الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 21:02

قصة الثعلب المخادع للأولاد الشطّار

كل العرب
نُشر: 18/01/18 14:54,  حُتلن: 13:53

 حبَ الصيادُ حَمَدٌ ابنَهُ فيصلاً إلى الغابَةِ لاصطيَادِ الأرانبِ..
وفي الطّريقِ رأى فيصلٌ أرنباً يقفزُ بينَ نباتاتِ الحقولِ فأشارَ إليْهِ قائلاً لأبيهِ: انظُرْ يا أبي.. إنّهُ أرنبٌ سمينٌ ..
التفتَ الصيَّادُ حمدٌ نحْوَ الأرنبِ وصوَّبَ بندقيّتَهُ، ولكنَّ أحدَ الثّعالبِ سبَقَهُ وانقضَّ على الأرنبِ واصطادَهُ وفرَّ هارباً مِنَ المكانِ بسُرعةٍ..


صورة توضيحية

شعرَ فيصلٌ بالخسارَةِ لضياعِ الأرنبِ، وحزنَ لذَلكَ، ثم قال الأب: سأذكُرُ لكَ قصَّةً جميلةً عن الثّعلبِ ومكرهِ وحيلتهِ ....
جلسَ فيصلٌ مع أبيهِ تحتَ ظلِّ شجرةٍ، فقالَ أبو فيصلٍ:
في قديمِ الزَّمانِ كانَ ستةٌ منَ الرِّجالِ في سفرٍ، وعندَ الغُروبِ نزلُوا لصلاةِ المغربِ وتناولِ الطّعامِ، وكان معهُمْ دجاجتانِ، وبعضُ الخبزِ، فوضعُوا الطَّعامَ على الأرضِ وقامُوا لأداءِ الصَّلاةِ أولاً .. وبالفِعْلِ أقَامُوا الصَّلاةَ وبدأ الإمامُ بالتلاوةِ .. وبينَما كانُوا في صَلاتِهِمْ جاءَ ثعلبٌ خِلْسةً وسرقَ دجاجةً وهربَ بسُرعةٍ قبلَ أنْ ينتهوا منَ الصَّلاة..
صاحَ فيصلٌ قائلاً: أخذَ الثّعلبُ دجاجةً كاملةً ولمْ يُبقِ لهُم غير دجاجة واحِدةٍ ..
ابتسَمَ أبو فيصلٍ وقال : نعَمْ يا بُنيَّ .. وليسَ هذَا فقط ..
قالَ فيصلُ : وماذَا فعلَ غيرَ ذَلكَ يَا أبِي ؟
اعتدلَ أبو فيصل، وقالَ: عندماَ اكتشفَ الرِّجالُ أنَّ الثعْلبَ سرقَ دجاجةً مِنْ طعامهِمْ حزِنُوا، وجلسُوا يفكرونَ كيفَ يقومُونَ بقسْمةِ الدجاجةِ الباقيةِ على ستَّةِ أشخاص .. وبينما هُمْ كذلكَ إذْ أقبلَ الثعلبُ وفي فمهِ كيسٌ ملفوفٌ كأنّهُ الدَّجاجةُ ..
عندَهَا نهضَ الجميعُ، وركضُوا خلفَ الثعلبِ لتخليصِ الدَّجاجةِ منهُ .... ولكنَّ الثعلبَ كانَ يهربُ ثُمّ يقفُ حتّى يلحقُوا بهِ، ثُمّ تركَ لهُم الكيسَ فأقبلُوا نحوهُ فرحينَ وهُمْ يظنّونَ أنّ الدجاجةَ بداخلهِ ..
فيصل: وهل وجدُوا الدَّجاجةَ بالفعلِ يَا أبِي؟
أبو فيصلٍ : كلاّ يَا بُنيَّ .. فقدْ كانتْ حيلةٌ منَ الثعْلبِ ليبعدَهُمْ عنْ طعامِهِِمْ ويعودَ إليهِم ليأخُذَ الدَّجاجةَ الأخرى ..
فيصَل: وهلْ أخذَ الدَّجاجةَ الثانية منهُمْ ؟
أبو فيصلٍ : نعَمْ يا بُني .. فقدْ عادَ إلى مكانِ الطعامِ فلمْ يجدْ عندَهُ أحداً فأخذَ الدّجاجة الثانية ومضَى .. بينَما شعرَ الرّجالُ بالخيبةِ والخُسرانِ عندما وجدوا الكيسَ فارغاً لا شيءَ فيه، ولكنَّ شعورهُم بالخسارة كانَ أكبرُ عندمَا رجعُوا إلى طعامِهِمْ فلمْ يجدُوا غيرَ بعضِ أرغفةِ الخبز دونَ دجاجٍ، وأدركوا عندَهَا أنّ الثعلبَ خدعَهُمْ وأخذَ الدّجاجةَ الثانية..
لمْ يكدْ أبو فيصلٍ ينتهي منْ قصَّتهِ حتَّى مرَّ أرنبٌ آخرَ بالقربِ منهُ، فأسرعَ إلى بندقيّتهِ وصوَّبها نحوه، وأطلقَ الرصاصَ عليه فاصطادَهُ، ولكنّهُ قبلَ أنْ ينهضَ إليهِ شاهدَ الثعلبَ يُسرعُ نحو الأرنبِ لكيْ يسرقهُ منْه، عندَهَا أطلقَ عليهِ الرصاصَ ففرّ منَ المكانِ هارباً دونَ أنْ يستطيعَ أخذَ الأرنبِ ..
أسرعَ فيصلٌ وأحضرَ الأرنبَ لأبيهِ بسُرعةٍ قبلَ أنْ يعودَ الثّعلبُ، ويخدعهم كما خدعََ الرجال الستَّة. 

مقالات متعلقة