الحاجة كريمة حسان:

الحمد لله بعد اكثر من 50 عاما اثبتنا بأنه لنا حقوق وقرار من المحكمة التي حكمت لصالحنا، فلو كانت النتيجة سلبية لانقلبت حياتنا لتكون قاسية للغاية ولن نستوعب الحدث

قاسم حسان:

عانينا فترة طويلة من حياة كانت مليئة بالقلق والخوف بسبب اوامر اخلاء البيوت وتشريدنا، حتى أن هنالك ايام لم نذق فيها طعم النوم، وكنا نفكر بحال مصيرنا فيما لو ارتكب بحقنا مجزرة هدم بيوت وتشريد من المكان

المحامي خليل عواد:

الحديث يدور عن قرار خاص تماما كسابقة قضائية التي من خلالها اعترف القاضي بحقوق العائلة المشتكية التي هي صاحبة ملكية الأرض، كما ارغم دائرة اراضي اسرائيل وسلطة التأمين بدفع تعويض للعائلة وسنبحث في هذا الأمر لاحقا

عاشت عائلة حسان من سكان مدينة عكا منذ سنوات طويلة في حالة من الخوف والقلق الشديدين جراء تلقيها أوامر بإخلاء بيوتهم وارضهم في "حي عين الست"، بحجة "انها لا تعود لملكيتهم الخاصة".

بعد هذه الفترة تنفست العائلة الصعداء، وذلك بعد تلقي أفرادها بشرى سارة من المحامي خليل عواد الذي تابع ملف القضية واخبرهم بأن "المحكمة المركزية في حيفا، قررت الإعتراف بكافة حقوق العائلة فيما يتعلق بحقوقهم بالأرض، وامكانية تعويضهم اما بمبلغ مالي أو ارض مقابل ارض".

جدير بالذكر أن الحي المذكور تسكنه عائلة واحدة مكونة من 50 نفرا من نساء ورجال واطفال، وعلى القسيمة بنيت 6 بيوت، لا سيما أن العائلة تسكن هناك منذ 50 عاما. قبل ذلك أي قبل قيام الدولة سكنوا في قرية دمون في الجليل الغربي، وفي عام 1948 تم اخلاؤهم وتوجهوا للسكن في طمرة. في نهاية سنوات الخمسينات انتقلت العائلة للسكن في جنوب مدينة عكا، وفي عام 1968 نقلوا مقابل تعويض مالي الذي دفعته الدولة، ومنذ ذلك الحين انتقل قسم من العائلة للسكن في البلدة القديمة، وما زالوا يحافظون على ارضهم ويسددون لبلدية عكا كل ما يترتب عليهم من ضرائب.

الحاجة كريمة حسان
 
الحاجة كريمة حسان البالغة من العمر 85 عاما قالت: "صحيح اننا عانينا الأمرين طوال هذه الفترة في اعقاب التهديدات التي كانت تخيم فوق رؤوسنا لتشريدنا من ارضنا وبيوتنا، لكن الحمد لله بعد اكثر من 50 عاما اثبتنا بأنه لنا حقوق وقرار من المحكمة التي حكمت لصالحنا، فلو كانت النتيجة سلبية لانقلبت حياتنا لتكون قاسية للغاية ولن نستوعب الحدث".

ثم قالت: "هذه فرصة بأن اناشد كل من يواجه نفس المعاناة بعدم الإستسلام، بل هنالك حاجة للقوة والعزيمة للحفاظ على الحقوق والممتلكات. هذه فرصة بأن اشكر للمحامي خليل عواد على ما بذله من جهد كبير حتى يحقق هذا الإنجاز الذي انتظرناه طويلا".

قاسم حسان

قاسم حسان قال: "ولدنا وترعرنا هنا في ارضنا وبيوتنا، وكنا مقتنعين بأن الأرض هي ارضنا ولنا حقوق فيها وليس كما ادعت الدولة التي حاولت اخلاء البيوت وتشريدنا بدون اي حقوق، اذ اننا عانينا فترة طويلة من حياة كانت مليئة بالقلق والخوف بسبب اوامر اخلاء البيوت وتشريدنا، حتى أن هنالك ايام لم نذق فيها طعم النوم، وكنا نفكر بحال مصيرنا فيما لو ارتكب بحقنا مجزرة هدم بيوت وتشريد من المكان الذي تربينا فيه نحن واطفالنا. بالرغم من كل ذلك كنا واثقون بأنه سيأتي اليوم الذي سيقرر فيه بأن نحصل على حقوقنا الكاملة حتى لو كان الأمر يقابله خسائر مادية كبيرة التي ذهبت في سبيل نضالنا مقابل ضمان حقوقنا".
وواصل حديثه وقال: "لو كان القرار سلبيا لتحطمت نفسيتنا ولواصلنا مسيرتنا حتى المحكمة العليا، فمثل هذه القضايا لا يمكن الإستسلام لها".

المحامي خليل عواد

المحامي خليل عواد الذي استلم القضية على مدار 4 سنوات ونال القرار قال: "الحديث يدور عن قرار خاص تماما كسابقة قضائية التي من خلالها اعترف القاضي بحقوق العائلة المشتكية التي هي صاحبة ملكية الأرض، كما ارغم دائرة اراضي اسرائيل وسلطة التأمين بدفع تعويض للعائلة وسنبحث في هذا الأمر لاحقا".
ومضى وهو يقول: "في بداية الأمر كان هناك قرار بإخلاء العائلة من المكان وهدم البيوت خلال 60 يوما، لكن اصحاب الآرض ادعوا بأنهم قاموا بشراء الأرض من شخص كان يسكن فيها من قبلهم. استطعنا خلال هذه الفترة احضار مستندات التي تثبت بأن الملكية تابعة للعائلة وعليه تقرر أن لديهم حقوق بالارض مع امكانية تعويضهم بمبلغ مالي او ارض مقابل ارض".
وعن ردة فعل العائلة لدى استلامهم القرار قال: "العائلة عاشت طوال فترة طويلة بعدم استقرار وكانوا يتخوفون من الهدم، وبعد أن علموا بالقرار سعدوا جدا، واليوم ادركوا انه يمكن الحصول على الحقوق من خلال نضال قضائي حقيقي".