الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 18:01

قصتنا اليوم للحلوين: أرنوب والقط اللهلوب

كل العرب
نُشر: 29/12/17 18:33,  حُتلن: 13:34

ذات يوم خرج أرنوب في رحلة لصيده وبعد مسيرة يوم كامل لم يستطع أن يصيد سوى قطتين توءمين .. فقال لنفسه : لا بأس .. وأخذ القطين عائدا إلى البيت ، و كان القطان يُشبهان بعضهما تمام الشبه، دفع ارنوب الی زوجته أحد القطین وقال لها : احتفظى بهذا القط فى البيت، وجهزی لنا غداء دسما، سيزورنا اليوم تعلوب ويجب أن نحتفل به ونكرمه جيدا، وقبل أن يغادر المنزل قال لزوجته : عندما يسألك تعلوب من الذي أخبرك بقدومه، أريه القط وقولي له هو من أخبرني بذلك.


صورة توضيحيّة

ومضى أرنوب يحمل القط، فقابل تعلوبا عند مزرعته، فلما رآه تعلوب، ورأى القط في يده سخر منه قائلا : ماهذا يا أرنوب؟ هل انتهت ألاعيبك، فرحت تتسلى بصيد القطط، لترعب بها الفئران؟ فقال أرنوب : بدلا من السخرية، كان من المفترض أن تسألني عن هذا القط.. إنه ليس قطا عاديا لصيد الفئران، فأطال تعلوب النظر إلى القط، ثم قال له : وأي ميزة فى هذا القط تميزه عن بقيّة القطط ؟ فقال أرنوب : إنه قط مدرب ... و کل ما آمره به ينفذه في الحال.

فقال تعلوب : يالك من مُخادع کذاب يا أرنوب . . ألن تكف عن حيلك وألاعيبك آبدا ؟ وقال أرنوب : هل تريد أن أريك مهارته وشطارته ، لأثبت لك أنه قط مُطيع ينفذ ما يطلب منه في الحال ؟ فقال تعلوب : أرید أن أری بعیني لکي أصدق، مال أرنوب على أذن القط : أسرع يا خفيف الساقين إلى البيت، وقل لزوجتي أن تعد طعام الغذاء، لأنني دعوت تعلوبا ليتغذي عندنا، ثم أطلق القط من يديه، فقفزالقط بکل قواه، غير مصدق أنه مطلق السراح، ثم اختفى بعيدا.

وبعد ساعة قال أرنوب لتعلوب : هيا بنا الی البیت ، فالا بد أن الطعام الشهي في انتظارنا، فرفع تعلوب قبضته في وجه أرنوب مهددا : سأذهب معك إلى البيت ولكن لو كانت هذه خدعة جديدة من خدعك فسوف ألقنك درسا قاسيا، وسارا مع إلى بيت أرنوب، وطوال الطريق لم يكف أرنوي عن امداح مهارة القط اللهلوب، وفی البیت فوجئ تعلوب بمائدة عامرة فیها أشاهی أنواع اللحوم فی انتظاره ، فانقض علی الطعام يأكل حتى شبع تم استرخی في جلسته، وقال لأرنوب : سأنسی کل ما بیننا من خصام ، وأغفر لك كل خداعك السابق فی سبیل هذا الطعام الفاخر .

فقال أرنوب : أتمنى ذلك ..وجاءت زوجة أرنوب حاملة طبقا کبیرا به فاكهة، قدمته للضيف، فنظر إليها تعلوب قائلا : خبرینی یا زوجة صدیقی أرنوب، من الذي أخبرك أن زوجك قادم ومعه ضيف ؟ فاختفت زوجة أرنوب في الداخل، وعادت تحمل القط الذی سلمه لها زوجها قائلة : هذا القط هو الذي أخبرني بقدوم زوجي ومعه ضيف، وطلب مني إعدادطعام فاخر إنه قط ذكي ومدرب، وراحت تمسح فروة القط بيدها في حنان بالغ، تبدلت ملامح تعلوب على الفور وراح ينظر إلى القط ثم مال على أرنوب هامسا فى أذنه وقال : عندي أمر هام أريد أن أحدثك فيه على انفراد.

وعندما أصبحا وحیدین قال له : لقد کان غداؤك رائعا، ولكن قطك أروع .. سامحنى لأني اتهمتك بالمخادع دون تبصر، فقال له أرنوب : إننى أسامحك، ولكن لا تتسرع فى حكمك على الأشياء بعد الآن، فقال تعلوب : بكم تبيعنى هذا القط يا صديقى ؟ فقال أرنوب : ولکنه لیس معروضا للبیع...! إنني أحتفظ به لنفسي فقال تعلوب : ولکننی أعرض عليك أي ثمن تطلبه.. فقال أرنوب : ما دام قد أعجبك فخذه لتتفاخر به أمام أصدقائك ، ولکن کم ستدفع فیه ؟ مائة خروف ؟ فقال تعلوب : هذا کثیر جدا ...فقال أرنوب : سأخذ ثمانين..وظلا يتساومان حتى اشتراه تعلوب بخمسين خروفا، و هو لا یدري أنه اشتری قطا عادیا.
 

مقالات متعلقة