تمكن الجيش التركي وحلفاؤه من الفصائل منذ بدء الهجوم قبل 12 يوماً من السيطرة على 11 قرية الى تلة برصايا الاستراتيجية المشرفة على مدينة كلس التركية وأعزاز السورية.
تواصلت أمس المعارك العنيفة التي تخوضها القوات التركية والفصائل السورية المعارضة ضد المقاتلين الأكراد في منطقة عفرين بشمال سوريا، موقعة مزيداً من الضحايا ومتسببة بنزوح سكان القرى الحدودية هرباً من الغارات الكثيفة. وقال مراسل إن وتيرة القصف اشتدت منذ الثلثاء في محيط مدينة عفرين مقارنة بالأيام الأخيرة. وأعلن مسؤولون أكراد عن قصف بالصواريخ استهدف حي الاشرفية في مدينة عفرين، تسبب باصابة 12 شخصاً بجروح.
تصوير: رويترز
وتحدث "المرصد السوري لحقوق الانسان" عن "معارك عنيفة بين الطرفين تركزت في منطقتي جنديرس وراجو، حيث تمكنت القوات التركية والفصائل من السيطرة على قرية شنكال الحدودية"، الواقعة شمال غرب مدينة عفرين.
واستقدمت القوات التركية بعد منتصف ليل الثلثاء، كما قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، "تعزيزات عسكرية جديدة تضم مقاتلين وآليات الى شنكال، في محاولة لتثبيت نقاط سيطرتها ودعم قواتها".
وأوضح أن المعارك بين الطرفين في الشريط الحدودي بين عفرين وتركيا من جهتي الشمال والغرب تزامنت مع "قصف عنيف طاول مناطق الاشتباك وغارات تركية استهدفت ناحيتي بلبلة (شمال عفرين) وجنديرس (جنوب غربها)". وافاد مسؤولون أكراد أن صواريخ سقطت على مدينة عفرين التي لا تزال بمنأى نسبياً من المواجهات وأوقعت 12 جريحاً.
وعلى رغم نفي تركيا استهداف المدنيين في عمليتها العسكرية، تستقبل مستشفيات مدينة عفرين يومياً الضحايا من قتلى وجرحى.
وداخل مستشفى عفرين الرئيسي في المدينة، تسلّم أفراد عائلة الثلثاء جثة والدهم العجوز بعدما قتل جراء القصف قبل أيام. ووضعت امرأة رأسها على النعش وهي تبكي بحرقة. وعلى مسافة أمتار، استشاط رجل في الثمانينات غضباً بعدما قتل 12 فرداً من أسرته بينهم حفيداه الرضيعان جراء القصف التركي الذي نجا منه بأعجوبة. وقال للصحافيين وهو يصرخ: "كل العالم يعرف ماذا يحصل هنا. كل العالم يعرف أن المدنيين يموتون".
وأضاف وهو مضمد اليدين والرأس : "نحن دواعش عفرين، طفل عمره أربعة أشهر وآخر تسعة أشهر. نحن دواعش عفرين". وتسبب القصف التركي منذ بدء الهجوم بمقتل 68 مدنياً على الأقل بينهم 21 طفلاً، استناداً الى حصيلة جديدة للمرصد. لكن تركيا تنفي ان تكون عملياتها تستهدف المدنيين، مؤكدة انها تستهدف المواقع العسكرية للمقاتلين الأكراد.
وقال وزير الدفاع التركي نور الدين جانكلي أمام مجلس النواب الثلثاء إنّ العملية العسكرية "لم تلحق أضراراً بالمدنيين" في منطقة عفرين. وقتل جراء المعارك والقصف منذ بدء الهجوم 91 على الأقل من المقاتلين الاكراد مقابل 85 من الفصائل السورية المعارضة، استناداً الى حصيلة للمرصد السوري. وأقرت تركيا بمقتل سبعة من جنودها. وأعلنت مسؤولة في الامم المتحدة امام مجلس الامن الثلثاء ان المعارك المستمرة دفعت 15 ألف شخص الى النزوح داخل منطقة عفرين.
وتمكن الجيش التركي وحلفاؤه من الفصائل منذ بدء الهجوم قبل 12 يوماً من السيطرة على 11 قرية الى تلة برصايا الاستراتيجية المشرفة على مدينة كلس التركية وأعزاز السورية.
تصوير: رويترز