الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 14:01

جيناتنا عمقها، كحجم مؤامراتها/ بقلم: مرعي حيادري

كل العرب
نُشر: 19/11/17 08:31,  حُتلن: 09:32

مرعي حيادري في مقاله:

حجم المؤامرات لا يقل عن عمق الجينات تخلفا، لما يتم من تلك السهام الخطرة الموجهة، الى قلوب اولئك الجماهير والشعوب

فعلى ما يبدو من التحركات السياسية الحاصلة ، على الساحة الشرق أوسطية، تيارات النفاق وحياكة المؤامرات على الجماهير والبلد ، في عالمنا العربي ، لهو ذي شأن كبير

إن كانت كل الوسائل التعليمية المتنوعة غير قادرة على تغيير أسلوب التربية والنأي نحو الأجدى والافضل، فربما فعلا قد وصلنا الى طريق مسدود 

علم الوراثة يؤكد ، بأن خصال الغير منا وفينا، نتناقلها عبر أجيال من الاباء والاجداد، ومن العادات التي تولد معنا ، تبقى العلامات المؤثرة في تقاليدنا البالية الجاهلة والمتخلفة، كوننا نشأنا عليها وتطبعنا على مظاهرها السلبية، كما لو كانت فرضية حتمية، حطت بأحمالها وأثقالها، دون النمو أو التطور، تنمية الفكر والثقافة، وتغيير تلك العادات والمنشأ من أرض الولادة، لتحمل طابع التردد وتناقل الحديث والحدث، لا منفعة منه، بقدر ما هو ضار لأنفسنا ومجتمعنا وذاتنا، وهل لعلم الوراثة شأن بمكان الولادة والمنبت مكانا وزمانا؟!.

بدأ علم الوراثة بالناحيتين التطبيقية والنظرية، على يد مندل، وظهرت نظرية تعرف بالوراثة المتمازجة والتي تنص على أن الافراد وراثة من مزيج الصفات للأبوين. وعليه فصفاتنا هي مزيج من صفات الاب والام معا، ومنها نحمل طابع تهجين التخلف والخيانة، تماما كما هو عند الملوك والرؤساء والامراء والسلاطين، القابعين على صدور الشعوب يا عرب؟!!.

فعلى ما يبدو من التحركات السياسية الحاصلة ، على الساحة الشرق أوسطية، تيارات النفاق وحياكة المؤامرات على الجماهير والبلد ، في عالمنا العربي ، لهو ذي شأن كبير، وبدون تلك الصور من هذا النفاق الاجتماعي الجماعي والفردي، والذي يتمثل بشخص الرئيس والملك والامير ، صار شأن الحراك والتقلبات والمؤامرات ، على الدول والمؤسسات الخاضعة لها، وضرر واقع وحاصل ، والنتائج المؤثرة والضربات الموجعة ، تقع على عاتق وظهور الطبقات الفقيرة والمسحوقة من الجماهير والشعوب العربية قاطبة، من المشرق وحتى المغرب؟!.

