الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 08:02

بيروت التي كانت/ بقلم: يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 16/02/18 08:23,  حُتلن: 15:46

بيروت التي كانت
بيروت التي كانت منارَتَنا
ونافذةً إلى الدنيا
ليقظتِنا..
وكبوتِنا..
لم يبق فيها
ما يكَفكِفُ دمعَنا..
صرنا نخبئُ حُبَّ ماضينا
صارت تُجافينا
لكنها
تبقى طوال العمر فينا..
ما عاد في بيروت شاطئُنا
ومطعمُنا ومقهانا..
ورَبُّ المالِ
صار الآمر الناهي
فشرَّد أهلَها وزهورَها
وفنَونها..
متاجرُها العريقةُ
مزَّقت أثوابَها
وتنصَّلت من روحِها
ما عاد الزمانُ زمانَها
وكأن تاريخاً مديداً
غاب عن أنظارنا..
هَجَر المكانَ
وخانَ ماضيها
صِرنا يتامى
نعاقرُ نهدَها
فتردُّنا حتى تُهيءَ
للرضاعةِ غيرنا..
سورٌ يسدُّ البحرَ
عن شُرفاتِها..
حدائقُها أخْلت أماكِنها
لمرائبِ العرباتِ
والأبراج التي سرَقت
شُعاعَ الشمسِ مِنّا
ماذا فعلنا
كي يخبئَ شارعٌ عنَّا
مناقيشَ الصباحْ؟
مقهى الرصيفِ
بلا رصيفْ..
لا ضيفَ فيه
ولا مُضيفْ..
صارت تجافينا
لكنها
تبقى طوالَ العمر فينا
***
يا ويحها بيروتُ
أعرفُ عُذرَها
الناسُ ليسوا أهلها
ثرواتها مُوَزعةٌ
على جُزرٍ مُرفَّهةٍ
تحصِّنها التجارةُ
والسياسةْ
مسوَّرة بأحزمةٍ من الفقرِ
المبطَّن بالتعاسةْ..
أين المطابعُ والجرائدْ؟
ليس طعامَنا
هذا الطعامُ على الموائدْ
ليس هواءَنا هذا الهواءْ
وفيصلُ صار مكدانولد!
آه يا فيصل!
بيروتُ عودي كي نعودَ
إلى براءةِ حُبِّك الأولْ
عودي لوجهك كي نعودَ
لوجهِنا الأجملْ.

يوسف حمدان - نيويورك

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة