورا تتعمد وسائل إعلام الظالم إهمالها ، على أمل ان نظام القمع قادر على تحطيمها بيد واحدة ، ثم سرعان ما يجد القوي نفسه يتوسل لهذه التظاهرات السلمية ان تهدأ ، تفتح القنوات الخلفية والأمامية . ثم تصبح المفاوضات على الهواء مباشرة .
صاحب القوة العسكرية يفقد ثقته بنفسه ، يخسر جبهته الداخلية ، يخسر الحلفاء . ويبدأ بالتخبط ... تستمر المقاومة السلمية في قوة الدفع حتى النهاية . فينهار الحاكم او يهرب او يسقط أو يبكي أو ينتحر .
المقاومة السلمية أقوى من حماس ، وأقوى من منظمة التحرير ، وأقوى من حزب الله .. لأنها تستقطب كل الناس وكل الضعفاء وكل المظلومين . إنها سريعة ونظيفة وحاسمة .
الأحتلال الإسرائيلي لا يستطيع أن يشكل خطرا حقيقيا على الثورة السلمية . بل على العكس . كلما تعاظمت قوة الظالم كلما أصبحت ثقلا إضافيا عليه .. وكلما كانت حركته بطيئة امام الجماهير . فيسقط اولا .
وإنما الخطر الحقيقي على المقاومة الشعبية هو :
- عدم وجود قيادة نموذجية للمقاومة الشعبية .. لان الذي يقودها هم نفس قادة العمل العسكري وهذا لا يجوز .
- عدم وجود شعار سياسي قابل للتحقيق ، لان حركة المقاومة الشعبية لا تزال متعلقة بالدعم المالي من نفس صناديق القوى المسلحة .
- عدم تنظيم تراكم المعرفة ، وتكامل القيادات . فلا تزال القوى تتنافس بخشونة تحبط الجماهير ، ولا تزال التنظيمات تتسابق لقطف الفوز ، والجميع ينزل عن ( جبل أحد ) في كل مرة.

ومن المهم ان نوضح هنا . إن العمل السلمي لا يتنافى مع العمل النضالي واشكاله الأخرى، لكن لا يمكن أن تكون نفس القيادات العسكرية هي نفس القيادات السلمية في نفس الوقت ، ومن يرغب ويؤمن بالعمل السلمي عليه الالتزام بهذا العمل حتى لا تختلط الأمور . وهذا ينسحب على المخصصات المالية لان العمل السلمي لا يحتاج الى أموال وانما يعتمد على المفهوم التطوعي . وكذلك والحضور السياسي .
شهدت فلسطين مؤخرا عدة بروفات ناجحة للعمل الجماهيري السلمي ... وهي قادرة على إختصار المسافات وتحقيق الأهداف بسرعة مذهلة لولا أنها في طور التخبط والحيرة . ولو أنها كانت واضحة للجمهور لإستمرت وانتصرت.

الأمثلة العالمية والاقليمية عديدة .. وهناك ثورات سلمية جرى سرقتها من جماعات وأحزاب وأجهزة أمن وجيوش .. هناك ثورات انتصرت .
ولا ينتصر في المقاومة الشعبية الا من يقود نفسه بنفسه . ولا بد من التذكير بمقولة غاندي الشهيرة :في البداية يسخرون منك، ثم يتجاهلونك، ثم يحاربونك، ثم تنتصر.

رئيس تحرير وكالة معا الاخبارية الفلسطينية 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

 

مقالات متعلقة