هذا المشهد الدرامي والمضحك بأن واحد نلمس واقعه ونتحسس مواقفه من تلك التحركات السياسية والدبلوماسية الملونة بأزهار ذابلة ، ترى بالعين المجردة تجذرت نحو هاوية الضياع المتوقع والمستمر في دوامة الضياع الرئاسي والملكي، وحسرة على تلك الشعوب التي ترنو لحاضرها ومستقبل أجيالها، دون القطف ولو قيد أنملة ، والجهل والتخلف المدقع، يزداد تجذرا وتصلبا في ظل تلك الانظمة القمعية، التي لا تأل جهدا في الايقاع باهلها ودولها ، لتبقى مستوطنة مستعمرة ومحتلة ، لكل المؤامرات الامريكية الغربية، حفاظا على برامجها الملوثة والمدنسة، التي هدفها الوحيد جلب الويلات والصرخات من البكاء للأطفال ونحيب النساء واهانة هيبة الشيوخ التي عبث بشموخها زمن المهاترة من قبل بائعي الضمير هؤلاء هم الملوك والامراء والرؤساء، مرتع الخيانات لشعوبهم.!!
ليس عندي أدنى شك بوطنية أي عربي ولد في الشر العربي او المغربي، ولكن الادوات التي يتبع لها من نظام الرجل الواحد، هي تلك القابضة على أرواح أولئك البسطاء المتشردين، ولا حول ولا قوة لهم، الا أن يتنازلوا عن الشرف والاحترام ويفعلون بالانحناء، من أجل الذل والاهانة والحصول على لقمة العيش؟! فكيف لشعب يحكمه جلادون أن ينمو، ويتطور ويتضور جوعا؟!! وحتى لو كان أديبا ، شاعرا ، كاتبا، ناقدا ومحللا ، طبيبا ومهندسا، وحتى أصحاب المهن الحرة والمستقلة، أعمالهم لا سوق بيع أو شراء، والعقول تتبخر وحينها تفتش عن الهروب والرحيل، كما حدث للعديد من الادمغة العربية، التي تم شراؤها بالدولار واليورو، والاحترام أيضا لما ينتجوه من عمل وأبداع، افتقدوه عند انظمة العرب البائدة والتي جعلت منا ومنهم ، تعامل الحيوانات، ومن يخالف الاوامر .. يهان ويسجن والقتل نهايته؟!!!.

أن حجم المؤامرات لا يقل عن عمق الجينات تخلفا، لما يتم من تلك السهام الخطرة الموجهة، الى قلوب اولئك الجماهير والشعوب، بدلا من أن توجه نحو صدور الظالمين المحتلين والمستعمرين لأهل الارض والبلد، وتعتيم العلم والتنور على أهلها، لتجعلهم عبرة لمن يعتبر ويقف ، في وجوه اولئك المتطاولين على الفكر الفذ والنخوة والشهامة التي باتت، مفقودة منذ تولي أولئك المتآمرين على أجمل مخلوقات الله على الارض العربية، والمليئة بثروات وعقول ، لو بنيت في امكان الصحيح والتيار السليم، لكنا في أوج الحضارة التي كانت من صفاتنا في عهد مضى وقبل مئات من السنوات التي خلت، مربط حضارتنا التي تشرذمت واندثرت في ظل الوباء الموجود في عهد اولئك البغضاء ، رؤساء وملوك كما شياطين الارض ينفثون بسمومهم نحو الغير من الاهل كأفاعي الكوبرا الافريقية، كفانا ذل واهانة يا المتآمرين والطغاة، فلتتوفوا عن الابرتهايد ضد شعوبكم ، فكريا وحرية وتنورا، حتى نقدر على اعادة التاريخ كما عهدناه يوما..!!
هذا هو حال أكتنا العربية اليوم ، من تسلط وتشرذم وانقسامات، وماهي الا مخططات امريكا والغرب، لتقسيم الامة العربية وجعلها قبائل وطوائف، نظرا لجهلها وتخلفها، فلنتوقف ايها الحكام عن هذا النهج البغيض ولعل الحكمة تسود عقولكم الجينية وتحجيم مؤامراتكم؟!

فإن كانت كل الوسائل التعليمية المتنوعة غير قادرة على تغيير أسلوب التربية والنأي نحو الأجدى والافضل، فربما فعلا قد وصلنا الى طريق مسدود ، لتغيير تلك الانماط، وستبقى الجينات الوراثية، تتناقل وتحمل في طياتها السلب والقهر والتخلف... فنصيحتي أن تتزاوجوا من عرق أو جنس أخر، قد أمتلك جينات حضارية وتقنية ، وكما يدعون بأنه سرق حضارتنا العربية؟!!
حتى نستعيد بناء الانسان العربي من جديد .!!
اللهم أني قد بلغت.
وأن أكون على خطأ فصححوني.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة