الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 11:02

السيسي وبشار عندنا وابن سلمان داخلنا فلماذا نتعامى عن أمثالهم بيننا؟/ بقلم: وديع عواودة

وديع عواودة
نُشر: 28/03/18 11:49,  حُتلن: 15:39

وديع عواودة في المقال:

أنعم الله علينا بنواب يتقاتلون على من يشرب .. وكم يشرب من حنفية الكنيست،قادة أحزاب يتحدثون باسم الكادحين ولا يرونهم عن بعد متر ونص أو يغمطون حقوق عمال من الضفة الغربية يعملون بشركاتهم

من الله علينا بمديري جمعيات أهلية يتمسكون بمناصبهم منذ ظهرت الجمعيات في القرن الماضي ويحولونها هم أيضا لمزارع خاصة حزبية وشخصية وطائفية

نستسهل التندر على زعماء وملوك وأمراء ومهرجين في العالم العربي وننشغل بأكاذيب وألاعيب السيسي المفضوحة ونتعامي عن أمثالهم بيننا : رؤساء يقاطعون جنازة فنانة لأنها لا تعزف على موالهم، نواب في الكنيست من قبل النكبة وقيام إسرائيل، زعيم يقيم حزبا وحركة ويحولها لعزبة ينعم بخيراتها الأخ وابن العم والأخت والصهر.. ولا أحد يعرف ويراقب كم بلغت ميزانياتها ومداخيلها وكيف تنفق.

أنعم الله علينا بنواب يتقاتلون على من يشرب .. وكم يشرب من حنفية الكنيست، قادة أحزاب يتحدثون باسم الكادحين ولا يرونهم عن بعد متر ونص أو يغمطون حقوق عمال من الضفة الغربية يعملون بشركاتهم. بعد ولادة المشتركة بات زملاء الحزب الواحد يتناحرون على مصالح ذاتية تشهد أحزابهم دسائس ومناورات تذكر بعلي وزين العابدين وسياسيون يتحدثون يوما باسم الوطنية والقومية وباليوم التالي باسم الإسلامية وباليوم الثالث باسم الاشتراكية وآخرون ينافقون بالعبرية وبسذاجة صبيانية بعكس ما يباهون به بالعربية. من الله علينا بمديري جمعيات أهلية يتمسكون بمناصبهم منذ ظهرت الجمعيات في القرن الماضي ويحولونها هم أيضا لمزارع خاصة حزبية وشخصية وطائفية. من هؤلاء من استقال " احتراما للديموقراطية وتداول السلطة " فخرج من الباب وعاد من الشباك مستشارا مع زيادة الراتب الذي يكلف الجمعية المسكينة نصف ميزانيتها وكأن حسابه وحسابها " الحال واحد " كما مع محمد بن سلمان. أكرمنا الله بشيوخ يحتفظون بمناصبهم منذ صدرت إيران ثورتها لنا.

ووووووووووووووو الكثير من الرؤساء والمدراء والسؤال لأي حد كانوا سينتفخون ولأي حد سيبلغ جنون عظمتهم لو ملكوا بئرا من النفط وبئرين من الغاز كأمير قطر ؟ سخرنا من رشوة القذافي لساركوزي قبيل الانتخبات الفرنسية وفي العام 2010 زرناه في طرابلس ووقفنا طابورا على عتبة خيمته حاملين جرار النفاق ودلاء الكذب فاتحين جيوبنا لمساعداته. وقتها حثهم على تقديم طلب لتحويل ميزانية بمئات ملايين اليورهات لبناء جامعة ومسرح وطني ومكتبة وطنية لكننا تدافعنا طالبين إكراميات لنا أو لحزبنا أو حركتنا.

قبل سنوات طويلة كان رئيس مجلس محلي في قرية جليلية قد ثبت في واجهة بناية المجلس البلدي لوحة رخامية نقش فيها " شيد هذا المجلس في عهد فخامة الرئيس" فلان". وقتها تساءلنا كيف كان رئيسنا هنا سيتصرف لو امتلك بئرا من النفط أو بحر من الغاز كما الحال لدى الرؤساء العرب ؟ قاربنا وقتها بين رؤسائنا ورؤسائهم وكما الأمس اليوم أبضا خلاصة مثيرة فهل تغيرت أحوالنا من وقتها؟ أم أننا، أصحاب حق الاقتراع، مصرون على تحويل الانتخابات البلدية الوشيكة لـ "أيام عرب" القرن الواحد والعشرين يصب المتنافسون فيها الزيت على نارها لغاية في نفوسهم وبعدها نكتشف لدغتنا الجديدة؟ هل نغير ما في أنفسنا هذه المرة فنختار من لا يتطلع للسلطة وللتمثيل السياسي البرلماني بقرة حلوبا أو دجاجة من بيضها السمين يأكلون أم فرصة للعطاء والخدمة والتطوير؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

 

مقالات متعلقة