الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 20:02

يوم أسود على إسرائيل وعلى أمريكا/ بقلم: رامي محاميد

كل العرب
نُشر: 17/12/17 14:58,  حُتلن: 08:21

رامي محاميد في مقاله:

عندما اصبح الصدام بين ترامب والقضاء الامريكي اقوى بخصوص قضية تدخل روسيا بالانتخابات الامريكية كان انتقام ترامب اقوى من خلال انهيار السياسة الخارجية لأمريكا

اعلن ترامب بالقدس عاصمة اسرائيل ولم يعترف بالقدس الموحدة عاصمة اسرائيل والفرق هو ان حكومة اليمين الاسرائيلي ارادت من ترامب اعتراف بان القدس الموحدة عاصمة اسرائيل وهذا ما لم تحصل علية حكومة اليمين الاسرائيلي

قرار ترامب واضح لن اتدخل في تقرير مصير القدس مثل الحدود وهذا اثبات واضح بانه ليس معني بان تكون امريكا الراعية ما يسمى عملية السلام بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي 

جميع النقاط بخطاب ترامب تثبت بأنّ ترامب اراد الانتقام من المؤسسة الامريكية ومن خلال تدمير السياسة الخارجية الامريكية والكل يعلم بأن حل دولة لشعبين هي نهاية دولة اسرائيل

في يوم 06.12.2017 أتى اعلان ترامب بأنّ القدس عاصمة اسرائيل مع مرور 100 عام على وعد بلفور، فكان الرد من جميع القيادة الفلسطينية والعربية أنّ هذا اليوم هو يوم اسود وبنفس الوقت، ولكن الحقيقة هي أنّ هذا اليوم هو يوم اسود على اسرائيل وأمريكا! لنعرف كيف ذلك، يجب اولا علينا أن نعلم حقيقة اتخاذ مثل هذا القرار ومن هنا سأعرض على حضرتكم هذه سلسلة تحليلي الشخصي، الذي ادى الى اتخاذ القرار الرئيس الامريكي ترامب باعترافه بالقدس عاصمة اسرائيل.

بتاريخ 08.11.2016 فاز ترامب برئاسة الولايات المتحدة الامريكية وقد اتخذ ترامب من خلال حملته الانتخابية بأن سياسته الداخلية اهم بالنسبة له من سياسته الخارجية للولايات المتحدة الامريكية وعلى سبيل المثال بأنه وعد بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس وهذا الوعد هو طبيعي من مرشحين الحزب الجمهوري والديمقراطي في الانتخابات الامريكية ولكن التحقيق بقضية تدخل روسيا بالانتخابات الامريكية وضعت ترامب بوضع محرج وأصبحت القضية هي صدام بينه وبين مؤسسات القضاء الامريكي، وهنا اتخذ ترامب قرار بالمواجهة مع القضاء الامريكي وبدأ استغلال منصبه بالقضاء على سياستها الخارجية للولايات المتحدة الامريكية وهذا الشيء كان واضح من خلال حملته الانتخابات وفي اول لقاء بين ترامب لنيتنياهو في البيت الابيض في شهر فبراير من العام الجاري اوضح ترامب بأنه ليس مهتم بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي لهذا السبب اخبر نيتنياهو بأنه ليس له مانع بأن يكون الحل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي بقيام دولة او دولتين لشعبين وقبل ستة اشهر كان وضع ترامب محرج لانه وقع على تأجيل نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس من خلال هذا القرار بدأ ترامب يتخذ قرار بالانسحاب من منصب الراعي الرسمي لما يسمى عملية السلام بين فلسطين واسرائيل لان سياسته الخارجية كانت واضحة لن تكون الراعية لما يسمى عملية السلام لكي لا يكون له أي احراج اخر بخصوص نقل السفارة الى القدس.

