الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 11:01

لنقرأ قصة أمنية تعود طفلة صغيرة

كل العرب
نُشر: 09/12/17 12:10,  حُتلن: 07:33

عندما تكبرين ماذا تنوين أن تكوني ؟ سؤال اعتادت المعلمة عبير ان تطرحه علي طالباتها في الحصة الأولي من كل عام دراسي بعد أن تتعرف علي أسمائهن، ضحكت المعلمة والطالبات من بعض الاجابات الطريفة والغريبة، فميمونة تود أن تكون طبيبة بيطرية لأنها تريد ان تعالج قطتها فراولة التي عانت من مرض مفاجئ قبل شهر، وشهد تتمني ان تكون سائقة باص روضة لأنها تحب الاستمتاع بصخب الاطفال الجميل وأناشيدهم الصباحية العذبة، اما ياسمين فتنوي ان تصبح قبطان سفينة لأنها تحب البحر وتهوي السفر والسياحة.


صورة توضيحية

وعندما وصل الدور الي أمنية صمتت قليلاً ثم قالت : لا جواب لدي، سألتها المعلمة عبير : لم يا ابنتي ؟ هل لأنك لم تقرري بعد ؟ اجابت امنية : لا بل لأنني ببساطة لا اريد أن اكبر، قالت المعلمة : لكن قطار العمر يا يتوقف يا حبيبتي، هل تظنين أنك ستبقين في سن الثالثة عشرة الي الابد ؟ قالت امنية : لو كان بيدي لما رغبت أن اغادر سن السادسة، لأني أحب كل شئ في طفولتي، وهو يريدون ان يبعدوني عنها بحجة أنني كبرت .

سألتها المعلمة في تعجب : هل هذا لغز ؟ عمن تتحديين يا ابنتي ؟! اجابت امنية : قبل افتتاح المدرسة كنت أنتظر مهرجان الصيف بفراغ الصبر، لأني كنت بشوق لممارسة الالعاب الموجودة فيه، لكن اخي الكبير رفض ان يصطحبني مع اخوتي في بداية الامر بحجة أنني كبرت، ولم يوافق إلا بعدما تبللت عيوني بالدموع ، وقبل ذلك بعام طلب أهلي مني ان اتوقف عن ممارسة لعبة الغميضة مع بنات الجيران امام بيتنا، والحجة نفسها وهي أنني كبرت .

تعاطفت عدة طالبات مع امنية وبدأن استرجاع قصص الطفولة، تذكرت اشراق وهي تبتسم قائمة التوصيات الصارمة التي تسبق ذهابها الي الحديقة، وحفلة التوبيخ التي كانت تتلقاها من امها بعد عودتها لأن ثيابها اتسخت، وتحدثت نور عن بركان غضب جدتها الذي كان يثور كلما ارتفعت اصوات اخوتها خصوصاً اثناء وجود ضيوف لدي الأسرة .

بدأ همس الاحاديث الجانبية يرتفع والماغبات البريئة المصاحبة لها تزداد، ولكن قطعها صوت الجرس معلناً انتهاء الحصة، وقبل ان تغادر المعلمة عبير، بلغت طالباتها بأن سؤال حصة يوم غد سيكون : ” ماذا لو عدت طفلة صغيرة .. ماذا كنت ستفعلين ؟ ” صفقت البنات لهذا المقترح وكانت امنية اكثرهن فرحاً به، قطعت المعلمة التصفيق لتقول لهن : تجهزن بشكل جيد وأحضرن معكن ما تردن، لتمثلن أدواركن عملياً، اريد أن يكون العرض مرحاً ومبهجاً .

في اليوم التالي كانت مريم بصحبة دميتها التي اشتراها لها والدها وهي في الخامسة من عمرها، احتضنتها ومشطت شعرها وقبلتها كما كانت تفعل في صغرها، ثم وضعتها علي سريرها الأنبيض لتنام، وقلمت رضوي بقيادة دراجتها القديمة بمهارة بين الفواصل الموجودة بين مقاعد الطالبات، ونطت ميمونة علي الحبل مئة مرة دون توقف فيما اشتركت ايمان ونوًار بلعبة الحصي معاً لتتفوق نوار في نهاية المطاف .

علا صوت الضحكات والتصفيق أكثر من مرة اثناء العرض، وانتهت الحصة باقتراح من امنية بإقامة معرض لهذه الذكريات الجميلة علي مستوي المدرسة . 

مقالات متعلقة