عندما اصبح الصدام بين ترامب والقضاء الامريكي اقوى بخصوص قضية تدخل روسيا بالانتخابات الامريكية كان انتقام ترامب اقوى من خلال انهيار السياسة الخارجية لأمريكا، على سبيل المثال اعتراف مستشار الأمن القومي السابق للرئيس ألأميركي مايكل فلين على انه كذب ومع اقتراب التوقيع على تأجيل نقل السفارة الامريكية الى القدس ورفض ما تسمى مسودة لمبادرة ترامب للسلام عجل من اتخاذ هذا القرار باعتراف القدس عاصمة اسرائيل
الرئيس ترامب قال بانه هو اول رئيس امريكي يتخذ هذا القرار بعد عقدين من الزمن ورفض الرؤساء الامركيين السابقين لاتخاذ مثل هذا القرار وانه ويوفي بوعده للناخبين ولكن الحقيقة هي بانه اراد تدمير السياسة الخارجية الامريكية بانتقام على تعامل القضاء الامريكي معه بقضية تدخل روسيا بالانتخابات الامريكية لان السياسة الخارجية الامريكية كانت واضحة لا نقل لسفارة الامريكية الى القدس لكي لا يتم اعتراف بالقدس عاصمة اسرائيل ولكي لا يكون سبب رئيسي لتدمير ما يسمى عملية السلام ومن هنا لو حللنا خطاب ترامب باعترافه بالقدس عاصمة اسرائيل سنفهم بانه دمر كليا السياسة الخارجة الامريكية وهدد امن اسرائيل كليا من خلال القضاء على ما يسمى دولتين لشعبين .

ترامب لم يعترف بالقدس عاصمة اسرائيل
1- اعلن ترامب بالقدس عاصمة اسرائيل ولم يعترف بالقدس الموحدة عاصمة اسرائيل والفرق هو أن حكومة اليمين الاسرائيلي ارادت من ترامب اعترافا بأن القدس الموحدة عاصمة اسرائيل وهذا ما لم تحصل علية حكومة اليمين الاسرائيلي، وعلى سبيل المثال ترامب في خطابة ذكر الحرم الشريف وكان المقصود عن الاقصى وهذا لم يعجب اليهود المتطرفين.
2- قال بأن مؤسسات الرسمية للنظام السياسي الاسرائيلي موجود في القدس وهذا صحيح موجود في القدس الغربية وهذا ليس اعتراف واضح من ترامب بان القدس الموحدة عاصمة اسرائيل وانما يلمح ان عاصمة اسرائيل هي القدس الغربية .
3- قال ترامب امرت وزارة الخارجية ببدأ التجهيزات لنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس وبنفس الوقت وقع ترامب على تأجيل نقل السفارة الامريكيه وهذا الشيء يعني حسب قرار الامريكي اولا وقف تنفيذ نقل السفارة وثانيا على وزير الخارجة الامريكي ان يقوم بنفسه بتنفيذ نقل السفارة والمعروف بان الوزير الخارجية الامريكي تلرسون تقريبا غير موجود وهذا دليل بان وزارة الخارجية الامريكية لا تستطيع ان تواجه قرارات ترامب في ما يتعلق بسياسته الخارجية وهذا جزء من انتقام ترامب بتدمير السياسة الخارجية الامريكية وهذا يعني سيأخذ سنين طويله لتنفيذ النقل واحتمام لا يتم الامتحان الحقيقي بعد ستة اشهر من الان هل سيتم التوقيع على تأجيل النقل ام لا ؟ .
4 – قرار ترامب واضح لن اتدخل في تقرير مصير القدس مثل الحدود وهذا اثبات واضح بانه ليس معني بان تكون امريكا الراعية ما يسمى عملية السلام بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي وهذا دليل على تدمير السياسة الخارجية الامريكية واعطاء الفرصة لأوروبا بان تحل مكان امريكا راعية السلام هذا ما لا تريده اسرائيل.
5- بخصوص عملية السلام قالها بخطابه بأن امريكا ستدعم أي حل كان حل الدولتين او حل الدولة واحدة اذا ارادوا ذلك وهنا يلمح بانه لا يملك أي مبادرة سلام بتاتا.

جميع النقاط بخطاب ترامب تثبت بأنّ ترامب اراد الانتقام من المؤسسة الامريكية ومن خلال تدمير السياسة الخارجية الامريكية والكل يعلم بأن حل دولة لشعبين هي نهاية دولة اسرائيل، وهذا يهدد الأمن القومي الامريكي ومن خلال خطاب ترامب اعطى الامل لشعب الفلسطيني بحل الدولة الواحدة لشعبين وهذا ما لا تريده امريكا واسرائيل لهذا السبب لم يحتفلوا القيادة السياسة الاسرائيلية بهذا الاعتراف بان القدس عاصمة اسرائيل الا نتنياهو كذالك الامر المؤسسة العسكرية الاسرائيلية لم تكن متوقعة مثل هذه الضربة وهنا لا حل امني لدفاع عن مستقبل اسرائيل بعد خطاب ترامب بخصوص القدس عاصمة اسرائيل وهكذا اصبحت المؤسسة العسكرية الاسرائيلية جزء من الصراع الامريكي الداخلي.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة